يتوقع الخبراء ان يستمر الأجانب في تحركاتهم نحو البيع للأسهم المملوكة لهم في السوق المصري؛ نظرا لاستمرار حالة التوتر في الأسواق الأوروبية والامريكية وانخفاض السيولة الي جانب تراجع البورصات العالمية مما ادي الي تعرض محافظهم الاستثمارية لخسائر كبيرة، لذا اتجهوا لتصفية محافظهم في الأسواق الناشئة لتغطية مراكزهم في أسواقهم. وبالنسبة للمستثمرين العرب يري الخبراء انه لا يمكن أن يستمروا في عمليات البيع نظرا لتراجع أسعار الأسهم بنسبة كبيرة مما تمثل فرصة لهم. يري ناجي هندي مدير إدارة سوق المال ببنك مصر إيران للتنمية ان استمرار الأجانب في بيع الأسهم المملوكة لهم في سوق الأوراق المصرية سوف يستمر خاصة في ظل استمرار حالة التوتر في الأسواق الأمريكية والأوروبية نتيجة لانخفاض السيولة في هذه الأسواق الي جانب تراجع البورصات العالمية مما أدي إلي تعرض محافظهم الاستثمارية لخسائر كبيرة ولذا قررت شركات إدارات المحافظ تصفية محافظهم واستثماراتهم في الأسواق الناشئة ومنها مصر حتي تقوم بتغطية مراكزهم في الأسواق الأمريكية والأوروبية مشيرا إلي أن الأجانب قاموا خلال الفترة الماضية بتصفية استثماراتهم وبأحجام كبيرة متوقعا ان تستمر تحركاتهم البيعية خلال الفترة القادمة في محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن انقاذه. ويري علي الجانب الآخر ان المستثمرين العرب في السوق المصري لا يمكنهم الاستمرار في بيع الأسهم نظرا لتراجع اسعار الأسهم بنسبة كبيرة مما تمثل فرصة للمستثمر العربي والمصري إلي ان ينتهي المستثمر الأجنبي من بيع ما يمتلكون من أسهم لافتا إلي أن المستثمر العربي ومنطقة الخليج بصفة عامة مازالت لديها فائض سيولة ناتجة عن مبيعات البترول موضحا ان هذه السيولة ستقوم بالبحث عن فرص لاستثمارها. أضاف هندي ان الأسواق الأمريكية والأوروبية لا تصلح في المرحلة الحالية لدخول استثمارات جديدة وهو ما يجعل مصر عنصر جذب أو فرصة لاستثمار هذه الفوائض المالية. ويطالب باستغلال هذه الفرصة ولذا فيجب بذل المزيد من الجهد من الجهات المعنية ومنها وزارة الاستثمار لتوضيح الفرص الموجودة داخل السوق المصري والعمل علي ترويجها في منطقة الخليج وليس في أوروبا وأمريكا، اضافة الي توضيح الفرص المتاحة في الشركات التي تقوم بإنتاج منتجات صناعية في قطاعات واعدة وتقوم أيضا بتوزيع كوبونات سنوية والتي تتراوح ما بين 10 و20% سنويا وفي شركات لها مستقبل واعد كقطاع الأسمدة والاسمنت والحديد والصناعات الغذائية والأدوية مشيرا إلي أنه في حالة نجاح وسائل الترويج للمستثمرين العرب ستسهم في تغيير مسار السوق مما يسهم في صعوده. أوضح هندي انه نتيجة لعمليات بيع الأجانب والتي تشمل جانب العرض وتقابلها عمليات شراء من جانب العرب والمصريين وتمثل جانب الطلب سيؤدي إلي وجود توازن خلال الأجل القصير مما يسهم في صعود السوق مرة أخري. ويري انه لحين جذب العرب وبث الثقة في السوق المصري فيجب علي المؤسسات المصرية ومنها البنوك بصفة خاصة الدخول في صناديق استثمار مغلقة أو محافظ البنوك لشراء الأسهم التي تمثل توزيعاتها نسبة مقبولة مقابل تكلفة الأموال لدي البنوك وتدعم بها محافظها الاستثمارية مؤكدا ان المستثمر العربي يعد فرصة لجذب الأموال لسوق الأوراق المصرية خاصة بعد خروج الأجانب. أكد أحمد جميع نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بلوم لتداول الأوراق المالية ان هناك مشكلة عالمية ولا تخص مصر فقط مما أسهم في اتجاه الأجانب للبيع. يري ان الأجانب لا يقومون بالخروج بشكل كامل من السوق متوقعا انهم سيدخلون السوق مرة أخري مثلما حدث في عام 1997 حيث قام الأجانب بالخروج من السوق وعادوا مرة أخري مشيرا إلي أن انخفاض مضاعف الربحية وتراجع اسعار الأسهم سيسهم في عودة الأجانب مرة أخري للسوق لافتا إلي ان الاجانب يقومون بالشراء والبيع في آن واحد وهذا يؤكد ان الأجانب لم يخرجوا من السوق مشيرا إلي أن ما يحدث هو ان الأسواق تقوم حاليا بحركة تصحيح لا تخص مصر فقط ولكن علي مستوي العالم ككل. أما بالنسبة لتعاملات العرب فأوضح الجميع ان الفوائض المتواجدة لدي الدول العربية تناقصت نظرا لتراجع سعر البترول إضافة إلي ان أسواقهم الخليجية تحتاج إلي دعم المستثمرين العرب. ويتوقع ان يدخل المستثمر الأجنبي بقوة خلال الفترة المقبلة نظرا لأنه يدخل في الوقت الذي يحدث فيه تشاؤم إضافة إلي ان الأجنبي يقوم بالاستثمار طويل الأجل إلي جانب انه يقوم بالاستثمار من خلال مجموعة صناديق. ويري انه يجب ان يتم عمل صناديق سيادية مصرية تقوم بالعمل باحتراف للحفاظ علي توازن السوق. أشار عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية لتداول الأوراق المالية إلي أن الأجانب يقومون خلال هذه الفترة بالبحث عن السيولة موضحا انه عند صعود السوق يقوم هؤلاء الأجانب بالبيع مما أدي إلي الضغط علي المؤشر. توقع فتحي عدم خروج الأجانب من السوق ولكن بالانتقال إلي قطاعات أخري كأذون الخزانة نظرا لحصولهم علي عائد 14% والذي يمثل عائدا مرتفعا لا يحصلون عليه في أي سوق. يري ان تحركات الأجانب ستكون متذبذبة خلال الفترة القادمة اضافة إلي أن أسواقهم الخارجية ستكون دليل حركتهم خلال الفترة المقبلة بينما ستعتمد تحركات العرب علي مدي استقرار أسواقهم. يري أحمد العطيفي مدير البحوث والتطوير بشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية ان مبيعات الأجانب ستستمر إلي أن تتم تغطية مراكزهم المالية متوقعا انه خلال ثلاثة أشهر سوف يقومون بالدخول للسوق المصري مرة أخري وبالنسبة للمستثمرين العرب فتحركاتهم لا يوجد بها تغيير ويقومون بالدخول والخروج كما كان قبل الأزمة لافتا إلي أن أسواقهم توجد بها فرص أكثر من السوق المصري. ويري انه يجب ان يتم التنسيق بين مديري المؤسسات المصرية والأجنبية لتنظيم خروج الأجانب من السوق بدلا من خروجهم العشوائي مما يؤدي إلي انهيارات أكبر للسوق المصري مطالبا بتواجد صناديق استثمار مغلقة. وأوضح العطيفي انه إذا تم إنشاء صندوق أو صندوقين سيؤدي الي تغيير مسار ركود السوق ويقوم بإعطاء ثقة في السوق خاصة انه توجد سيولة في البنوك من الممكن ان يتم استثمارها.