شهدت اسعار الذهب ارتفاعات قياسية خلال الفترة الاخيرة وتلقي المعدن الاصفر قوة دفع مع هبوط الدولار بشكل عام مما جعله أكثر إغراء أمام المستثمرين غير الامريكيين. ولامست السوق 1019،50 دولار للأوقية وهو ما يقل بدولارات قليلة عن أعلي مستوي في 18 شهرا عند 1023.85 دولار للاوقية والذي حققه الذهب الاسبوع قبل الماضي. وتشير التوقعات الي أن يحقق الذهب مستوي قياسيا فوق 1030.80 دولار للاوقية اذا استمر الدولار في التراجع. علي المستوي المحلي استبعد البعض فكرة توجيه سيولة المستثمرين الي الاستثمار في شراء الذهب نتيجة للتقلبات السعرية الي تشهدها البورصة المصرية في الوقت الحالي مؤكدين أن الذهب يضمن القيمة لكن لا يضمن الأرباح، إذا ما تم الأخذ في الاعتبار الارتفاع المتتالي في معدل التضخم. اعتبر البعض أن توجيه السيولة إلي البورصة وخاصة صناديق الاستثمار يعد من أفضل الأدوات الاستثمارية في الوقت الحالي لانخفاض قيمة العديد من الأوراق المالية وتوقعات ارتفاعها في الفترة المقبلة. من جانب أشار مينا مجدي محلل مالي بشركة مترو للوساطة في الأوراق المالية الي ان أسعار الذهب قد شهدت ارتفاعات كبيرة في الفترة السابقة حيث أرتفع سعر الذهب الي اكثر من 1000 دولار للأوقية مؤخرا، وذلك للمرة الاولي منذ فترة طويلة وتأتي تلك الأرتفاعات في ظل انخفاضات متتالية في قيمة الدولار اأنخفاض سعر الفائدة ومن ناحية أخري فإن عدم الثقة في تعافي الأقتصاد جعل من الذهب ملجأ آمناً يلجأ إليه المستثمرون للحصول علي قدر من الثبات وفي نفس الوقت يكون الذهب مخزنا للقيمة وحماية من مخاطر التضخم. وعن أثر الاستثمار في الذهب علي الاستثمار في البورصة أشار مجدي إلي أنه من غير المتوقع أن يكون له تأثير كبير عليه وذلك نتيجة أختلاف نوعية المستثمرين في البورصة عن المستثمرين في الذهب وحتي في حالة ألتاثر لن يكون بنسبة تؤثر عل الاستثمار في البورصة. أداة آمنة للاستثمار و اتفق محمد تلباني منفذ عمليات بشركة بايونير للوساطة في الاوراق المالية مع الرأي السابق مؤكدا ان الذهب شهد تقلبات شديدة في السعر بعد حدوث أزمة الرهن العقاري التي تعرض لها الاقتصاد العالمي ، وتزامن مع ذلك قيام مجلس الاتحاد الفيدرالي(المركزي الأمريكي) بخفض الفائدة علي الدولار عدة مرات، وتبع ذلك تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية، وبالتبعية حدث ارتفاع في أسعار الذهب في البورصة العالمية. أكد تلباني أن التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب صعبة في ظل التذبذب الواضح في الأسعار والارتفاعات غير المسبوقة التي شهدها مؤخرا. ويضيف أن الارتفاع الذي شهده الذهب ناتج عن المضاربات التي تقوم بها صناديق الاستثمار في البورصات العالمية وليس بسبب زيادة الطلب علي الذهب، مشيرا إلي أن الصناديق تلجأ إلي الذهب باعتباره أداة آمنة للاستثمار في أوقات الأزمات، ولذلك تزايد الطلب عليه في ظل انخفاض أسعار الدولارخاصة ان التجارب تبرهن أن الذهب يحتفظ بقيمته ويرتفع بشكل أسرع من أي شيء آخر. اشارالي ان هذا المعدن يعد سلعة ادخارية كمخزن للقيمة، وأن 99% ممن يشترونه يهدفون للاحتفاظ بأموالهم في صورة سلعة عالية القيمة مضمونة العائد، اما الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب بشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار فيري أن الذهب يضمن القيمة لكن لا يضمن الأرباح، إذا ما تم الأخذ في الاعتبار الارتفاع المتتالي في معدل التضخم. اضاف أن الأسعار من الممكن أن تستقر في حالة تنفيذ صندوق النقد الدولي خطوته التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، وتتضمن ضخ كميات كبيرة من الذهب في السوق العالمية. واعتبر أن توجيه السيولة إلي البورصة وخاصة صناديق الاستثمار يعد من أفضل الأدوات الاستثمارية في الوقت الحالي لانخفاض قيمة العديد من الأوراق المالية وتوقعات ارتفاعها في الفترة المقبلة. وقال إن صناديق الاستثمار ستكون اللاعب الرئيسي في الفترة القادمة، مشيرا إلي أنه يمكن للمواطن العادي توجيه جزء من مدخراته إليها خاصة مع تراجع الفائدة علي الإيداع في البنوك وعدم استقرار سوق العقارات حالياً. تكاليف الاستيراد واكد كريم نبيل محلل مالي ان الارتفاع الذي شهده الذهب ناتج عن المضاربات التي تقوم بها صناديق الاستثمار في البورصة العالمية وأضاف أن الأوضاع الاقتصادية الحالية في مصر أدت الي حدوث ركود كبير في سوق الذهب الا انه لم يؤثر سلبا علي الاسعار لارتباط السوق المصري بالأسواق العالمية. اشار نبيل الي أن سوق الذهب يعاني من تقلبات تجعل المستثمر فيه يتسم بالترقب والحذر مثل سوق العقارات والبورصة فجميعهم قنوات استثمارية تعرضت لتقلبات فالبورصة تعرضت لعدوي مالية عالمية بسبب تقلبات حركة الأجانب في داخلها والعقارات شهدت ركودا بسبب تراجع القوي الشرائية وكذلك الحال في أسواق الذهب التي شهدت الأخري تقلبات كبيرة بين صعود وهبوط وإن كانت مستويات الهبوط غير ملحوظة بعد جنوحها في عامي 2007و2008 إلا أن التذبذب كعادته دائما يؤدي إلي ميلاد حالة من التوتر في حركة البيع والشراء وغيرها. لفت إلي أن المستثمرين في الخارج يدركون جيدا ثقافة المضاربة ويتابعون بحرص التطورات ويعلمون جيدا متي يشترون الذهب، وفي أي وقت يبيعونه، وعلي الرغم من ذلك يتعرضون للخسائر أما في مصر فيفتقر الناس لذلك، ويقررون البيع والشراء لمجرد سماعهم لأي خبر عن الذهب من دون تفكير، مما يعرضهم للخسائر. انخفاض الأسعار اتفقت مي امام محلل مالي مع الرأي السابق مؤكدة ان ارتفاع اسعار الذهب عالميا جاء نتيجة انخفاض الاسعار في بورصات الأوراق المالية الأمريكية وتراجع الطلب علي الدولار بسبب الانخفاضات المتوالية علي الفائدة عليه، مما دفع المواطن الأمريكي الي الاقبال علي اقتناء الذهب. وقالت ان الركود في السوق المصري يشمل المجوهرات والمعادن الثمينة الأخري نظرا لحالة الركود والأزمة الاقتصادية التي تواجه مصر في الفترة الحالية. وتوقعت أن يكون هناك إقبال خلال الفترة المقبلة علي الاستثمار في الذهب خصوصا من قبل الطبقات المتوسطة والفقيرة بعدما فقد هؤلاء الثقة في البنوك والبورصة بعد تراجع أسعار الفائدة في الأولي وتقلبات البورصة في الأخيرة وهي حالة من الناحية الاقتصادية يطلق عليها عدم اليقين وهو ما يدفعنا إلي التوقع بنمو الطلب علي الذهب خلال الاشهر القادمة استهلاكيا واستثماريا في ذات الوقت.