تشير نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة الي رغبة الناخبين في انهاء المشكلة المعلقة مع الفلسطينيين رغم اختلاف المقصود بانهاء المشكلة وسحب قوات الاحتلال من الأراضي الفلسطينية. الحزبان اللذان حصلا علي أعلي الاصوات "كاديما" و"العمل" يتجهان الي تحديد الحدود النهائية لاسرائيل بمعني التخلي عن حلم اسرائيل الكبري نهائيا، وكذلك الي سحب قوات الاحتلال من مناطق فلسطينية وليست كل الارض المحتلة عام 67 وفق التصور العربي والفلسطيني كما ان وضع القدس شائك للغاية فيما يتعلق بقضايا السيادة والادارة وكونها عاصمة للدولتين في آن واحد. ومهما كانت المشكلات معقدة فان انعقاد العزم علي ايجاد حلول مقبولة يسهل التفاوض وابداء المرونة وتقديم التنازلات والي اخر تلك القائمة من المصطلحات الدبلوماسية ولكن اين العزم.. وكيف ينعقد؟ تمثل الولاياتالمتحدة قوة ضغط مؤثرة يتطلع اليها الجانبان لفتح ممر آمن يسمح بعبور الازمة عن طريق المفاوضات وفي وقت كانت الولاياتالمتحدة ترفض الحلول الاحادية الجانب اي المبنية علي فرض الامر الواقع بالقوة من الجانب الفلسطيني ولكن بعد عملية الانسحاب من غزة التي وافقت عليها اطراف فلسطينية وعربية ألمح أولمرت الرئيس الجديد لكاديما الي انه سيقوم بانسحاب احادي آخر من الضفة وسيتولي بمعرفته رسم الحدود النهائية لدولة اسرائيل واستكمال جدار الفصل العنصري الذي يبتلع 8% من اراضي الضفة الغربية وسط الكتل السكانية الفلسطينية.. والامر في هذه الحالة يختلف عن موضوع قطاع غزة، كما ان موقف الولاياتالمتحدة "العصبي" بعد فوز حماس وتوليها الوزارة في السلطة لا يبرر ابدا ان تنحاز واشنطن الي حلول احادية. والحل الاحادي من جانب اسرائيل يقضي نهائيا علي العناصر المعتدلة في الجانب الفلسطيني وتبدأ دوامة من الصراع لا احد يعلم كيف تنتهي. وهنا لابد من الاشارة الي ان الاوضاع علي الجبهة الفلسطينية الاسرائيلية هادئة رغم الحوادث القليلة والعمليات الاسرائيلية المحدودة في غزة وغيرها، ولكن هذه الاوضاع الهادئة لن تستمر طويلا اذا ايقن الفلسطينيون ان احدا لا يصغي اليهم وان حياتهم في هذا الشقاء لا معني لها علي الاطلاق. ان برنامج أولمرت للتحرك احادي الجانب لن يضر "حماس" بقدر ما سيقضي علي "محمود عباس" وجماعته التي لاتزال تؤمن بان في الامكان اقامة سلام عادل والتعايش بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعد انهاء الاحتلال. محمود التهامي