توقع الدكتور عمرو بدوي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي للاتصالات أن يتم طرح كراسة شروط الرخصة الثانية للتليفون الثابت في مصر في ديسمبر أو يناير القادمين. وقال إن الإطار العام للرخصة قد يشمل حق استخدام تكنولوجيا الواي ماكس للخطوط الثابتة كحافز للتنافس عليها. وأكد أن جميع شركات الاتصالات سيسمح لها بالتنافس علي الرخصة الثانية للثابت، فيما عدا الشركة المصرية للاتصالات بالطبع لأن لديها نفس الرخصة. جاءت تصريحات د. عمر بدوي علي هامش الندوة التي نظمها جهاز تنظيم الاتصالات بمقره بالقرية الذكية تحت عنوان الشبكات اللاسلكية، ماضيها وحاضرها ومستقبلها. شارك في الندوة الدكتور دونالد كوكس أستاذ الهندسة الالكترونية بجامعة ستانفورد وأحد الخبراء في مجال تكنولوجيا الاتصالات. وعقدت الندوة في إطار جهود الجهاز لتجميع أكبر قدر من المعلومات والتجارب عن جدوي استخدام تكنولوجيا الواي ماكس الجديدة قبل اتخاذ قرار بطرح ترخيص لها في مصر. وأكد د. عمر بدوي عدم رغبة مصر في إنفاق استثمارات ضخمة علي تكنولوجيا مثل الواي ماكس، لم تثبت جدواها الاقتصادية بعد، إلا أنه تركت الباب مفتوحا أمام التجارب إلي أن يتم التوصل إلي نموذج اقتصادي يسمح بتطبيق هذه التكنولوجيا دون التأثير علي الاستثمارات التي تم إنفاقها بالفعل علي تكنولوجيات أخري تقدم نفس الخدمات وذلك للحفاظ علي تكافؤ الفرص أمام جميع شركات الاتصالات. وأشار إلي أن الجهاز يفكر في توجيه تكنولوجيا الواي ماكس لخدمة الخطوط الثابتة لتغطية مساحات واسعة بسعر منخفض لتوسيع حجم الاتصالات الثابتة وخدماتها، مشيرا إلي أن شبكات الواي فاي الانترنت اللاسلكي قصير المدي قد تكون حلا جيدا لبعض الأماكن. أمر صعب أما بالنسبة لاستخدام تكنولوجيا الواي ماكس في الاتصالات المحمولة، فأشار د. بدوي إلي أن الجهاز مازال يبحث عن أفضل الحلول في هذا الشأن لإدخال لاعبين آخرين في سوق الاتصالات في مصر وهو موضوع غير سهل ويحتاج إلي دراسة مستفيضة، خاصة وأنه ليس هناك دافع ملح يجعل الجهاز يتعجل في قراره في هذا الشأن، لأن ثمن الاستعجال سيكون فادحا وأكثر بكثير من الفائدة التي يمكن تحقيقها. ومن جانبه أكد الدكتور دونالد كوكس أستاذ الهندسة الالكترونية بجامعة ستانفورد والخبير الدولي في مجال الاتصالات اللاسلكية أن نجاح تكنولوجيا الواي ماكس الانترنت اللاسلكي واسع المدي المحمولة أمر صعب نظرا لأن مداها يصل إلي 20 كيلومتراً فقط وبسرعة 70 كيلوبايت / ثانية فقط ، وأيضا ترجع الصعوبة للمنافسة القوية التي تواجهها تلك التكنولوجيا من قبل الوصلات النحاسية والكابلات والفيبر والوسائل اللاسلكية الأخري. وأضاف أن هذه التكنولوجيا لن تكون أفضل من تكنولوجيا الواي فاي الانترنت اللاسلكي قصير المدي بالنسبة للسرعات العالية لنقل البيانات، كما أنها لن تكون أفضل من تكنولوجيا الجيل الثالث للمحمول بقدر يشجع علي استخدامها نظرا لقصر مداها. وأوضح كوكس أن نجاحها يعتمد علي السياسات التنظيمية لقطاع الاتصالات والجانب الاقتصادي في الاستخدام وليس الجانب التكنولوجي،إلا أنه أكد أنها قد يكون لها استخدام محدود لخدمة شبكات الاتصالات الثابتة للتغلب علي التضاريس الصعبة والمناطق النائية. وأشار إلي أنه يمكن أن يكون هناك جدوي من تكنولوجيا الواي ماكس إذا تم منح تراخيصها مجانا، منوها إلي صعوبة تعويض من حصلوا علي تكنولوجيات أخري باستثمارات ضخمة في هذه الحالة لتقديم نفس الخدمات. مشاريع تجريبية وفي إجابته علي سؤال حول تشجيع شركة إنتل لهذه التكنولوجيا، قال دونالد كوكس أستاذ الهندسة الالكترونية بجامعة ستانفورد إن إنتل لديها أجهزة صنعتها بالفعل لخدمة هذه التكنولوجيا، لذلك هي تريد أن تستفيد من استثماراتها في هذا الصدد، علي عكس الكثير من الشركات العالمية التي رأت التروي في اعتماد هذه التكنولوجيا وتحويلها من مشاريع تجريبية إلي نموذج اقتصادي قابل للتطبيق. واستعرض د. كوكس ايضا تاريخ الاتصالات اللاسلكية بداية من التلغراف اللاسلكي والاتصالات بين السفن واليابسة وبين السفن وبعضها ومن الجو إلي الأرض ومن الجو إلي الجو ومن محطة ثابتة إلي أفراد ومن أفراد إلي أفراد وحتي أحدث التكنولوجيا وتجارب استخدامها حول العالم.