قدموا مصالحهم علي المصلحة العامة .. وغابت اجندتهم السياسية وافتقدوا القدرة علي المناورة وفكروا بعقلية الفصيل الخبراء الذين تابعوا اداء نواب الاخوان في برلمان 2005 أكدوا أنهم كانوا بِلا أجَندة واضحة وليست لديهم قدرة علي المناورة السياسية، فضلا عن كونهم يفكِّرون بعقلية الفصيل ويقدمون مصلحة الجماعة علي المصلحة العامة ويفتقدون للخِبرة السياسية الكافية. من ناحية اخري تتحدث مضابط برلمان 2005 عن أداء جماعة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب خلال دورة كاملة استمرت لخمس سنوات مثل الاخوان فيها 88 نائبا بنسبة 20% من مقاعد المجلس ، ابرز ما تظهره تلك المضابط ان الرئيس المخلوع حسني مبارك كان بمثابة الخط الاحمر بالنسبة لنواب الجماعة ومرشدها. رغم ان نواب جماعة الاخوان قدموا العديد من طلبات الاحاطة والاستجوابات حول قضايا وقرارات كان الرئيس المخلوع هو المسئول عنها بشكل مباشر وبعضها صدر بقرار جمهوري مثل موضوع تصدير الغاز لاسرائيل والحرب الاسرائيلية علي قطاع غزة ، الا ان ايا من نواب الجماعة لم يجرؤ علي ذكر ذلك في مجلس الشعب ، بل والأكثر من ذلك أن النائب الوحيد في برلمان "2005/2010" الذي فجر قضية تتعلق بالذمة المالية للرئيس السابق هو المحامي المعارض بحزب الكرامة سعد عبود ولم يجد أي دعم أو تضامن معه من نواب الإخوان بل نصحوه بسحب البيان العاجل. الصديق مبارك والاكثر من ذلك ان بعض نواب الإخوان في برلمان "2005 - 2010" لبوا دعوة من الرئيس السابق للتوجه للقصر الجمهوري ، علي سبيل المثال حضر بعضهم حفل تصديقه علي قانون هيئة الاعتماد والجودة للتعليم ولم يرفضوا، فمعارضة الرئيس السابق لنواب الإخوان كانت خطاً أحمر وكانت تعليمات مكتب الارشاد هاجموا الجميع إلا مبارك والمرشدون الستة للجماعة الأربعة الراحلين.. والاثنان اللذان علي قيد الحياة عاكف وبديع يعلمان ذلك جيداً بأن مبارك كان صديقا وليس عدواً وكان حبيباً لهم هل كان تمثيل المعارضة الماضية مشرفا ؟! بكل تأكيد كانت هناك العديد من السلبيات والتي طغت علي الإيجابيات التي حققها الشكل المعارض، فلقد كانت معارضة لها شكل عشوائي غير متزن، غير قائم علي أهداف سياسية مطلوب إحرازها، كان هدف هذه المعارضة هو المشاركة من أجل الشو الإعلامي تارة، فإذا نظرنا إلي تشكيل المعارضة الماضية نجدها جاءت ب 88 نائبا محظورا يمثلون جماعة الإخوان المسلمين، وبمقارنة اداء الاخوان في البرلمان بالمعارضة التي سبقتها منذ عام 1976 نجد ان السوابق البرلمانية تتحدث عن معارضة شرسة قوية كانت تتحدث باسم الشعب وتهز الأرض من تحت أقدام الحكومة، كانت تعارض من أجل المصلحة العامة، والدليل ما حدث في مجلس الشعب الذي تم انتخابه عام 1976، هذا البرلمان خير شاهد علي أن المعارضة مهما قل عددها إلي 13 نائبا وليس 15 بجانب 50 من المستقلين في مجلس 2010، تستطيع أن تكون أقوي من الأغلبية، ففي عام 1979 رفض 13 نائبا معارضا تحت القبة في مقدمتهم نواب اليسار اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع إسرائيل وواجهوا تمرير هذه الاتفاقية باسم الشعب، واستطاعوا بالمعارضة التي قامت علي المناقشات إقناع بعض رموز الأغلبية بخطورة الموافقة علي الاتفاقية ووضعوا النظام وقتها في مأزق عندما لم يستطع الحصول علي الموافقة من مجلس الشعب ولم يكن أمام الرئيس السادات سوي حل المجلس، وبالرغم من مرارة هذه السابقة إلا أنها يصعب تحقيقها في الوقت الحالي إذا استطاعت المعارضة القوية استمالة الأغلبية لوجهة نظرها لأن طريقة حل البرلمان اختلفت. الامثلة كثيرة ومازالت حاضرة فرموز عديدة من المعارضة كانت تأتي في البرلمان بمفردها، ولكنها كانت فعليا بمئات النواب من الأغلبية ومازال التاريخ يذكرهم في مقدمتهم الزعيم خالد محيي الدين والبدري فرغلي وابو العز الحريري ورأفت سيف والراحل ممتاز نصار الذي قدم في أحد الفصول التشريعية استجوابا واحدا كان مثار حديث الرأي العام علي مدي خمس سنوات وهو هضبة الأهرام، واهتزت أركان النظام واستجاب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ولا ننسي المعارضة أيضا عندما استطاعت أن تحرج رئيس الوزراء عاطف صدقي في نهاية الثمانينيات عندما كان يترأس المجلس د. رفعت المحجوب، وهي في الحقيقة واقعة طريفة عندما كشف نواب المعارضة وقتها تقاعس الحكومة، وكان صدقي في مكتب رئيس البرلمان يحتسي الشاي تاركا حذاءه لتلميعه، وما أن هاجت المعارضة فنادي عليه المحجوب في الإذاعة، فهرول «صدقي» إلي القاعة خوفا من المعارضة الحقيقية ناسيا أنه بدون حذاء ليتفاجأ وهو واقف في وسط القاعة أنه " حاف"وهذه السوابق تثبت أن المعارضة بالكيف وليست بالكم، فكان يوسف الجندي بمفرده تحت القبة يحقق كوابيس للحكومة، وهنا نجد أن هناك نائبا معارضا ب 100 نائب، وهناك 100 نائب ليسوا بقوة معارض واحد والدليل المعارضة في برلمان 2005، ماذا حقق هؤلاء النواب ؟! انجازات نواب الاخوان وفي المقابل يقدم الإخوان انجازاتهم في مجلسي الشعب 2000و 2005 علي الموقع الالكتروني الخاص بهم في صدر الصفحة و لمساحة أكبر من النصف انجازاتهم الثقافية و بعض الإنجازات الأخري المتفرقة، معركة الروايات الثلاث : " ثلاثِ روايات أصدرتها وزارة الثقافة" عشق النساء "يزعمون انها تحتوي علي عبارات جنسية وتلميحات تخدش الحياء العام وتعكر صفو المجتمع . معركة عشق النساء: " لم تكن المواجهة الأخيرة بين نواب الإخوان والحكومة في المجال الثقافي فقد تبعتْها مواجهاتٌ أخري " معركة المجلات العارية : " طلب إحاطة قدمه الدكتور محمد مرسي لوزير الإعلام عن المجلات التي تصدر بتصريح من الوزارة وتحمل علي غلافها صورًا عارية" معارك الفيديو كليب : " أسئلة قدمها الدكتور محمد مرسي والنائب علي لبن عن أغاني الفيديو كليب العارية ثم معركة نانسي عجرم عندما قدم الدكتور حمدي حسن طلب إحاطة عن حفلات نانسي عجرم التي ينظمها التليفزيون في الوقت الذي سقطت فيه بغداد كما قدم النائبُ سؤالاً آخر عن كتاب ينتقد اللغة العربية، ويعتبرها سبب تخلف المصريين، وهو السؤال الذي تسبب في أزمة داخل الأوساط الثقافية التي رفضت إصدار مثل هذه الكتب عن الحكومة المصرية معركة ملكات الجمال وفي إطار متصل صعَّد نواب الإخوان المسلمين هجومَهم علي المسئولين عن تنظيم مسابقة ملكة جمال مصر؛ حيث قدم أربعةٌ نواب بياناتٍ عاجلةً لرئيس مجلس الشعب. بينما طالب النائب محمد العزباوي بدراسة خطورة مثل هذه المسابقات علي الوضع الداخلي لمصر، وطالب النائب بأن توضِّح الحكومة مفهومًا محدَّدًا للفن الراقي والإبداع، مؤكدًا أن مثل هذه المسابقات لا تقترب بأي شكل من أشكال الفن والإبداع، وفي بيانه العاجل أكد النائب مصطفي محمد مصطفي أن قيامَ الحكومة برعاية مثل هذه المسابقات يعدُّ تحديا صارخًا للمؤسسة الدينية بمصر، التي أكد علماؤها حرمةَ مثل هذه المسابقات وعدم جوازها. وهو ما أكده أيضًا الدكتور حمدي حسن، الذي أوضح أنه سبق وأن تقدم النواب بطلبات مشابهة، مشيرًا إلي أن الحكومة- بتشجيعها تنظيمَ مثل هذه المسابقات- تستفزُّ مشاعرَ الشعب الذي يري القتل والتشريد من حوله في العراق وفلسطين كل يوم، كما أن تنظيمَ هذه المسابقات يعد استفزازًا للشباب العاطل، الذي فشل في الحصول علي فرصة عمل نتيجة سياسات الحكومة". الحرب علي الانترنت طالب فيها الدكتور حمدي حسن عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين بالبرلمان والمتحدث بأسمها بعد ذلك الحكومة بضرورة "فلترة" مواقع شبكة الإنترنت من المصدر الرئيسي لبث الخدمة " لم تكن المشكلة في محافظة الإخوان الأخلاقية و مطاردتهم لسطور الكتب و الروايات، لكن المشكلة تكمن في عدم اهتمامهم بالقضايا الحقيقية التي كان من المفترض ان تكون مطروحة علي مجلس الشعب انذاك، وفي مقدمتها قضايا الاسعار والحرب علي العراق وتصدير الغاز لاسرائيل وغيرها ..