قد يتصور من يقرأ عناوين بعض الصحف هذه الأيام أن شركات الأدوية الكبري علي وشك الانهيار ولكن هذا غير صحيح علي وجه الإطلاق.. وهذه العناوين تقول علي سبيل المثال إن الشركات الكبري ستخسر 23 مليار دولار من مبيعاتها في العام الجديد 2006 بسبب انتهاء تراخيص بعض الأدوية وإنتاجها علي المشاع من جانب الشركات الأخري.. وهناك أيضا مشكلة شركة ميرك التي تواجه 6 اَلاف قضية تعويض من ضحايا دوائها المسكن فيوكس الذي سبق أن سحبته من الأسواق بسبب اَثاره الجانبية السيئة.. والأهم من ذلك هو ما يتردد عن أن شركات الأدوية التي تنفق 40 مليار دولار سنويا علي الأبحاث والتطوير ليس في أنبوبها الكثير من الأدوية الجديدة ذات الإيرادات العالية. ولكن الحقيقة كما تقول مجلة "فورتشن" هي عكس ذلك علي طول الخط ففي عام 2000 خرج من أنبوب شركات الأدوية 36 دواء من ذوي الإيرادات العالية الذي يدر كل منها مليار دولار أو أكثر سنويا، أما الاَن فإن عدد الأدوية من هذا النوع المدوي قد ارتفع إلي 92 دواء قدمت وحدها نصف إيرادات شركات الأدوية الكبري خلال عام 2005 ويتوقع الخبراء أن يظل عدد الأدوية ذات الإيرادات الاستثنائية في زيادة مستمرة لسنوات عديدة قادمة. ربما كانت شركات الأدوية تعيش مرحلة انتقالية من الأدوية ذات الأسواق الكبيرة إلي أدوية التكنولوجيا الحيوية التي تخص مجموعات أصغر من المرضي ولكن عملية التحول هذه عملية طويلة الأمد.. أضف إلي ذلك أن ارتفاع مستوي الرعاية الصحية في الأسواق الناشئة ذات الكثافة السكانية مثل الصين أو حتي أوروبا الشرقية يفترض أن سوق الأدوية اَخذ في الاتساع. وتقول شركة الأبحاث IMS هيلث إن سوق الأدوية العالمي إن سوق الأدوية العالمي زاد بنسبة 7% في عام 2005 وأنه يتوقع أن يزيد بنسبة 9% هذا العام ليصبح حجمه 650 مليار دولار ثم يزيد في عام 2009 ليصبح حجمه 845 مليار دولار. وعند هذا الحد قد يحقق لنا أن نتساءل عن الأدوية الجديدة التي ستقود هذا النمو وعن الشركة التي سوف تستفيد؟ ونذكر علي الفور شركة فايزر أكبر شركات الدواء في العالم حيث إن لديها دواءين سيحصلان علي ترخيص هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية في عام 2006 وسيكونان من الأدوية ذات الإيرادات الاستثنائية وأولهما هو دواء اكسيوبرا وهو عبارة عن مسحوق انسولين لعلاج السكر يؤخذ بطريق الاستنشاق وهو دواء للكبار سيوفر اَلام الحقن ويعالج 18 مليون مريض بالسكر في أمريكا وحدها.. وهناك دواء اَخر لعلاج السرطان واسمه سيوتنت ويتولي تفريغ الأورام السرطانية من البروتين وهو يؤخذ عن طريق الفم ويعالج سرطانات متعددة مثل سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان البروستاتا. ولدي شركة ميرك هي الأخري دواء معالج للسرطان تحت اسم جاردازيل وهو أول طعم ضد الفيروس الحليمي البشري المسبب للسرطان العنقي ومن المنتظر أن يحصل جاردازيل علي ترخيص هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية في الصيف القادم ليصبح أول طعم واق من السرطان في العالم والأهم من ذلك أن جاردازيل حال نجاحه سيساعد ميرك في التغلب علي اَثار أزمتها مع عقار فيوكس المسكن ويستعيد للشركة ثقة الأطباء والمرضي والمستثمرين أيضا. أما شركة بريستول مايرز سكويب فسوف تطلق هي الأخري هذا العام عقارا جديدا ضد روماتيزم المفاصل وهو أول دواء يمنع التهاب المفاصل عن طريق تقوية جهاز المناعة لمقاومة هذا المرض بالذات. ويأتي بعد ذلك شركة سانوفي افينتس ضد السمنة وهي حبوب اسمها اكومبليا تحد من شهية الإنسان للأطعمة الدسمة والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات علي نحو خاص ولذلك فإن هذه الحبوب يمكن أن تستخدم أيضا كعلاج لمرض السكر بل ولمساعدة المدخنين علي الامتناع عن التدخين.. باختصار، فإن "فورتشن" تري أن حبوب اكومبليا ستكون دواء عجيبا يتوقع أن تتراوح مبيعاته ما بين 2 و5 مليارات دولار سنويا.