أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان المياه "تفرض نفسها يومياً أكثر وأكثر" كتحد سيتوقف عليه الأمن والسلام في العالم. وقالت الوزيرة في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للمياه ان "الوصول الي الموارد الموثوق بها للمياه النظيفة هي ضرورة أمن للناس كما انها أيضاً مسألة أمن قومي". وأشارت الي ان استقرار الحكومات والتنمية الاقتصادية سيتوقفان دائماً علي قدرة الدول في حسن ادارتها المياه في عالم يواجه في كل مكان الشح في هذا المورد. وأضافت "انه يجب علي الدول الغنية ان تأخذ كذلك في الاعتبار ان صورتها في العالم ستتوقف ايضاً علي عملها في ذلك المجال". وتحدثت هيلاري كلينتون عن أماكن للتحرك الدبلوماسي للحيلولة دون حدوث كوارث في المستقبل أو نزاعات مرتبطة بالمياه بدءاً بزيادة الاستثمارات العلمية والمساعدة علي التنمية والتنسيق بين الكثير من المنظمات الدولية. وطلبت الوزيرة من الدول الأخذ في الاعتبار الحقائق الجغرافية مشيرة خصوصا الي حوض النيل، حيث قالت ان 180 مليون شخص يعيشون في هذا الحوض في عشر دول بشرق افريقيا بينها سبع شهدت مؤخراً نزاعات. وأضافت ان "الخبراء يعتبرون ان ادارة منسقة لحوض النهر قد تزيد من النمو بما يكفي لإخراج عدد من هذه الدول من الفقر وتأمين أكبر قدر من الاستقرار الاقليمي. من ناحية أخري كشفت الاممالمتحدة إن البشر يلقون ملايين الاطنان من النفايات الصلبة في الأنهار والمحيطات كل يوم الامر الذي يسمم الحياة البحرية وينشر الأمراض التي تقتل ملايين الأطفال سنويا. وقال برنامج الاممالمتحدة للبيئة "الكم الهائل من المياه القذرة يعني أن الناس الذين يموتون الان من المياه الملوثة أكثر من الذين يموتون بجميع أشكال العنف بما في ذلك الحروب." وفي تقرير لليوم العالمي للمياه بعنوان "المياه غير الصحية" قال برنامج الاممالمتحدة إن النفايات التي تلوث أكثر من ملياري طن من المياه يوميا قد خلفت "مناطق ميتة" ضخمة تخنق الشعاب المرجانية والأسماك، حيث تتألف هذه النفايات في معظمها من مياه الصرف الصحي والتلوث الصناعي والمبيدات الحشرية من الزراعة والنفايات الحيوانية. وقال التقرير إن نقص المياه النظيفة يقتل 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة سنويا. وتأتي معظم النفايات من البلدان النامية والتي تتخلص من 90 ٪ من مياه الصرف دون معالجة. واضاف التقرير أن الإسهال الذي ينتقل غالبا عن طريق المياه الملوثة يقتل نحو 2.2 مليون طفل سنويا وأن "أكثر من نصف أسرة المستشفيات في العالم يشغلها اشخاص يعانون من امراض مرتبطة بالمياه الملوثة." ويوصي التقرير بإعداد نظم اعادة تدوير المياه وبأعمال لمعالجة مياه الصرف الصحي بملايين او مليارات الدولارات. ويشير أيضا إلي حماية الأراضي الرطبة والتي تعمل كمعالجات طبيعية للنفايات وتوفير مخلفات الحيوانات لاستخدامها كسماد. وقال أكيم شتاينر مدير برنامج الاممالمتحدة للبيئة "إذا كان للعالم أن يبقي علي كوكب يسكنه ستة مليارات نسمة يتجهون لأكثر من تسعة مليارات بحلول عام 2050 فإنه يجب أن نكون أكثر ذكاء في كيفية ادارة مياه الصرف الصحي.. مياه الصرف الصحي تقتل الناس بكل ما تعنيه الكلمة".