منذ أيام مر عام علي غرق العبارة "السلام 98"، دون أن يتحقق "العدل" في هذه الحادثة الخطيرة، ودون ان ينال الجناة الأساسيون الجزاء الذي يستحقونه علي تسببهم في هذه الكارثة، وما نجم عنها من إزهاق أرواح بريئة ناهزت الألف، أي أكثر من ضحايا العدوان الإسرائيلي علي لبنان في يولية الماضي! وهذه كارثة لا تقل وطأتها عن كارثة غرق العبارة ذاتها؛ حيث ان العدالة البطيئة هي ظلم فادح، والعدالة التي لا تصل أيديها إلا إلي صغار الجناة وذيولهم وزعانفهم هي ظلم لا يقل فداحة. ومن حق الناس أن يسألوا لماذا ظل مالك العبَّارة وولده يعيشان في العاصمة البريطانية، لندن، بعد أن وقعت الواقعة، حيث غادرا البلاد دون أن يقول لهم أحد "ثلث الثلاثة كم"، ومازالا يعيشان في بلاد الانجليز دون أن تعمل أجهزة الدولة علي إعادتهما للوطن والمثول أمام جهات التحقيق والقضاء. ولا أحد يستطيع أن يجزم بان مالك العبَّارة، وولده، مذنبان. فكل متهم بريء حتي تثبت إدانته. لكن لماذا يتمتعان هما بالذات بميزة التمتع بالحرية خارج البلاد بينما آلاف المتهمين في جرائم وجنح بسيطة يتم إيداعهم في السجون وتقييد حريتهم أثناء التحقيق؟! هل مالك العبَّارة، وولده، علي رأسهما ريشة؟ وهل مرور عام علي الحادث المأساوي يعني أن دماء الضحايا قد ذهبت هباء؟ أظن أن من حق الرأي العام أن يستمع إلي بيان شامل من وزير العدل يضع النقاط علي الحروف ويمنع القيل والقال ويهدئ من روع أسر الضحايا المنكوبين.