الذي يطرح نفسه ما أسباب التكاسل واللامبلاة التي تأصلت في عدد كبير من الشباب؟ في البداية تقول :نادية رياض دراسات عليا بقسم علم الاجتماع أن العمل الصيفي هو شيء إيجابي بدلا من الجلوس علي مقهي و الأتجاه إلي أمور ربما تؤدي للانحراف لأن الفراغ إن لم يستغل جيداً يولد أشياء سلبية فنحن كمجتمع لدينا عقدة مهما تطورت الدراسات و مهما تقدم الفكر فلدينا نفس النظرة بمعني أن خريج هندسة يجب أن يعمل في الهندسة و لكن الحقيقة أن الأوضاع تغيرت ليس هناك ما يمنع من العمل في الأعمال البسيطة والدراسة في الوقت نفسه أيضا للطالب الذي يعمل عمل بسيط مثل الديلفري أو البائع في أحد المحالات علي أنها أعمال متدنية ، ولكن أعتقد أنه قد حان الأوان لتغيير هده المفاهيم وتلك النظرة كما أن الشاب الضعيف يصاب بنوع من الإحباط فهناك من الشباب من يقطع علاقاته بمن حوله لمجرد أنه يخجل من أن يعلم أحد بالأعمال البسيطة التي يقوم بها فنحن في الواقع نحتاج إلي تحديد الفكر و إلي النظر إلي ما يحتاجه سوق العمل لأن ذلك يعطي الفرصة للشباب علي تحمل المسئولية و المشكلة أن أبناءنا لم نتبلوا لديهم شخصية إجتماعية فهم يكبرون بالفعل و لكن ذلك النمو هو جسمانيا ً نمواً عقلانياً مقصوده• ويؤكد حمادة عطية دراسات عليا بقسم اجتماع شعبة أنثربولوجي أن علم الإنسان لا يفرق بين العمل مادام بعيداً عن الأعمال غير المشروعة • فمادام هناك كفاح وهدف في الحياة و أمل للوصول للنجاح فلو أن هناك طالب علم ويستطيع اكتساب خبرات فهو بذلك يخلق لنفسه مجموعة من الحلول للقضاء علي البطالة بل واكتساب الخبرات و المهارات ، ان الأزمة الحقيقية هي انتظار بعض الشباب للواسطة و المحسوبية وهذا النوع من الشباب لن يصل إلي شيء لأنه عاجز يحاج لمن يأخذ بيده دائما ، أما النوع الأول من الشباب المكافح الذي يحاول أن يجد لنفسه فرصة عمل بكل الطرق حتي ولو كانت تبعد عن مجال تخصصه فهو قادر علي القضاء علي وقت الفراغ بطريقة إيجابية ومهما كانت التجربة ناجحة أو فاشلة بالتأكيد ستتولد من خلالها فائدة ، ولكن للأسف الشديد فكثير من أفراد المجتمع ينظر لأي طالب يعمل خلال الأجازة خاصة إذا كان طالب بإحدي الكليات المرموقة بنظرة مختلفة بل يقوم بعضهم بالتقليل من شأنه ويعتقدون أن السبب الأوحد للجوء مثل هذا الطالب هو الحصول علي المادة فقط ، بل ويكون هناك نظرة تعجب وكأن العمل الهدف الوحيد منه هو الحصول علي المادة •• أن مجتمعنا لم ينظر للعمل نظرة جادة مثلما تنظر إليه دولة مثل ماليزيا و اليابان علي سبيل المثال فالبلاد التي تخلت عن الأفكار المتحجرة و دخلت في فكرة المشاريع و الأعمال الصغيرة حققت نجاحات كبيرة ورفعت من معدلات النمو الاقتصادي و دخل الفرد و لذلك لابد أن نشجع ذلك الشباب المكافح و نزودهم بالافكار والدعم المادي • و يضيف أن الإعلام هو مرآة تعكس تقاليد المجتمع وعليه تشجيع الشباب علي استغلال وقت الفراغ ولابد أن تكون لديه الرؤية النافذة و الرأي اليقظ و الوعي في محاولة تغيير أوضاع المجتمع وإلقاء الضوء علي الاوضاع الإيجابية فالعمل في أية مهنة ليس عيبا ولا حرام سواء كان سباك أو نقاشاً أو ميكانيكياً أو سمكرياً لأنه مسئولية و رجولة ••• وتري هبة سمير معيدة بقسم علم النفس الفسيولوجي أنه من الطبيعي أن أي نشاط يقوم الطالب بإنجازه يكسبه مهارات إجتماعية و مهارات العمل نفسها ويبدأ بمعرفة ما هو العمل ومتطلبات السوق علي الناس ويتدرب ويبدأ المسئولية ولو استغل الإجازات في مجال تخصصه الأساس ذلك يكون أفضل لأن ذلك يكسبه مهارات عملية مثل من يتدرب في بنك و هو طالب في كلية التجارة وفي ظل الظروف الاجتماعية نجد أن من يحاول العمل حتي في غير تخصصه لن يجد ترحيباً من المجتمع من الناحية الشكلية و لكن ليس هناك شك في أن من ينتقد ذلك إنسان سطحي يهتم بالمظاهر أكثر من أي شيء آخر و هناك مشكلة أخري فالطلبة و الدارسون و الخريجيون لا يهتمون في دراستهم بالحصول علي تقدير في حين سوق العمل يتطلب التقدير العالي واللغة و المهارات المتعددة و الكمبيوتر• ومن النماذج الطلابية التي تجمع بين الدراسة و العمل التقينا مع وليد سليم طالب بكلية الهندسة و يعمل مع أحد اصدقائه في مجال الموبايلات و يستطيع تقسيم فترات العمل بينه وبين زملائه خلال الفترة المسائية و الصباحية و يؤكد أنه لديه هدف وقادر علي الاعتماد علي ذاته وتحمل المسئولية ويقول أحمد طالب بكلية الآداب أنا أعمل في مجال الدهانات في الأجازة الصيفية و أيضا خلال الدراسة ولا أخجل من ذلك العمل بل أري أنه ذكاء للشعور علي تحمل المسئولية واكتساب المهارات والخبرات الإنسانية ، كما ذكر لنا أحمد أن ذلك العمل قد يعرضه للسخرية من البعض و لكنه لا يبالي بل يزداد ثقة بنفسه و إيماناً بأهمية ما يقوم به من عمل • ويقول تامر خريج المعهد العالي للحاسب الآلي و كان يعمل أثناء دراسته في مجالات مختلفة كفرد أمن في أحد المستشفيات وبائع ملابس في أحد المولات الكبري و استطاع تكوين مبلغ ساعده علي الزواج في وقت قياسي فقد تزوج في سن 23 سنة • أما عن آراء النص الحلو في مثل ذلك الشباب فقد أجمعت علي أنهن يفخرن بمثل تلك النوعية من الشباب ويرون فيهم الرجولة و الإحساس بالأمان و القدرة علي الاحتواء و تحمل المسئولية•