لا تستطيع الادارة الامريكية ان تسحب قواتها الآن من العراق بل ان هذا الانسحاب سيكون أمرا في غاية الصعوبة في العام القادم والسبب في ذلك ان أمريكا تري انه من الخطأ الانسحاب دون حسم لموقفها مع إيران.. ان وجود القوات الامريكية في العراق ورقة لها جوانبها السلبية وجوانبها الايجابية.. لا شك ان الوجود الامريكي في المنطقة يضمن حماية مصالح امريكا وفي نفس الوقت يمكن ان تدفع امريكا ثمن ذلك اذا وصلت المفاوضات مع إيران الي طريق مسدود ولم يعد من بديل غير الحرب فإن وجود 150 ألف جندي أمريكي علي حدود إيران أمر في غاية الاهمية بجانب حاملات الطائرات والسلاح الجوي.. ومن هنا فإن أمريكا حين تتفاوض مع إيران وهي موجودة بقواتها غير أمريكا التي تتفاوض بدون هذه القوات.. هناك سبب آخر ان اللوبي الصهيوني في البيت الابيض سوف يمارس كل ألوان الضغط علي الادارة الامريكية من اجل بقاء القوات الامريكية في العراق لأطول فترة ممكنة.. ولا يمكن لنا ان نتجاهل أثر إيران في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية خاصة اذا حدثت مواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران. قد تبدو احتمالات الحرب بعيدة ولكنها ليست مستحيلة خاصة ان إيران بدأت بالفعل في تشغيل مفاعلها النووي ووقعت مع روسيا اتفاقا يضمن حصولها علي احتياجاتها من اليورانيوم ل 10 سنوات قادمة.. ان الخطر الحقيقي الآن هو وصول نتنياهو واليمين الإسرائيلي الي السلطة، إن آخر تصريحات المسئولين في إسرائيل تحمل تهديدا واضحا لإيران ولكن إيران لا تسمع ذلك كله.. إن الاقرب للمنطق ان تحاول امريكا تعويض إيران بصورة أو بأخري خاصة ان الازمات بين البلدين تجاوزت ال 30 عاما ولا شك ان تصفية هذه الخلافات سوف تحتاج جهدا ووقتا وتضحيات من الطرفين ولكن المؤكد ان إسرائيل ستحاول بكل السبل اقناع الادارة الامريكية بالخطر الإيراني عليها وقد يشجع ذلك علي ضربة عسكرية سريعة وان كان ثمن ذلك سيكون باهظا.. من هنا فإن انسحاب امريكا من العراق الآن أمر مستحيل والسبب في ذلك ليس العراق ولكنها إيران التي ستخرج من كل هذه الصراعات بمكاسب كبيرة وقد تكون أكبر طرف مستفيد من كل ما يحدث في المنطقة الآن.