تسعي عدة بنوك غربية للحصول علي دفعة جديدة في اليابان للاستحواذ علي جزء من الأموال المملوكة لليابانيين الذين ينتمون إلي الطبقات فوق المتوسطة علي الأقل. فقد أعلن مصرف "اتش اس بي سي" انه يعتزم افتتاح سلسلة من فروعه في يناير القادم وتستهدف مستثمرين أو مستهلكين ممن لا تقل أصولهم المالية عن 87 ألف دولار. وقام المصرف البريطاني بتوظيف 120 شخصا لهذا الغرض بما في ذلك خبراء ماليون استعدادا لاستثمار ملايين الدولارات في قطاعات الأعمال اليابانية وفقا لتصريحات أدلي بها الرئيس التنفيذي للمصرف في اليابان. ويعتبر المصرف البريطاني هو اخر مؤسسة مالية تدخل أسواق إدارة الثروة لصغار المستثمرين في اليابان ومن بين البنوك الغربية الأخري التي وصلت إلي السوق اليابانية مصرف "سيتي جروب" والذي دعم تواجده خلال العام الحالي بعد أن حصل علي ترخيص مصرفي محلي كامل واستحوذ علي مؤسسة "نيكو كور ديال كورب" وهي شركة كبيرة تعمل في مجال الوساطة المالية مقابل 10 مليارات دولار. ويمتلك سيتي جروب شبكة تضم 12 فرعا في اليابان ويستهدف طبقات لا تملك الكثير من الأموال. كما قام مصرف "يو بي اس" بافتتاح مكتب في قلعة صناعة السيارات في مدينة "ناجويا" كما يتوسع في طوكيو في فرعه لإدارة الثروة والذي افتتح في يوليو الماضي. كما بدأت البنوك اليابانية الكبري والتي ركزت علي مدي طويل في نشاط اقراض الشركات في جذب الافراد كمصدر لزيادة نمو الارباح. وقام مصرف "ميزهو" التابع لمجموعة "ميزهو" المالية بفتح 250 فرعا تركز علي التخطيط المالي للمستهلكين الافراد مقابل 26 فرعا فقط في عام 2005. وسيعمل المصرف الياباني علي الاستعانة بحوالي 3 الاف خبير مالي مقابل 900 فقط منذ عامين. وفي الماضي لم تكن عملية التخطيط المالي تمثل جزءا كبيرا من صناعة الخدمات المالية رغم أن الاصول المالية للمستثمرين الافراد بلغت حتي العام الماضي 13 تريليون دولار العام الماضي وذلك لأن المستثمرين أبقوا علي أموالهم كودائع في البنوك أو في أصول امنة أخري مثل السندات بدلا من الاستثمار في صناديق ادارة الاسهم وكان ذلك من بين الاسباب التي أدت إلي التدهور الطويل لأسواق الاسهم اليابانية والتي بدأت في بداية التسعينيات. إلا أن هذا الوضع اخذ في التغير الان بسبب معدلات نمو الاقتصاد الياباني خلال السنوات القليلة الماضية والذي يتزامن مع معدلات الفائدة المنخفضة للغاية وهو ما جعل المستهلكين أكثر مغامرة وبلغ اجمالي الاصول المستثمرة في اليابان خلال العام الحالي 68 تريليون ين بزيادة 25% عن عام سابق مع تدفق كمية من الأموال للاستثمار في الخارج. يضاف إلي ما سبق الملايين من اليابانيين الذين انضموا مؤخرا إلي المستثمرين وهؤلاء من تقاعدوا خلال العام الحالي وحصلوا علي مكافات ضخمة. ويراهن مصرفيون علي امكانية جذب جزء من أموال هؤلاء للاستثمار في الصناديق المشتركة ويقول رئيس مصرف "اتش اس بي سي" فرع اليابان ان هؤلاء في حاجة إلي بعض المشورة مشيرا إلي أهمية ادخال هذه الخدمات إلي الاسواق اليابانية. ويسعي مصرف اتش اس بي سي والذي يوفر مثل هذه الخدمات في 35 دولة إلي توفير نطاق واسع من هذه الخدمات للمستهلكين اليابانيين من ودائع بالين إلي بطاقات ائتمانية ومرورا بالاستثمار في الصناديق المشتركة. وسيكون مصرف "اتش اس بي سي" أيضا هو أول بنك في اليابان يعطي المستهلكين اليابانيين الفرصة للحصول علي جميع الخدمات المصرفية في فروعه بجميع انحاء العالم كما سيسمح للمستهلكين هناك بالاستثمار في الدول الأخري. بصورة تيسر عليهم فرصة الحصول علي بطاقات ائتمان فضلا عن الفرصة في الحصول علي قروض عقارية في حالة ما إذا انتقلوا من مكان إلي اخر.