يتفق الجميع علي الآثار السلبية التي ضربت الاقتصاد المصري بسبب الازمة المالية العالمية.. ومناقشة الازمة وتداعياتها لا تكفي ولكن يجب البحث عن حلول سريعة وعملية للانقاذ. علي رأس هذه الحلول الجولات الترويجية وتكثيف الاشتراك في المعارض الدولية لمواجهة الهبوط الحاد في صادراتنا.. لكن الواقع ان رجال الاعمال والمستثمرين لم يتجهوا إلي هذا الحل بالشكل الكافي. وقد أكد المستثمرون ان الفترة المقبلة ستشهد تحولا ملموسا في اقتصادات الدول بعد ان لجأت القوي الكبري إلي فرض رسوم حمائية امام المنتجات القادمة لها من الخارج الامر الذي اغلق ابواب العديد من الاسواق الخارجية امام منتجاتنا المصرية. وشدد المستثمرون علي ضرورة تكثيف الحملات الترويجية من جانب رجال الاعمال والبحث عن اسواق تنافسية في الوقت الذي تراجع فيه معدل نمو الصادرات المصرية في شهر يناير الماضي إلي أدني مستوي له منذ 42 شهرا. عودة عصر الحماية ويري شفيق بغدادي وكيل اتحاد الصناعات المصرية انه لا خلاف علي ان الاشتراك في المعارض الدولية المتخصصة والقيام بحملات وبعثات ترويجية من جانب رجال الاعمال خلال الفترة المقبلة مهم للغاية، في الوقت الذي تواجه الصادرات المصرية تراجعا كبيرا، حيث وصلت إلي اعلي معدل هبوط لها خلال يناير الماضي وتراجعت إلي ادني مستوي وهذا يدعونا إلي البحث عن طرق غير تقليدية في مواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية علي الاقتصاد المصري. ويشير إلي ان هناك تراجعا عالميا حقيقيا في الطلب بوجه عام وهذه المشكلة موجودة ايضا في الدول التي تستهدفها منتجاتنا وبالتحديد في امريكا واوروبا وتزامن مع ذلك اتجاه هذه الدول إلي اتباع اجراءات حمائية من جديد علي منتجاتها وبالتالي، فنحن في موقف صعب جدا لأن منتجاتنا لا تواجه عنصر المنافسة فقط، بل تواجه اجراءات حمائية تعوق دخولها إلي هذه الاسواق وهو ما يزيد الامر صعوبة، لذلك قامت مصر في محاولة للوقوف إلي جانب المستثمرين بزيادة مخصصات المساندة التصديرية بنحو 50%، ومع ذلك تراجعت صادراتنا نتيجة تراجع الطلب العالمي بمعدل يتراوح ما بين 20% إلي 30% علي اقل تقدير. ويوضح اننا لو قمنا ببيع نفس الكميات التي نصدرها لاسواقنا في الخارج فإن الموقف سيكون سلبيا ايضا نتيجة تراجع الاسعار في الاسواق العالمية، وبالتالي ستتراجع صادراتنا وهذا الامر لا يخص مصر فقط، بل هو حالة عالمية لم يعرف مداها بعد. ويؤكد اننا بدأنا فعلا في البحث عن اسواق بديلة في افريقيا وروسيا وبولندا لكن هذه الاسواق لن تعوضنا عن السوق الاوروبية والتي كانت تتميز بزيادة عالية في الانفاق لكننا في كل الاحوال لابد وان نكثف جهودنا لأن الوقت الحالي يشهد صراعا عالميا في بقاء اقتصادات الدول وصمودها حتي تستطيع الخروج وتتجاوز المرحلة المقبلة بأقل خسائر ممكنة. طوق النجاة يقول الدكتور شريف الجبلي رئيس مجلس الاعمال المصري الكوري إننا حاليا في اشد الحاجة إلي الحملات الترويجية والبعثات التجارية المتخصصة لانها هي التي يمكن ان تكون طوق النجاة للعديد من الصناعات خاصة إذا تمت دراستها جيدا مع الاعداد الدقيق لها. ويوضح ان الاهم من ذلك ايضا هو الاشتراك في المعارض العالمية بصورة مكثفة خلال الفترة الحالية والمقبلة حتي نستطيع ان نطرح منتجاتنا من الصناعات التصديرية علي الساحة العالمية بصورة مكثفة بهدف فتح اسواق جديدة من جهة والتعريف بالمنتج المصري وجودته وتنافسيته من ناحية أخري. ويشير إلي اننا نخطو في هذا الاتجاه حاليا لكن تلك الخطوات ليست علي ما يرام ولا تتناسب مع حجم الازمة المالية وتداعياتها علي مختلف القطاعات الصناعية خاصة التصديرية منها. ويطالب بإعداد خطة من جانب رجال الاعمال للقيام بجولات ترويجية تشمل صناعات بعينها وتهدف هذه الخطة إلي البحث عن الفرص البديلة في الاسواق المستهدفة لأن هناك تأثيرا سلبيا واضحا جدا، كما ان المؤشرات العالمية تشير إلي تحول الوضع من سيئ إلي أسوأ خلال الفترة القليلة المقبلة. ويضيف ان العديد من الشركات العالمية بدأت في طرح المخزون السلعي لها بأي سعر بهدف التخلص منه، الامر الذي يمثل خطورة شديدة جدا علي اقتصاديات الصناعة بمصر، فصناعتنا لا تستطيع الصمود بأسعار اقل من التكلفة الحقيقية لها بكثير. ويشير إلي ان الامر لا يقف عند ذلك الحد، بل يمتد إلي ان الشركات العالمية تدفع أموالا لكي تتخلص من هذه المنتجات نظرا لعدم جدوي تخزينها وهذا يمثل خطورة غير مسبوقة وتحتاج إلي وقفة حاسمة علي جميع المستويات.