انهت اسعار الذهب جلسة الجمعة علي انخفاض محدود من قرب اعلي مستوياتها علي الاطلاق والذي يقدر ب 559 دولاراً للاوقية (الاونصة). الا ان اسعار المعدن النفيس مازالت اعلي بنحو 2.5% مقارنة باغلاق الاسبوع قبل الماضي. وانهت اسعار التعاملات الآجلة لابريل جلسة الجمعة منخفضة ب 30 سنتا عند 555.10 دولار للاوقية بعد ان اضافت ما لا يقل عن 14 سنتاً للاوقية علي مدي الجلسات الاربع السابقة. وسجل الذهب يوم الخميس 541.30 دولار للاوقية فيما يعد اعلي مستوياته منذ جلسة 6 مارس مضيفا 13.80 دولار مقارنة بالاسبوع السابق. واشار الخبراء الي ان توجهات المتعاملين في بورصة الذهب تتأثر بصورة مباشرة بمخاوف اضطراب الامدادات النفطية نتيجة لتصاعد حدة العمليات العسكرية الامريكية في العراق من جهة والتوقعات بفرض عقوبات دولية علي ايران من جهة اخري. وقالوا ان المتعاملين سيحرصون علي متابعة التطورات علي هذا الصعيد خلال عطلة نهاية الاسبوع قبل بدء التعاملات باكر الاثنين. وتوقع الخبراء ان تتراوح اسعار الذهب ما بين 548 و560 دولارا للاوقية علي المدي القصير مشيرين الي ان التوقعات طويلة الاجل تميل نحو اتجاه صعودي في اسعار المعدن النفيس في ظل ارتفاع معدلات التضخم وزيادة التوترات السياسية فضلا عن التنبؤات باستمرار الخلل بين عاملي العرض والطلب. هذا واوضحت احصائيات نايمكس تراجع مخزون الذهب ب999 اونصة الي 7.53 مليون اونصة. ويعزي المحللون الاقبال الهائل علي الذهب طوال الاربعة اعوام الماضية الي مواصلة اتساع فجوة العجز الامريكي المزدوج في الميزانين التجاري والجاري الامر الذي يتنبأ باستمرار تدهور الدولار. والدولار المنخفض يجعل بالتأكيد الاصول الدولارية اقل جاذبية امام المستثمر مما يجعله يلجأ الي التحول الي الذهب كملاذ آمن لحفظ استثماراته. ويري محللون آخرون ان السبب الرئيسي وراء ارتفاع اسعار المعدن الاصفر هو عمليات المضاربة التي تقوم بها البنوك المركزية للدول الغنية التي تحتفظ بمخزونات كبيرة من الذهب اضافة الي قيام الدول المصدرة للنفط باستثمار العائدات الناتجة عن الارتفاع الهائل في اسعاره في شراء كميات ضخمة من المعدن الاصفر. النحاس وعلي صعيد بقية المعادن قفزت اسعار النحاس الي اعلي قيمة لها علي الاطلاق يوم الجمعة مضيفة 7 % علي مدي تعاملات الاسبوع. واضافت اسعار العقود الآجلة لتسليم مايو 9.45 سنت او ما يعادل 4.2% لتلامس 2.36 دولار للاوقية و هي اعلي قيمة تصل اليها في تاريخ بورصة نايمكس للمعادن. ومقارنة بالاسبوع السابق قفزت الاسعار ب 6.8%. وفي هذا الاطار توقعت شركة "فيليبس دودج" احد اكبر منتجي النحاس في العالم يوم الخميس ان تواصل اسعار المعدن ارتفاعها يدفعها قوة الطلب في الصين بصفة خاصة. وتنبأت الشركة ايضا ان يبلغ العجز في الانتاج العالمي من المعدن خلال الفترة من 2004 حتي 2006 قرابة 650 مليون طن متري. وساهم في صعود اسعار المعادن الصناعية ظهور العديد من التقارير الاقتصادية القوية علي مستوي العالم مثل البيانات الامريكية التي اشارت الي ارتفاع حجم الانتاج الصناعي في فبراير مما يؤكد التوقعات بزيادة الطلب علي هذه المعادن. وشجع ذلك المحللين علي التنبأ باستمرار صعود اسعار النحاس لتلامس حاجز الثلاثة سنتات او تجاوزه مشيرين الي عدم وجود ما يمنعها من ذلك. ووفقا لبيانات نايمكس ارتفعت مخزونات النحاس باربعة اطنان الي 30961 طناً حتي نهاية يوم الخميس. الفضة وعلي صعيد الفضة قفزت اسعار العقود الآجلة لمايو ب 2.3 سنت خلال تعاملات الجمعة لتغلق عند 10.365 دولار للاوقية فيما يعد اعلي مستوياتها منذ اواخر عام 1983 أي منذ اكثر من 22 عاما. وعلي المستوي الاسبوعي اضافت اسعار الفضة 4.1 % مقارنة بالاسبوع السابق الذي سجلت خلاله 9.96 دولار للاوقية.و دعم اسعار الفضة ظهور بيانات حول تأسيس صندوق جديد لتداولات الفضة يتبع مجموعة "باركليز جلوبال انفيستورز" علي ان يبدأ العمل في المستقبل القريب. وقالت نايمكس ان امدادات الفضة ظلت ثابتة عند 125.9 مليون اونصة. البلاتين وعن اسعار البلاتين اضافت العقود الآجلة لابريل 3.40 دولار منهية تعاملات الجمعة عند 1034 دولاراً للاوقية ارتفاعا بأكثر من 21 دولاراً عن اغلاق يوم الجمعة الماضي. مؤشرات المعادن وتجدر الاشارة الي ان المؤشرات التي تتعقب اداء اسهم قطاع المعادن اغلقت علي ارتفاع محدود يوم الجمعة الا انها اضافت ما لا يقل عن 3% خلال الاسبوع. وارتفعت تلك المؤشرات خلال خمس جلسات من الجلسات الست السابقة. وقفز مؤشر فيلادلفيا لاسهم الذهب والفضة الي 131.74نقطة مضيفا 0.2% يوم الجمعة و 3.9 % خلال الاسبوع.كما صعد مؤشر اميكس للذهب ب 0.5% الي 302.42 نقطة ليقفز اجمالي المكاسب التي حققها خلال الاسبوع الي 3.4%. السوق المحلي وعلي الصعيد المحلي واصل سوق الذهب ركوده ليصيبه الشلل التام وسط الارتفاع الحاد في الاسعار الذي لا يتناسب اطلاقا مع الاوضاع المالية للمواطنين المصريين. فهجر الزبائن محال الذهب واصبحت الصاغة تعاني من البطالة وتشريد العمالة بعد اغلاق العديد من محالها. واوضحت حسب احصائية صادرة عن مصلحة الضرائب بالجمالية توقف نحو 450 ورشة للذهب بالصاغة وهو ما لا يحتمله الوضع السييء لسوق العمل في مصر. وشهدت الآونة الاخيرة اقبالا غير عادي من جانب المواطنين علي بيع الممتلكات الذهبية بدلا من شراء المزيد منها. واستفادت سوق الفضة من هذا التراجع حيث اقبل المواطنون علي شراء المنتجات الفضية كبديل عن الذهبية التي لا تتحملها دخولهم المتواضعة.