متابعة محمد ابراهيم أسماء أمين دينا جمال شريهان مدينة: خسائر كبيرة تكبدتها البورصة علي مدار الفترة الماضية زادت حدتها أمس وبدون أسباب مقنعة أو مبررات.. وبالرغم من قيام المسئولين بطمأنة المستثمرين بالسوق علي ان الأمور علي ما يرام وأن البورصة المصرية بمنأي عن الأزمة المالية العالمية حاليا إلا أن الخسائر المتلاحقة للبورصة افقدت المستثمرين توازنهم وأصبح الأمر يبدو غريبا.. وأرجع خبراء سوق الأوراق المالية السبب في هذه الخسائر المتلاحقة الي المبيعات المكثفة للمستثمرين الأجانب في البورصة المصرية. وطالب الخبراء بضرورة التدخل الفوري والسريع للحكومة والمسئولين والقائمين علي الاقتصاد المصري من أجل البحث عن المشكلة ومن ثم البحث عن علاج لها. وأكدوا أن الغموض الذي يكتنف مصير أداء الاقتصاد العالمي يزيد من حدة الخسائر ومن ثم التصرف بعشوائية. ويقول محمود شعبان رئيس مجلس إدارة شركة الجذور لتداول الأوراق المالية إن المبيعات المكثفة للمستثمرين الأجانب مازالت هي أم المشاكل بالبورصة المصرية سواء وقت الأزمة أو قبلها مطالبا بضرورة إيجاد حل فوري لهذه المشكلة الرئيسية والتي تكاد تقضي علي النشاط والنجاح الذي حققته البورصة خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وأكد شعبان أن انضمام المستثمرين العرب إلي الأجانب ومشاركتهم إياهم في عمليات البيع المكثفة في الأسهم المصرية كان السبب الرئيسي في الانهيار الذي شهدته البورصة أمس. وتساءل عن الأسباب الحقيقية والمقنعة لهذا التراجع مشيرا إلي أن الأداء المالي للشركات جيد إلي درجة كبيرة بالإضافة إلي المشروعات والخطط المستقبلية والأخبار الإيجابية المتعلقة بالعديد من الشركات الكبري المقيدة بالبورصة كلها أسباب ومبررات مقنعة للغاية وكان من المفترض أن تقود هذه العوامل البورصة نحو الصعود أو علي الأقل التماسك في ظل هذه الأزمة. وأكد أن هناك أزمة كبيرة في السيولة تعانيها البورصة وكان من المفترض أن يتم التحرك الفعلي في تأسيس صندوق استثمار ضخم لإعادة التوازن للبورصة. وأشار إلي أن مواصلة المستثمرين الأفراد السيطرة علي التعاملات بشكل كبير للغاية لها مشاكل عديدة وتأثيرات سلبية خطيرة علي البورصة. وطالب الحكومة بالتدخل الفوري وإيجاد حلول سريعة لحل أزمة البورصة وإنقاذها من الهبوط اليومي الذي تعانيه وأدي إلي فقدان ما يقرب من 50% من قيمة مؤشراتها ونحو 500 مليار جنيه من قيمتها السوقية منذ مايو الماضي. واقترح ضرورة تأسيس صناديق استثمارية علي وجه السرعة والدخول بعمليات شراء واسعة لأسهم الشركات التي فقدت نسبا تتراوح ما بين 50 و70% من قيمتها وهبطت العديد من الأسهم إلي أقل من قيمها الاسمية. وأشار إلي أن الأزمة المالية العالمية التي نعيشها في الوقت الحالي ليس لمصر علاقة بها ولا تؤثر علينا بشكل مباشر اقتصاديا علي المدي القصير لكن يجب أن نتيقن من أنها أثرت بشدة علي تعاملات سوق الأوراق المالية المحلية. وأضاف أن المستثمرين فقدوا أغلب أموالهم خلال تلك الأزمة حيث خسرت البورصةالمصرية في 3 أيام فقط أكثر من 79 مليار جنيه وخلال شهر سبتمبر الماضي 72 مليار أخري. وأكد أن الأزمة المالية العالمية سببها من البداية الإفراط في عمليات الرهن العقاري وتمويل شراء العقارات في الولاياتالمتحدة بدون ضمانات مما أدي إلي كارثة حقيقية في النهاية أودت بعدد من البنوك الاستثمارية العاملة في هذا المجال في الولاياتالمتحدة لتنعكس الأزمة بعد ذلك علي قطاعات أخري كالتأمين وغيره. أكد وائل جودة -محلل وخبير سوق المال- أن تصريحات رئيس الوزراء ووزير المالية ووزير الاستثمار جاءت مخيبة لآمال المستثمرين حيث أعلنوا أن البورصة مسئولة عن تصحيح نفسها بنفسها.