مع بداية الاجازة الدراسية الصيفية من كل عام تشهد البنوك هجوما كبيرا من طلبة الجامعة الذين يبحثون عن فرصة تدريب بها.. اقبال الطلبة له ما يبرره فهم من جانب يريدون اكتساب الخبرة التي تفيدهم في دراستهم ومن جانب آخر هم يفكرون في أنهم قد يتركون انطباعا جيدا لدي مسئولي هذا البنك أو ذلك مما قد يوفر لهم فرصة عمل مستقبلا بالاضافة لهذا الاعتبار فإن الكليات تطلب شهادة تدريب من هؤلاء مع عودتهم للدراسة. نحن هنا وحتي نتعرف أكثر علي هذا البرنامج التدريبي نطرح التساؤلات حول ماهية هذا التدريب وشروطه وحدود المسموح والممنوع الاطلاع عليه في البنوك وهل يمثل التدريب عاملا مساعدا للموظفين أم عبئا علي العمل بالبنوك؟ رغدة أسامة مسئولة التدريب بالبنك العربي (فروع مصر) توضح بداية أن تدريب طلبة الجامعة في الفترة الصيفية يمتد خلال الفترة من بداية يونيو وحتي بداية العام الدراسي وتدريب الطالب الواحد يمتد لمدة شهر أما بالنسبة للرقابة التي توضع علي هؤلاء المتدربين منعا لاطلاعهم علي أي أسرار أو ملفات خاصة بالعملاء والبنك فإنه يتم توقيعهم علي تعهد بعدم تسريب أي معلومات خاصة بالبنك لخارجه. وتضيف رغدة أن تدريب الطالب لمدة شهر لا يكفي لإلمامه بكل شيء في البنك وإنما يقتصر فقط علي تعليمه الاشياء العامة إلي مثل الكتابة علي الكمبيوتر أو ترتيب الملفات والتصوير وهم يساعدون الموظفين في انجاز أعمالهم. وعن الاعداد التي يتم استقبالهم من الطلبة فتقول رغدة إن كل إدارة تستقبل ما بين 2 إلي 5 أفراد حسب حجمها وهناك نوع آخر من التدريب وهو التدريب الشتوي للخريجين وهؤلاء الاشخاص يمتد تدريبهم لسنة أو أكثر فتكون الفرصة متاحة لهم بشكل أكبر للاطلاع والتعلم. وحول الالتزامات التي تقع علي عاتق هؤلاء المتدربين تشير رغدة أولا الالتزام بمواعيد العمل من الثامنة إلا ربع صباحا وحتي انتهاء مواعيد العمل الرسمية مثل العاملين في البنك بالاضافة إلي الاهتمام بالمظهر والملبس. وتضيف رغدة أن التدريب يتم لكليات مختلفة ولا يقتصر علي كليات معينة ويتم توزيعهم بمايتناسب مع تخصصاتهم علي الادارات مثل كليات الحقوق يتم تدريبهم في إدارة الشئون القانونية وهناك مقابل مادي يقدمه البنك لهؤلاء المتدربين وهو 200 جنيه شهري وكل موظف يقدم المساعدة والمعلومة لهم لافادتهم قدر المستطاع. أما بنك مصر إيران للتنمية فيستقبل من 50 70 متدرباً شهريا دون أي التزامات مالية لهم عليه وأكد العاملون بالبنك لنا أن هؤلاء الطلبة يساعدون الموظفين في أعمالهم كما أن تدريبهم يأتي في الوقت المناسب حيث يحصل معظم العاملين علي الاجازات الصيفية والاجازات السنوية. ويقول طارق شاهين مدير إدارة الائتمان بالبنك إن تدريب الطالب يقتصر علي تعليمه وتدريبه علي الخطوط العامة للعملية الائتمانية والتحليل المالي ولا يسمح لهم بالاطلاع أو أن يمسك أي ملفات للعملاء فهذا يرتبط بسرية الحسابات وأسرار العملاء التي لا يسمح لأحد الاطلاع عليها إلي الموظف المختص بذلك. أما سميرة محمد مراقب الشئون الإدارية والمالية بأحد فروع بنك مصر فتشيرإلي أن الفرع يستقبل كل شهر 10 طلاب ويتم توزيعهم علي الادارات المختلفة ويتم تكليفهم بأعمال معينة فليس كل شيء مسموح لهم بالقيام به فلا يطلعون علي ملفات لعميل أو لزميل داخل البنك وكل قسم به أعمال متاح الاطلاع عليها وأخري لا يسمح لهم. وتؤكد سميرة أن هؤلاء الطلبة لا يمثلون أي عبء علي العمل بالبنك بل بالعكس فهم يساعدونا. وقالت: هناك نوع من الرقابة علي الطالب داخل البنك حيث يحظر علي الاطلاع أو حتي لمس أشياء معينة ومنها ملفات العملاء بالاضافة إلي ضرورة التزامهم بالمواعيد الرسمية للعمل والتوقيع في دفاتر الحضور والانصراف. وتقول سميرة إن التدريب يتم في الادارات وحسب الحاجة في كل منها لذلك فمثلا إدارة خدمة العملاء لا تأخذ متدربين لأن لديهم فريق العمل الكافي وأي زيادة يمكن أن تمثل تعطيل للعمل. وعن الإجراءات التي يتم اتخاذها لاستقبال المتدربين فتقول إن البنك يقبل المتدربين من كليات التجارة وما يعادلها مثل الاكاديمية الحديثة ومعهد الدراسات التعاونية وهؤلاء يأتون إلي الفرع بخطابات من إدارة التدريب بالبنك ويتم توزيعهم وبعد انتهاء الشهر يحصل الطالب علي شهادة يذكر فيها أنه حصل علي التدريب داخل بنك مصر لفترة معينة ويحصل علي مقابل مادي رمزي هو 100 جنيه. وحول قيام هؤلاء الطلبة بسد العجز في العمل خلال فترة الصيف التي تشهد حصول عدد كبير من الموظفين علي اجازات قالت سميرة هذا الكلام غير صحيح لأنه لا يسند لأي متدرب عمل لموظف وأي موظف يحصل علي اجازة فهناك بديل له داخل البنك يقوم بعمله ومتخصص فيه.