[email protected] أكدنا كثيرا ان الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي شاءت الإرادة الالهية حرمانهم من بعض الحواس الطبيعية هم أطفالنا جميعا وهم مسئولون بصورة مباشرة من المجتمع ككل لإعادة تأهيلهم بما يسمح لهم بالتعايش السلمي في المجتمع كل وفقا لظروفه الجسمانية والعقلية ولا يجب ان نتعامل معهم علي أساس انهم عالة علي المجتمع يجب التخلص منها. وبصراحة استفزني انسانيا تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات والذي اوضح ان جملة الاعانات المقدمة من الدولة وما ينفق علي تغذية وتأهيل الطفل بجميع مؤسسات المعاقين ذهنيا لا يكاد يتعدي نحو 7 ملايين جنيه عام 2004 منها حوالي 1.9 مليون جنيه لمؤسسات المتخلفين عقليا ومؤسسات التثقيف الفكري هذا ناهيك عن أن المصروف اليومي المنصوص عليه بالقرار الوزاري لاطفال هذه المؤسسات لم يصرف منذ عام 2004 بكل مؤسسات التثقيف الفكري بجانب قلة عدد المؤسسات الخاصة بالمعاقين ذهنيا وضعف استيعابها. واوضح التقرير ان جملة عدد الاطفال المتخلفين عقليا التي تم تقديم خدمات التأهيل لهم بلغ 7279 حالة في عام 2004 بحسب احصاء الادارة العامة للتأهيل الاجتماعي للمعاقين بينما تشير الاحصائيات الطبية الي ان عدد الاطفال المصابين بهذه الاعاقة خلال عام 2005 بلغ عددهم حوالي 3 ملايين طفل في الوقت الذي لا تصل فيه جهود المؤسسات المتخصصة في رعايتهم إلا إلي 1% فقط منهم مشيرا الي عدم كفاية وكفاءة التجهيزات والمرافق والاجهزة الكهربائية والاجهزة التعويضية وألعاب التسلية اللازمة لأنشطة الاطفال المتخلفين عقليا سواء في دور حضانة الاطفال المعاقين "حتي سن 8 سنوات" أو في مؤسسات التثقيف الفكري حتي سن 18 سنة. كما اكد التقرير عدم كفاءة الامكانات البشرية "الجهاز الوظيفي" وذلك في العجز في الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين واخصائيي التأهيل ومدرسي تنمية المهارات والاشغال الفنية والموسيقي والاطباء واخصائيي التخاطب وضعف الرعاية اللاحقة وكذلك عدم الصرف علي أوجه الرعاية التعليمية بغالبية المؤسسات المذكورة مع عدم كفاية الرعاية المهنية بمؤسسات رعاية المتخلفين عقليا بالاضافة الي عدم كفاية النشاط الموسيقي والترفيهي والثقافي والرياضي. واشار التقرير الي التسيب وكثرة حالات المغادرة وضعف الرعاية اللاحقة بمؤسسات التثقيف الفكري مع عدم وجود قواعد لتوزيع الاعانات علي الحضانات والمؤسسات حيث يمكن ملاحظة التفاوت الشديد في متوسط نصيب الابناء من الاعانة بين الدور بعضها ببعض إذ يتم صرف قرش واحد يوميا للطفل حتي 8 سنوات كحد ادني وبحد اقصي 40 قرشا يوميا كما في حضانة الأمل للمعاقين بالوادي الجديد كما يتم انفاق 10 قروش يوميا كحد ادني للطفل حتي 18 سنة وبحد اعلي 370 قرشا كما في مؤسسة شديدي التخلف بالمرج. وكشف التقرير عن ان ما ينفق علي الرعاية الترفيهية بمؤسسات المعاقين ذهنيا هو 180 قرشا في العام للطفل "اي نصف قرش يوميا" كما في مؤسسة التثقيف الفكري للمعاقين ذهنيا للبنين بالاسكندرية و200 قرش بالبحيرة و420 قرشا لفتيات الاسكندرية اما في طنطا وكفر الشيخ مثلا فلم يصرف فيهما اي مبلغ علي الترفيه كما ان ما ينفق علي الرعاية الصحية بمؤسسات المعاقين ذهنيا هو 40 قرشا للطفل في العام "أي مليم في اليوم" كما في مؤسسات التثقيف الفكري للمعاقين ذهنيا بحلوان و90 قرشا بطنطا و140 قرشا لفتيات الاسكندرية و470 قرشا لبورسعيد و550 قرشا لبنين الاسكندرية و820 قرشا بالبحيرة و950 قرشا بالمرج. للحديث بقية