هوت أسعار الخامات يوم الجمعة الماضي إلي أدني مستوياتها منذ فبراير 2005 أي حوالي عامين يتصدرها الذهب والفضة والبن بعد أن أضعف صعود الدولار جاذبية المواد الخام كاستثمار جديد في عيون المستثمرين. وواصل مؤشر "رويترز/ جيفيرز سي آر بي" الذي يتعقب أداء تسعة عشر عاما تراجعه منخفضا ب1.2% لتبلغ خسارته علي مدي الأسبوع الي 5.3% فيما يعد أكبر هبوط أسبوعي له منذ مايو يشار إلي أن المؤشر فقد 7.4% في 2006 منهيا سلسلة مكاسبه التي توالت طوال أربعة أعوام متعاقبة بعد أن أدي ارتفاع الطلب علي الخامات الي صعود اسعارها الي قمم غير مسبوقة وبلغ المؤشر مستوي الذروة في 11 مايو حينما قفز الي 45/365 نقطة انعكاسا للصعود القياسي للنحاس في اليوم ذاته وتحليق الذهب عند أعلي مستوياته في ستة عشر عاما واقتراب النفط من أعلي قيمة له منذ بدء تداوله في البورصة. ومني معدن الفضة بالخسارة الاكبر يوم الجمعة الماضي منخفضا ب4.7% فيما فقد الذهب 3% وهو أعلي تراجع له في ثلاثة اشهر وهوي خام البن ايضا بأسرع معدلاته في ثلاثة اشهر خشية هبوط الطلب نتيجة لارتفاع الاسعار وانخفض الكاكاو ب3.1%/ وعلي مستوي اسبوع التعاملات القصير حيث اغلقت نايمكس يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بسبب اعياد الميلاد فقد الذهب 31.10 دولار او ما يعادل 9.4% من قيمته مقارنة باغلاق الاسبوع السابق منهيا المعاملات عند 606.90 دولار للاوقية اما شقيقه الابيض الفضة فتراجع 5.5% خلال الاسبوع لينهي جلسة الجمعة عند 12.23 دولار للاوقية. وشمل التراجع بقية المعادن حيث هبط البلاتين الي 1109 دولارات للاوقية انخفاضا 2.7% من اغلاق الاسبوع السابق وتراجع معدن البلاديوم الذي شهد اقبالا كبيرا عليه العام الماضي كبديل عن البلاتين بعد أن ارتفعت اسعار الاخير كثيرا ب1% خلال الاسبوع مسجلا 335.10 دولار للاوقية يوم الجمعة وعلي صعيد المعادن الخسيسة انخفض النحاس ب6.7 سنت الي 2.535 دولار للرطل وتلقي المعدن الاحمر ضربة موجعة خلال الاسبوع جراء المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع الطلب عليه ليهوي ب11.7% كاملة علي مدي الاسبوع. الدولار ومن المعروف ان المعادن النفيسة تأخذ عادة مسارا معاكسا للدولار حيث يزداد الاقبال عليها كوعاء استثماري اكثر امانا عند انخفاض العملة الامريكية والعكس صحيح ويعود السبب الرئيسي للتراجع الذي سجلته الجمعة الي صعود الدولار الي اعلي مستوياته في ستة اسابيع مقابل اليورو بعد أن اوضحت بيانات رسمية زيادة اعداد الوظائف الجديدة بأعلي من التقديرات ونمو الاجور في ديسمبر واحيت تلك البيانات الآمال بتعافي النمو الامريكي بعدما تباطؤ طوال تسعة اشهر وهو ما عني ايضا ان الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الامريكي) لن يضطر الي خفض اسعار الفائدة لدعم التوسع الاقتصادي. ووفقا لتقرير وزارة العمل الامريكية نجح اكبر اقتصادات العالم في توليد 167000 وظيفة الشهر الماضي بعد ان اضاف 154000 وظيفة في نوفمبر اما معدل البطالة فظل مستقرا عند 4.6% فيما اسرع معدل زيادة متوسط اجر العامل لكل ساعة ب0.5% الاعلي منذ ثمانية اشهر علي الاقل وجاءت بيانات الوظائف أعلي من تقديرات المحللين التي لم تتجاوز اكثرها تفاؤلا 100000 وظيفة جديدة. وعند اغلاق تعاملات نيويورك تراجع اليورو الي 1.3002 دولار من 1.3079 دولار يوم الخميس وانخفض خلال الجلسة الي 1.2979 دولار -أدني قيمة له منذ 24 نوفمبر- وعلي مستوي الاسبوع صعد الدولار ب1.5% مقابل اليورو لكنه سجل انكماشا محدودا ب0.3% مقابل الين الياباني. وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس اداء الورقة الخضراء مقابل سلة من العملات العالمية الرئيسية الي أعلي مستوياته في ستة اسابيع مسجلا 84.81 نقطة. يذكر ان الدولار التصق باتجاه تراجعي امام العملات العالمية طوال 2006 وفقد نحو 11.5% مقابل اليورو العام الماضي وسط توقعات المتعاملين بقرب انكماش الفجوة بين اسعار الفائدة في كل من الولاياتالمتحدة واوروبا ففي الوقت الذي بدأ فيه البنك الاوروبي المركزي تضييق السياسات النقدية توقف نظيره الامريكي عن جولة رفع الفائدة التي انتهجها طوال عامين بل وزادت التوقعات باحتمال قيامه بخفضها قريبا لدعم النمو وكان الفارق الكبير من معدلي الفائدة الامريكي والاوروبي هو العامل الذي ساعد علي تماسك الدولار وعدم انهياره بمعدل اسرع واكثر تهديدا. رغم ذلك يري بعض الخبراء ان رد الفعل المتفائل الذي اظهره السوق حيال صعود الدولار والذي جاء علي حساب الخامات جاء مبالغا مشيرين الي انه تجاهل العوامل الرئيسية وراء تدهور الدولار وهي العجز الامريكي الضخم وتوجه البنوك المركزية العالمية نحو ابدال جزء من احتياطيها الدولاري بعملات وادوات استثمارية أخري.