مخاطر التغير المناخي لا تقف عند حدود دولة بعينها. وامام مثل هذا الخطر الذي لا يستثني احدا اتفق عدد من عمالقة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات علي اطلاق مبادرة تهدف الي رفع كفاءة استخدام الطاقة في هذا المجال. وستساهم المبادرة في التقليل من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمقدار 54 مليون طن في السنة وتوفير 5.5 مليار دولار من تكاليف الطاقة. وتساهم شركات إنتل وجوجل بجانب ديل وإي دي اس ووكالة حماية البيئة وهيوليت باكارد وآي بي ام ولينوفو ومايكروسوفت والاتحاد العالمي للحياة البرية بالإضافة إلي أكثر من عشر شركات ومنظمات أخري، في المبادرة الحوسبية لإنقاذ المناخ www.climatesaverscomputing.org. ويهدف هذا المسعي البيئي الجديد واسع النطاق إلي توفير الطاقة وتقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، عن طريق وضع أهداف جديدة طموحة لرفع الكفاءة في استهلاك الطاقة في الحاسبات ومكوناتها، وتشجيع تبني الحاسبات الفاعلة في استهلاك الطاقة وأدوات إدارة الطاقة، في أنحاء العالم. ويقول أورس هويلزل كبير نواب الرئيس للعمليات في شركة جوجل: يضيع اليوم حوالي نصف طاقة معظم الحاسبات المكتبية وثلث طاقة الخوادم هباء. وتضع المبادرة الحوسبية لإنقاذ المناخ هدفاً جديداً للكفاءة في مردود وحدات التغذية الكهربائية يبلغ 90%، وإذا تحقق هذا الهدف، ستقل كمية الغازات المنبعثة والمسببة للاحتباس الحراري بمقدار 54 مليون طن في السنة، ويوفر أكثر من 5.5 مليار دولار من تكاليف الطاقة. وأضاف أننا ندعو الشركات والأفراد حول العالم للانضمام إلينا، والبدء بإدارة الطاقة بشكل أفضل في معداتهم الحوسبية، وشراء الحاسبات الفاعلة في استهلاك الطاقة حيث تمثل الشركات الأولي التي تعتزم المشاركة في هذه المبادرة طرفي العرض والطلب من صناعة الحاسبات، بما فيها منتجو الحاسبات ومنتجو الرقاقات، بالإضافة إلي منظمات البيئة وشركات الطاقة وبائعي التجزئة والوكالات الحكومية وغيرها. وسوف تكمل المجموعة إجراءات عضويتها رسمياً خلال الأسابيع المقبلة. ومن جانبه قال بات جيلسينجر كبير نواب الرئيس والمدير العام لمجموعة المؤسسات الرقمية لدي إنتل: بحلول العام 2010 ستكون المبادرة قد أسهمت في تخفيض كمية الغازات المنبعثة المسببة للاحتباس الحراري بكميات تعادل إخراج 11 مليون سيارة من الطرقات، أو إغلاق 20 محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري بطاقة 500 ميجا واط وهي خطوة مهمة علي طريق تخفيض انبعاث الغازات المضرة بكوكبنا. رسالة واضحة وأضاف أن الحاسبات ساعدتنا علي قطع خطوات كبيرة نحو الوصول إلي عالم اليوم الذي يمتاز بالكفاءة العالية، وذلك من خلال تقليص الحاجة للسفر وزيادة الإنتاجية وإجراء التعاملات عبر الإنترنت وغير ذلك. ويمكننا اليوم، باستخدام أحدث التقنيات الفاعلة في استهلاكها للطاقة، تحقيق المزيد. وإن التزام الشركات الأعضاء في المبادرة رسالة واضحة عن اتخاذنا قراراً جماعياً بضرورة إحداث تأثير إيجابي مهم في هذا المجال. يلتزم الأعضاء الداعمون للمبادرة، من منتجي الحاسبات ومكوناتها، ببناء منتجات ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة تحقق أو تتجاوز دليل نجم الطاقة ( Snergy Star الذي وضعته وكالة حماية البيئة كما يجب أن يلتزم قطاع الأعمال بطلب أنظمة ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة لمعظم مشتريات الشركات من الحاسبات المكتبية والخوادم، ونشر واستخدام أدوات إدارة الطاقة في الحاسبات المكتبية. مشاركة المستهلكين ويمكن للمستهلكين الأفراد أيضاً المشاركة في مبادرة إنقاذ المناخ عبر التسجيل في الموقع www.climatesaverscomputing.org، والتعهد بشراء الحاسبات الفاعلة في استهلاك الطاقة المصادق عليها من قبل المبادرة الحوسبية لإنقاذ المناخ. وسيساعد الموقع المستهلكين علي تعلم كيفية الاستفادة بشكل أفضل من قدرات توفير الطاقة الموجودة حالياً في حاسباتهم، كوضعي النوم والسبات، التي يمكن أن تقلل من كمية الطاقة المستهلكة بما يصل إلي 60%. وقد حصلت المبادرة علي ترخيص باستخدام الاسم المبادرة الحوسبية لإنقاذ المناخ (Climate Savers Computing Initiative) من برنامج إنقاذ المناخ التابع للاتحاد العالمي للحياة البرية، والذي يتضمن مساهمات العديد من الشركات الرائدة في العمل علي تخفيض انبعاثات الكربون من عملياتها. انبعاثات تقنية المعلومات وأوضح جون دونو، كبير نواب رئيس الاتحاد العالمي للحياة البرية أن التقديرات الحديثة تشير إلي أن الغازات المنبعثة الناتجة عن صناعة تقنية المعلومات والاتصالات تشكل نسبة مرتفعة تصل إلي 2% من إجمالي الانبعاثات الضارة عالمياً، ما يجعلها من القطاعات المهمة التي يتوجب العمل معها لضمان تحقيق الكفاءة في استهلاك الطاقة في منتجاتها. وإننا سعيدون بالانضمام إلي هذه المجموعة من رواد الصناعة للعمل علي تقديم حلول لمواجهة تغيرات المناخ. تبدأ المعايير التي وضعتها المبادرة لكفاءة استهلاك الطاقة بدليل نجم الطاقة (Energy Star) الذي وضعته وكالة حماية البيئة، مع رفع هذه المتطلبات خلال السنوات القليلة المقبلة. وعلي سبيل المثال، تتطلب مواصفات نجم الطاقة في العام 2007 أن تحقق وحدات التغذية الكهربائية في الحاسبات حداً أدني من الكفاءة لا يقل عن 80%، وسوف تعمل المبادرة علي رفع هذا الحد الأدني إلي 90% بحلول العام 2010. بالإضافة إلي ذلك، تضع المبادرة هدفاً أعلي للكفاءة في وحدات التغذية الكهربائية في غالبية الخوادم الأنظمة ذات الهيئة 1U و 2U، والمجهزة بمقبس وحيد للمعالج أو مقبسين، وذلك بزيادة متطلبات كفاءة استهلاك الطاقة من 85% إلي 92% بحلول العام 2010.