علي الرغم من حركة الانتعاش التي تمر بها البورصة المصرية حاليا ومحاولات ادارة البورصة ومؤسسات السوق رفع درجة الوعي بسوق المال وأهميته للاقتصاد، إلا أن الواقع يؤكد عدم وصول هذه الاصوات إلي الشباب في الجامعات المصرية والذين يجهلون ابسط القواعد عن سوق المال، والاغرب أنهم توقفوا عن حلم العمل في مصر سواء في البنوك أو القطاع الحكومي أو الخاص لتأكدهم أن فرص العمل شبه معدومة ويرون أن الحل في السفر. سألنا مجموعة من طلاب كليات التجارة عن مجال العمل الذي يودون العمل به بعد التخرج وكانت معظم اجاباتهم رافضة العمل في سوق المال بل وفي البنوك ايضا. يقول الطالب أكمل محمد بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة عين شمس، إنه يتمني العمل في القطاع الخاص بصفة عامة سواء كان في مجال سوق المال أو البنوك أو الشركات الخاصة لأن الأجور افضل وفرص اكتساب الخبرة أكبر، وحول سوق المال بصفة خاصة أكد أكمل أنه لايعرف الطريق للحصول علي تدريب مناسب يؤهله للعمل في هذا المجال خاصة أن ما درسه في الكلية حول البورصة لايعدو معلومات سطحية غير متعمقة. انتقلنا بسؤال الطالب محمود عبدالغني بالفرقة الأولي الذي أكد أنه يريد الالتحاق بقسم الرياضة والتأمين أو قسم المحاسبة مشيرا إلي أنه يتمني العمل في مجال التأمين وهذا إذا وجد من يساعده علي العمل. ورفض محمود تماما فكرة العمل في مجال البورصة والبنوك بدعوي أن أموالها حرام! ويري محيي الدين بالفرقة الرابعة أن سوق المال بالطبع في حاجة إلي خبرات خاصة وهذه لانعرف كيفية اكتسابها أو الطريقة التي يمكن بها الحصول علي التدريب المناسب لدخول سوق المال. يضيف محيي أنه لايفضل العمل في مجال سوق المال لأنه لايعرف عنه الكثير مشيرا إلي أن معلوماته ضئيلة وعندما يفكر في البورصة يتذكر الافلام القديمة عن ضياع الأموال في الأسهم، وأوضح أنه يرغب في العمل في القطاع الخاص في أي مجال بالطبع لأن فرص العمل محدودة وغير متوافرة لخريجي كليات التجارة بصفة خاصة للزيادة الكبيرة في اعدادهم. طالب اخر أكد أنه ليس لديه ادني فكرة عن سوق المال وليس لديه طموح في أي شيء كما أنه ليس لديه أمل في الحصول علي فرصة عمل ويفضل السفر إلي الخارج. هذا هو حال عدد كبير من طلبة الجامعة يجهلون أي شيء عن سوق المال علي الرغم من النشاط الكبير الذي يشهده وفرص العمل الكثيرة التي يوفرها في الوقت الحالي سواء داخل مصر وخارجها، ايضا علي الرغم من برنامج خطوة في خطوة الذي تنظمه البورصة في عدة محافظات، مطلوب دخول الجامعات سواء عن طريق برامج توعية تضعها البورصة أو عن طريق شركات الأوراق المالية لأن لها دورا في رفع درجة الوعي بالسوق.