تعرضت السوق المصرية لانخفاضات حادة خلال النصف الثاني من العام الماضي 2008 وتحديدا مع اشتداد حدة الأزمة المالية العالمية علي اعتبار أن السوق المصرية من الاسواق الناشئة ولكن كان التراجع في البورصة المصرية أشد وطأة من البورصات العالمية التي ظهرت عندها الأزمة المالية العالمية. ولعل السبب في ذلك هو استحواذ الأفراد علي نسبة كبيرة من التعاملات اليومية بالبورصة بنسبةتتجاوز 60% و70% في أحيان كثيرة وهو ما يؤدي إلي حالة من العشوائية بالسوق. كما كان للبيع الاضطراري للأجانب في البورصة المصرية لتغطية مراكزهم المالية المكشوفة وحالة التشاؤم سواء من قبل المتعاملين أو حتي المحللين الفنيين في تلك الفترة كان لها دور كبير في تراجع البورصة علي نحو حاد وكان هذا تحديدا في فبراير من العام الجاري 2009 وهو ما أكده "محمود شعبان" رئيس مجلس إدارة شركة الجذورلتداول الأوراق المالية في حواره ل"البورصة اليوم" مشيرا إلي أن البورصةسرعان ما استعادت توازنها من جديد بفضل السياسات والاصلاحات الحكومية الجيدة الأمر الذي جعل الاقتصاد المصري يواجه الأزمة العالمية باقتدار ونجاح بل مازال يمضي قدما نحو تحقيق حالة نمو جيدة رغم ما تعانيه الاقتصاديات الكبري من انكماش وهو مايعتبر في حد ذاته إنجازا يحسب للقائمين علي الاقتصاد المصري. * مرت البورصة المصرية بأوقات عصيبة مع اشتداد حدة الأزمة وكان الهبوط حاداً للغاية فما الاسباب؟ ** بالفعل كانت الأزمة العالمية هي السبب في ذلك وكان التراجع الذي شهدته البورصة المصرية أشد وطأة من الانخفاض الذي شهدته البورصات العالمية والعربية الأخري رغم أن كل المؤشرات والدلائل أنذاك كانت لا تدعو إلي القلق فالأمور كانت علي ما يرام والأوضاع الاقتصادية في مصر كانت طيبة للغاية ومع اشتداد حدة الأزمة العالمية تراجعت البورصة المصرية وفقد مؤشرها ما كان قد حققه من مكاسب علي مدار ثلاث سنوات وتراجعت أسعار الأسهم إلي مستويات كان من غير المتوقع الوصول إليها. وكان استحواذ الأفراد علي أكثر من 70% من تداولات السوق يوميا له دور كبير في زيادة حدة الهبوط ووصل المؤشر إلي القاع ليسجل 3480 نقطة وكانت هناك نظرات متشائمة للمحللين الفنيين والمتعاملين أيضا إلا أنني أكدت مرارا أن الأزمة ليست كلها مساوئ بل علي العكس كانت هناك فرص كبيرة لتحقيق مكاسب رأسمالية ونصحنا العملاء - في ذلك الوقت - بعدم البيع العشوائي واستطاع المؤشر أن يصعد بقوة ليحقق طفرات متتالية حتي وصل إلي 6380 نقطة وبدأت موجة التصحيح ووصل المؤشر معها إلي 5230 نقطة وهي تعادل 38،2% وهي نسب "فيبو ناتشي". * ولكن ماذا عن الارتباط الكبير بين البورصة المصرية ومثيلاتها العالمية وبخاصة الأمريكية؟ ** هناك ارتباط وثيق بين البورصة المصرية ومثيلاتها العالمية وخاصة أمريكا وهو نتاج الأزمة المالية العالمية التي زادت من هذا الارتباط، وأصبح تحرك "داو جونز" صعودا أو هبوطا بمثابة "الترمومتر" الذي من خلاله سيتحدد اتجاه البورصة المصرية صعودا وهبوطا وكانت السوق المصرية قد شهدت تزايداً في درجة انفتاحه علي أسواق المال الخارجية العربية والعالمية علي حد سواء وتحديدا منذ نهاية العام الماضي 2008 لاسيما مع اشتداد حدة الأزمة المالية العالمية. وقد ظهر ذلك بشكل جلي خلال فترة الأزمة المالية العالمية الحادة منذ منتصف سبتمبر، ومع تزايد درجة الانفتاح علي الأسواق الخارجية تزيد درجة التأثير المتبادل والترابط بين الأسواق وبقية الأسواق من خلال معامل الارتباط الذي يوضح قوة الارتباط بين الأسواق كلما اقتربت قيمته من الواحد الصحيح، السوق المصري أكبر درجة ترابط مع البورصة الأمريكية بمعامل ارتباط بلغ 0،80كما بلغت درجة ارتباط السوق المصري مع بورصة لندن نحو 0،74 بينما سجل السوق المصري درجة ترابط أقل مع بورصة طوكيو مسجلا 0،47 خلال تلك الفترة.