مجلس الشعب الجديد شكل تاني! نسبة كبيرة من النواب يدخلون المجلس لأول مرة.. وعدد لا يستهان به من النائبات يحتشدن تحت القبة.. رؤساء لجان جدد.. وغياب كامل لنواب الجماعة المحظورة فيما عدا نائبا واحدا تم فصله من الجماعة.. دخول عدد من المستقلين وممثلي بعض الاحزاب الشرعية.. ليتولوا مهمة المعارضة داخل المجلس. هذا الشكل الجديد لمجلس الشعب يلقي علي عاتق الحزب الوطني باعتباره حزب الأغلبية الحاكم مسئوليات ضخمة.. كما يضع هذا الشكل الجديد علي عاتق رئيس مجلس الشعب والجهاز الذي يعاونه وايضا اللجنة العامة للمجلس التي تضم جميع التيارات الموجودة بالمجلس مهمة كبيرة.. تتمثل في تنظيم الأداء تحت القبة.. والانطلاق بهذا الركب الديمقراطي الكبير إلي آفاق نتمناها. الثقافة البرلمانية هي الاساس في تأهيل النواب الجدد.. وهي مسئولية مشتركة بين الحزب الوطني وادارة مجلس الشعب.. ويؤكد الخبراء ان النائب خصوصا الذي يدخل المجلس لاول مرة يحتاج الي هذه الثقافة البرلمانية التي تساعده الي حد كبير علي القيام بدوره الرقابي والتشريعي.. ويشير هؤلاء الخبراء الي وجوب إلمام النواب بما جاء في مضابط مجلس الشعب القديمة وعقد دورات تدريبية لهم سواء في الحزب الوطني او في مجلس الشعب.. ويؤكدون ان هذه المضابط تحتوي علي مواقف وآراء لنواب سابقين وخالدين تجلت فيها الديمقراطية وبرزت من خلالها معلومات ثمينة تفيد النواب وتضيف الي تجاربهم. ويخطيء من يعتقد ان المعارضة البرلمانية هي مهاجمة الحكومة عمّال علي بطّال.. فالمعارضة الحقة هي عرض الرأي المخالف أو الرأي الآخر سواء كان هذا الرأي هو رأي الحزب الذي ينتمي إليه النائب المعارض أو رأيه هو اذا كان مستقلا.. فالأغلبية والمعارضة عنصران لازمان لازدهار الديمقراطية والوصول الي الرأي السليم. من هنا نبدأ.. من توفير الثقافة البرلمانية للنواب.. حتي لا ننتهي الي ما كان في مجلس الشعب المنقضي من مهازل ما زلنا نتحدث عنها حتي اليوم.