شدد الشريف علي تطلع الجميع الي اجراء انتخابات حرة نزيهة تشتد فيها المنافسة في اطار من الاحترام المتبادل بين جميع الاحزاب المتنافسة. مع التأكيد علي وحدة الصف في مواجهة دعاوي الفتنة والتلاعب بالمشاعر من خلال اللعب علي وتر الدين. ومواجهة هؤلاء بمنتهي الحزم فمصر للمصريين بمختلف دياناتهم وميولهم السياسية. تبدأ الدورة البرلمانية الجديدة وسط متغيرات عديدة طرأت علي خريطة الشوري تتمثل في زيادة عدد ممثلي المعارضة ودخول احزاب لأول مرة الي مقاعد الشوري واضافة لجنتين جديدتين وتغيير 3 رؤساء لجان قائمة. وقبل كل ذلك تعديل اللائحة الداخلية للمجلس ومنح النواب حق السؤال "طلب الاحاطة" لتزيد صلاحياته وتتعدد اختصاصاته. لأول مرة منذ تأسيس الشوري يدخل 6 نواب يمثلون المعارضة بالانتخاب. وكان المعتاد ان المعارضة دائما تأتي بقرار جمهوري ليصبح شوري 2010 "شكل ثاني" تتنوع فيه الوجوه والانتماءات السياسية بكل ألوان الطيف. فأصبح لأحزاب الوفد والناصري والتجمع والجيل والغد وحتي الاحزاب الصغيرة صوت تحت قبة الشوري. حيث تتواجد 8 احزاب معارضة يتقدمها حزب التجمع وله 4 اعضاء هم رفعت السعيد رئيس الحزب ونائبان منتخبان هما أحمد شعبان وصلاح مصباح بجانب النائب المنتخب سابقا المعين حاليا عبدالرحمن خير يليه حزب الوفد بثلاثة نواب: اثنان معينان هما محمد سرحان وبهاء الدين ابوشقة والمنتخب وقفي القاضي. يظهر في الصورة لاول مرة الحزب الناصري بنائبين بعد تعيين أحمد حسن أحمد أمين عام الحزب ليشكل مع زميله المنتخب محسن عطية ثنائيا متميزا. ويدخل حزب الجيل الديمقراطي بأحمد العجوز نائبا منتخبا الي جوار ناجي الشهابي رئيس الحزب المعين. دخل حزب الغد عن طريق رئيسه موسي مصطفي موسي وتستمر احزاب التكافل والخضر والدستور الحر برؤسائها اسامة شلتوت وعبدالمنعم الاعصر وممدوح قناوي في محاولة اثبات الوجود والظهور في الصورة خلال السنوات القادمة بعد فترة سبات طويلة لم يلفتوا خلالها الانظار. تدخل مختلف الاتجاهات السياسية للشوري باستثناء الجماعة المحظورة التي فشلت في اختراق مجلس الحكماء رغم دفعها ب 13 مرشحا منهم 3 نواب شعب واستخدامها لكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لاسقاط رموز الحزب الوطني لكنها فشلت فشلا ذريعا واستحقت الصفر الذي حصلت عليه. فهل تفرض الخريطة الجديدة واقعا مختلفا علي جلسات ومناقشات المجلس ام تصبح المعارضة عبارة عن كتلة من الصامتين. هذا ما تكشفه الجلسات القادمة. شهدت المناصب القيادية بالمجلس استقرارا الي حد كبير فيستمر صفوت الشريف قائدا للمجلس ومواصلا لمسيرته التي بدأها منذ 6 سنوات حقق خلالها الشوري مكاسب ومنح صلاحيات غيرت معالم الخريطة السياسية والبرلمانية. واقتنص الدكتور مصطفي الفقي الوافد الجديد من مجلس الشعب رئاسة لجنة الشئون العربية والخارجية والامن القومي من السفير محمد بسيوني الذي انتقل لوكالة لجنة حقوق الانسان التي تم استحداثها وجاءت بداية الفقي كأفضل مايكون حيث استضافت اللجنة أحمد ابوالغيط وزير الخارجية للحديث حول العلاقات المصرية الافريقية والعربية والمسألة السودانية والعلاقات مع دول حوض النيل في اول زيارة للوزير للمجلس منذ تعيينه بينما جاء الدكتور محمد عبداللاه في رئاسة اللجنة المالية والاقتصادية بعد استبعاد رئيسها السابق الدكتور خلاف عبدالجابر من قائمة النواب المعينين. ويحسب لعبداللاه فتح ملفات متعددة في وقت قصير حيث بدأ الماراثون مع ضيف اللجنة الدائم الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية وواصله مع الدكتور احمد درويش وزير التنمية الادارية الذي اوضح ماتم انجازه في تطوير الجهاز الاداري للدولة وجاءت بداية الدكتور عمرو عزت سلامة مع لجنة الاسكان هادئة رغم التوقعات بسخونة اجتماعات اللجنة في ظل بعض القضايا الراهنة وأهمها سياسة التصرف في أراضي الدولة وقواعد تخصيصها خصوصا مع حضور المهندس أحمد المغربي وزير الاسكان للجنة لكنه تحدث عن خطة الوزارة وابتعد تماما عن الدخول في الموضوعات الشائكة. في ظل هذا التألق لرؤساء اللجان الجدد لم يتخلف رؤساء اللجان القدامي أو المستمرون في مناصبهم عن الركب وجاءت بداية دورتهم الجديدة مبشرة حيث كان الدكتور فاروق اسماعيل رئيس لجنة التعليم سباقا في عقد الجلسات الساخنة والمتميزة بحضور وزيري التعليم والتعليم العالي حيث بدأ بمناقشة مؤشرات نتائج الثانوية العامة ونظام القبول بالجامعات في ضوء سنة الفراغ واستطاع جمع اطراف ازمة الكتب الخارجية وحقوق الملكية الفكرية مما هيأ مناخا للتفاهم وتجاوز الازمة. واستعد الدكتور صالح الشيمي لمواجهة المشاكل المزمنة في الصحة والسكان والبيئة وناقشت اللجنة مع وزير البيئة ظاهرة السحابة السوداء والاثار الناجمة عن بقعة الزيت في مياه النيل. واصل محمد فريد خميس تقدمه في سباق انشط رؤساء اللجان بعدة اجتماعات ساخنة حول الوضع الحالي والمستقبلي لقطاع الكهرباء وسياسات تفادي عملية انقطاع التيار ووسائل تطوير الصناعة المصرية والبترول والثروة المعدنية بين الحاضر والمستقبل وبالطبع كان وزراء الكهرباء والبترول والصناعة حاضرين في هذه الاجتماعات. كذلك الدكتور حسين حجازي رئيس لجنة الزراعة الذي حقق أمنية اعضاء اللجنة بحضور وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد احد الاجتماعات واستمرت اللجنة في مناقشة مشاكل الفلاحين والقطاع الزراعي مع وزيري الزراعة والري. وفتحت لجنة الثقافة والسياحة والاعلام برئاسة الدكتور فوزي فهمي ملف تنشيط السياحة واستمعت لخطة زهير جرانة وزير السياحة لتنظيم الاستثمار السياحي وتطوير السياحة الخارجية وخطوات تشجيع السياحة الداخلية. بينما انشغلت الدكتورة فرخندة حسن رئيسة لجنة التنمية البشرية والادارة المحلية بكوتة المرأة في انتخابات مجلس الشعب لذلك لم تعقد اللجنة سوي اجتماعين فقط لمناقشة خطة عملها خلال الدورة الجديدة. يستمر المستشار رجاء العربي ملتزما الهدوء ومفضلا ابعاد اللجنة الدستورية والتشريعية عن الاضواء رغم مناقشتها طلبات النائب العام لاتخاذ الاجراءات القانونية لعدد من الاعضاء الذين وردت بشأنهم خطابات من وزير العدل ووافقت اللجنة علي الاذن بسماع اقوال عدد من الاعضاء ورفع الحصانة عن البعض الاخر. دخلت لجنة الشباب والرياضة المنافسة بقوة واثبت رئيسها الدكتور نبيه العلقامي ووكيلاها محمد ماهر وموسي بدران انهم مكسب كبير باعتبارهم يمتلكون خبرات رياضية وشبابية متميزة. اكدت اجتماعات لجنة النقل ان شوقي يونس هو افضل من يتولي رئاستها حيث فتحت اللجنة ملف النقل وتقييم خدمات النقل البري والبحري ودور وزارة الطيران في تنظيم موسم الحج هذا العام ويتوقع لها ان تكون لجنة فوق العادة وهي قادرة علي هز عرش لجنة الصناعة التي ظلت طوال السنوات الثلاثة الماضية في طليعة اللجان المتميزة. ويبقي التنافس ثلاثيا علي أكثر اللجان تميزا ونشاطا بين الصناعة والنقل والشئون العربية. عندما نتحدث عن اللجان لابد ان نذكر أماناتها فهي عامل رئيسي في تفوقها وتميزها ويبذل أمناء وأمينات اللجان جهدا كبير في اعداد التقارير وتجهيز الموضوعات التي تناقشها اللجان. تتغير الخريطة الوزارية في المجلس بعد اقتراب الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية والمهندس سامح فهمي وزير البترول من عضوية مجلس الشعب ويحتفظ الشوري بثلاثة وزراء هم اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية وعائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف والفرصة متاحة لزيادة عدد الوزراء في حالة تعيين احدهم بديلا للدكتور شهاب أو النائب الراحل أحمد ماهر ويمكن أيضا دخول احد الوزراء الانتخابات التكميلية في دائرة سامح فهمي وزير البترول في السويس او مكان احد النائبين فاروق صقر ومحمد ابوالمجد اللذين توفيا منذ ايام قليلة. يشهد الشوري منافسة من نوع خاصة بين الهوانم حيث يضم تشكيله الجديد 20 سيدة منهن 2 منتخبات هدي الطبلاوي نائبة كفر الشيخ وابتسام ابورحاب نائبة الوادي الجديد المستمرة من 2007 بالاضافة الي 18 نائبة معينة وتشتعل بينهن المنافسة التي لم تستطع احداهن حسمها في الدورة الماضية لتفوق معظم النائبات والتزامهن بحضور اجتماعات اللجان والجلسات ومشاركتهن المتميزة في الموضوعات التي تعرض علي المجلس. وتستمر المنافسة الراقية بين شباب وشيوخ الشوري ودائما ما ينتهي السجال بين الطرفين الي مكاسب عديدة للوطن والمواطن.