القمامة تغرق الشوارع والحكومة «ماعندهاش مقشة» القمامة المشكلة الكبري في شوارع مصر الآن، ورغم أن هذه المشكلة أصبحت أحد المصادر المهمة في الخارج للكسب والثروة لكننا مازلنا نعاني منها، القمامة التي تستوردها الصين لتعيدها لنا في شكل ملابس رياضية وأدوات بلاستيك، لا نعرف ماذا نفعل فيها فبعد ثورة يناير اختفت «المقشات" من الشارع المصري رغم بدائية الأدوات التي يستخدمها العمال في جمع القمامة فأنها أيضا اختفت لتترك الدولة المواطن أمام المشكلة فيتخلص من القمامة الموجودة في منزله وتلاحقه في الشارع وتؤدي لانتشار الذباب والأمراض وأحيانا كثيرة اعاقة الطريق، وكأننا اسقطنا الدولة ولم نسقط النظام. ولأن المواطن «الغلبان» يدفع فاتورة القمامة مرتين مرة علي فاتورة الكهرباء ومرة للزبال التقليدي الذي يأتي يوميا ليخلصه من قمامة البيت ويتركها أحيانا في الشارع، ولأن الحديث عن العقود الأجنبية التي ورطنا فيها النظام السابق مع شركات ايطالية وفرنسية مازال «محض كلام» فإن هذه الشركات هي الأخري تعلن بقوة أن حكومتنا المبجلة «مديونة» لها، مازالت مناطق بالقاهرة الكبري والمحافظات تتنفس قمامة، ففي منطقة أرض اللواء ومطار امبابة لا يجد بعض السكان ملجأ إلا القائها في الترعة الموجودة في المنطقة وهي امتداد «ترعة الزمر» ليدهشك المنظر بأكوام القمامة والتي تحلق حولها طيور غريبة وحشرات ويشعل فيها أصحاب المحلات النار علي أمل التخلص منها ويصعد الدخان للعمارات المقابلة لها. تقول سعاد أحمد «ربة منزل» الزبال لا يأتي بشكل دوري فأضطر لالقاء القمامة في الترعة أمام العمارة التي اسكن بها «هاعمل ايه» البيت لازم يكون نضيف والشارع مسئولية الحكومة بقي». بينما يري سامي عبد العظيم أن الحكومة مسئولة عما يحدث مسئولة عن القمامة الموجودة في البيت، وفي الشارع ايضا، خاصة انه يدفع رسوم علي فاتورة الكهرباء للقمامة ويمشي في الشارع يجدها بالأكوام ويسير بجواره اطفاله ويخشي عليهم من الأمراض. وفي منطقة بولاق الدكرور لا يجد السكان داخل شارع زنين ملجأ إلا ترك أكياس القمامة علي نواصي الشوارع الرئيسية علي أمل أن يأتي الحي ويرفعها بينما يلقي بها آخرون داخل الصناديق «الضيقة» وعندما تمتلئ، يظل المشهد كما هو وتقول مني محمود الصندوق موجود وغير موجود. ويقول محمود السيد (موظف بالدقي) انه ذهب لهيئة الكهرباء مطالبا برفع رسوم القمامة من الفاتورة وذلك بعد الثورة لأنه يدفع رسوما عن خدمة لا يحصل عليها إلا أن المسئولين ردوا عليه قائلين «مش انتوا عملتوا ثورة خلاص». ويظل الوضع علي ما هو عليه تظل الشوارع مليئة بالقمامة ويظل عمال القمامة «الغلابة» في الشمس بالشوارع يمدون أيديهم للمارة أيام المواسم لعل المارة يكونوا أرق حالا بهم من حكومتهم «الغائبة».