تحرير تجارة الخدمات مع دول الاتحاد الاوروبي.. دعوة نادي بها وزير التجارة والصناعة مؤخرا، وهي دعوة نابعة من الرغبة في رفع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية الزراعية والصناعية. وتهدف هذه الخطوة الي تحرير جميع القطاعات الخدمية بصورة تدريجية. علي ان يتم البدء بثلاثة قطاعات هي النقل، التوزيع، والتخزين كتجربة يؤمل لها النجاح حتي يسير علي خطاطها باقي القطاعات. الدعوة لاقت استحساناً من معظم رجال الاعمال في جميع القطاعات الخدمية مؤكدين ان خطوة التحرير قادمة لا محالة واذا لم نقبل بها راضين حالياً فسوف نقبلها قريباً ونحن مجبرون ولهذا فإنه من الافضل ان يتم ذلك من خلال مفاوضات مبكرة وحتي نطبق المثل العربي "بيدي لت بيد عمرو". رجال الاعمال طالبوا ايضا بأن يكون التحرير تدريجياً حتي يكون لديهم الفرصة للم الشمل ومحاولة ايجاد كيانات قادرة علي تحسين مستوي الخدمة حيث يتخوف الجميع من سيطرة الاتحاد الاوروبي باعتباره قوة اقتصادية عظمي علي قطاع الخدمات في السوق المصري نظراً لما يعاني منه هذه القطاعات من تدهور اداء معظمها، الامر الذي قد يحتاج الي فترة انتقالية قبل البدء في تنفيذ مثل هذا المشروع. في هذا السياق يشير سيد البوص مستشار وزير التجارة والصناعة الي ان تحرير تجارة الخدمات سوف يكون تدريجياً منوهاً الي ضرورة ان يأخذ الاتحاد الاوروبي في اعتباره في هذا المجال وضع قطاع الخدمات في مصر نظرا لاختلاف مستوي التقدم في هذا القطاع بين الدول الاوروبية والمتوسطية وبينها مصر ويوضح البوص انه من اجل هذا الاختلاف تم بحث امكانية البدء في التحرير الثنائي لقطاع الخدمات بين مصر والاتحاد الاوروبي خاصة تلك المرتبطة بالنقل والتوزيع والتخزين لاهميتها في رفع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية الزراعية والصناعية مما سينعكس ايجابياً علي صادرات مصر الي الاسواق الخارجية. ويضيف مستشار وزير التجارة والصناعة أن هناك بتجربة ناجحة في مجال تحرير الخدمات قامت بها مصر في اطار مفاوضاتها في نطاق منظمة التجارة العالمية والتي ضمت قطاعات البنوك والتأمين وسوق المال، الاتصالات، السياحة والانشاءات مشيرا الي ان الواقع الحالي يظهر مدي ما حققته هذه القطاعات من تقدم ملموس. ويشير احمد العقاد عضو مجلس ادارة جمعية رجال الاعمال بالاسكندرية الي ان التحرير قادم لا محالة فمبادرة التحرير وان كان يتم طرحها بشكل اختياري حالياً فإنها وفي وقت قريب للغاية سوف يتم فرضها علينا. مضيفاً ان مصر تمتلك خبرة كبيرة في مجال الخدمات يؤهلها في هذا موقعها المميز حيث يلعب قطاع النقل المصري دوراً مميزاً في عملية الانتقال الي جميع مناطق العالم. ويشير العقاد الي ان التحرير في قطاع النقل سوف يساعد علي ايجاد المزيد من الفرص الاستثمارية عن طريق جذب المزيد من المستثمرين الاجانب والاستفادة من الخبرات الخارجية في هذا المجال. ويري العقاد ان التعاون مع كيان اقتصادي كبير كالاتحاد الاوروبي سوف يساعد علي تحسين شبكة واساليب الطرق وتطوير اداء الموانئ. ويقترح عضو مجلس ادارة جمعية رجال الاعمال بالاسكندرية ان يكون توفير الخدمات من خلال المشاركة بين الكيانات المحلية والكيانات الاجنبية لانشاء مشروعات خدمية عملاقة مشيرا الي ان هذه الخطوة قادرة علي اعطاء دفعة للتطوير خاصة في ظل المنافسة الحالية التي يشهدها قطاع النقل، فالمنطقة العربية حالياً تتنافس في تقديم افضل خدماتها ويتخوف العقاد من التعقيدات التي قد تواجه دخول هذه الخدمات الي مصر بالاضافة الي العمل الفردي الذي يطبقه معظم المستثمرين المصريين حيث يكتفي كل مستثمر بما يقدمه من خدمة الامر الذي قد يعرضه للسقوط في ظل دخول كيانات كبيرة طموحة قادرة علي السيطرة علي السوق وبالتالي فالحل يكمن في الاتحاد بدلاً من الانفصال عن مشروع التحرير. ويشير حسن رشاد رئيس قطاع المؤسسات الدولية والعلاقات الخارجية بالبنك العربي الافريقي الدولي الي ان فكرة التحرير لقطاع الخدمات في مصر بدأت تنفيذها منذ فترة وذلك وفقاً لاتفاقية منظمة التجارة العالمية حيث شهد السوق المصري في الفترة الاخيرة ظهور العديد من البنوك الاجنبية والتي ساعدت علي تطوير نوعية الخدمات التي يتم تقديمها الي العملاء خاصة ان البنوك التي يتم دخولها تحمل اسماء كبيرة وهو ما يحتاج الي مواجهة ووقفة من البنوك المصرية للوقوف امام هذه المواجهة الشرسة وهذه الوقفة لا تتأتي الا من خلال انشاء كيانات قوية للبنوك المحلية تكون لديها القدرة علي منافسة البنوك الاجنبية.