يعقد برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة مطلع الشهر القادم مؤتمرا في نيروبي لبحث سبل معالجة مشكلة متفاقمة تتمثل في التخلص من القمامة الإلكترونية في إفريقيا. صرح بذلك أخيم شتاينر مدير البرنامج وقال إن أغني الدول في العالم تتخلص من قمامتها الإليكترونية الخطيرة في دول إفريقيا الفقيرة حيث تقدر الهيئة الدولية أن ما يربو عن 50 مليون طن من القمامة الناتجة عن بضائع إليكترونية مهملة يتم التخلص منها في إفريقيا سنويا. وأضاف أن طريقة التخلص من تلك القمامة تشكل خطرا حيث تنتج مواد كيماوية خطرة فضلا عن مواد ثقيلة يصعب علي الدورة البيئية التعامل معها ويعتقد أن القمامة الإليكترونية أكثر أنواع القمامة الحضرية نموا في دول العالم النامية. وأشار الي أن أسباب هذه المشكلة تعود إلي عوامل منها ارتفاع تكاليف استبدال أجهزة الكمبيوتر والتليفون المحمولة وغيرها من الأجهزة، وإلي سرعة التقدم التقني بحيث يجعل أنواعا كثيرة من الأجهزة تتقادم بسرعة وفي العادة كان معظم تلك القمامة يجد طريقه إلي دول في آسيا مثل الصين، والهند، لكن فرض قيود أشد علي دخول تلك الأجهزة المتقادمة إلي آسيا حوّل مجراها بشكل متزايد إلي إفريقيا. وتقدر دراسة أجرتها مؤخرا هيئة تسمي شبكة بازل للعمل أن ما لا يقل عن 100 ألف كمبيوتر تدخل شهريا إلي ميناء لاجوس النيجيري، منها 75% تقريبا أجهزة تليفزيون ومعالجات كمبيوتر وهواتف لا تعمل-بمعني آخر قمامة إليكترونية. وفي العادة يتم التخلص من تلك الأجهزة القمامة بحرقها وهو ما ينتج أبخرة سامة وينتج مواد كيماوية مثل الباريوم والزئبق والتي تذهب إلي التربة وسيناقش المؤتمر كيفية تشديد الضوابط لمنع حصول هذه الممارسات كما سيناقش المؤتمرون خصوصا التعديلات علي معاهدة بازل المتعلقة بالتحكم بتنقلات القمامة السامة عبر الحدود وطريقة التخلص منها، وهو ما من شأنه تشديد الضوابط علي شحنات تلك القمامة والتخلص منها وسيركز المؤتمر علي الحادث الذي وقع مؤخرا في ساحل العاج والناجم عن أبخرة سامة نتجت عن قمامة ألقيت حول أبيدجان مما أسفر عن وفاة ما لا يقل عن عشرة أشخاص ومرض أكثر من 70 ألف شخص.