حالة من الإهمال لا مثيل لها في مستوي النظافة تشهدها محافظتا القاهرة والجيزه الآن فتلال القمامة تملأ الشوارع والميادين .. بدأ تراكمها في حي شمال الجيزة وإمبابة والدقي والعجوزة ،وامتدت أيضا الي شارعي فيصل والهرم فعمال النظافة لا وجود لهم في الشوارع وسيارات رفع المخلفات اختفت وأصبح التلوث هو سيد الموقف.. في الجيزة شركة النظافة الإيطاليه تصرخ لم نحصل علي مستحقاتنا عن العمل في حي شمال الجيزة والدقي .. وفي محافظة القاهرة لا يختلف الحال كثيرا عن الجيزة.. فالمحافظتان مشتركتان في الحدود والقمامة.. ففي معظم شوارع القاهرة احتلت القمامة الأرصفة، ووصلت إلي نهر الطريق وتراكمت بالمطرية والزيتون والزاوية الحمراء ومدينة نصر . في كل منطقة هناك شكوي ومشكلة تدور معظمها حول معني واحد القمامة تحاصرنا وعمال النظافه اختفوا وسيارات النظافة لانعرف لها سبيلا في منطقة إمبابة بادرنا أحد الأهالي قائلا: إن عمال النظافة اختفوا تماما حيث لم نرهم منذ 35 يوما تقريبا ولم تدخل سيارة النظافة الشارع الذي أقيم فيه بمنطقة المنيرة الغربية طوال هذه الفترة حتي أصبح الوضع لا يطاق خاصة ونحن ندفع رسوم النظافة شهريا مع فواتير الكهرباء ويجب أن نحصل علي الخدمة بشكل آدمي ولا أدري سببا وراء تدهور حالة النظافة بالمنطقة بعد أن كانت شبه ممتازة وكان عمال الشركة يمرون بشكل شبه يومي. أما محمود توفيق من أهالي المنطقة فيؤكد أن التلوث أصبح عنوان المنطقة فبعد أن كان شارع المطار نظيفا تحولت الجزيرة الوسطي إلي مقلب عمومي للقاذورات، كما تحول ميدان الشجرة إلي مقلب عمومي آخر وخاصة عند مدخل شارع بشتيل من شارع المطار، مشيرا إلي أن منطقة شارع المطار خاصة مكان سوق الجمعة أصبح مقلبا عموميا لأهالي المنطقة لا تخمد فيه النيران ويصدر التلوث بكل أشكاله. ويتساءل مواطن آخر: هل تستطيع الدولة ان تحل مشكلة القمامة وطفح المجاري في اكثر من منطقة من مناطق فيصل والهرم واغلب المدن المصرية ولماذا ندفع كل شهر رسوم النظافة طالما ان القمامة موجودة في كل الشوارع بمصر فنحن ندفع للزبال 5 ج شهريا وندفع للحكومة 9 جنيهات واظن الحصيلة كبيرة مع ارتفاع فاتورة الكهرباء فلماذا لاتقوم الحكومة بفلوس هذه الحصيلة بتغيير مواسير الصرف الصحي في اغلب المناطق وسفلتة الشوارع ورفع اكياس الزبالة وتقول عزة خالد : إن دعوة رمضان هذا العام هي (يارب يا كريم تساعدنا وتهدينا في هذه الأيام المفترجة وتجعل السادة المسئولين عن نظافة مصر يعملون بشكل عقلاني سليم ويعينون عمال نظافة جدداً ويرفعون مرتباتهم ويوفرون لهم المعدات والأدوات المطلوبة لتنظيف مصر وكل أحياء مصر (أحياء الفقراء قبل أحياء الأغنياء) ونشوف كل المدن والأحياء نظيفة وجميلة وتحيطها الأشجار علي الأرصفة بدلاً من الإشغالات التي تعيق حركة المواطنين من أكشاك وباعة مفترشين علي الأرصفة وكراسي المقاهي وخلافه) - حتي علشان ربنا يبارك لكم في الرسوم والأموال التي تحصلون عليها شهريا من المواطنين نظير النظافة...... ويقول باسم محمود: فيها أيه ......لو تم إسناد عملية نظافة مصر إلي شركات نظافة مصرية ... منها نقضي علي البطالة وفي نفس الوقت نضمن عدم خروج أموالنا للخارج وعدم رفع قضايا علينا من هذه الشركات الأجنبية- مع وضع شروط لإحكام الرقابة علي هذه الشركات ومتابعتها ومراقبتها يوميا ويؤيد نفس الرأي خالد سلامة قائلا :جماعة تورته نظافة مصر كبيرة وغنية ومربحة ويمكن توزيعها علي عدد من الشركات والكل يستفيد - قضاء علي البطالة - نظافة تامة - تدوير بعض المخلفات - سماد عضوي - تشجير - وخلافه ..... فقط نعمل بضمير بعيداً عن المصالح الشخصية - لأن طوفان الزبالة هيجر معاه الأمراض الخطيرة مثل الطاعون - الناموس وأمراضه الخطيرة - الذباب وخطورته علي الصحة العامة ....... ارجو من الله عز وجل أن يعمل جميع المحافظين ورؤساء الأحياء والمسئولين في هيئات النظافة علي حل هذه المشكلة الخطيرة قبل فوات الأوان... مشكلة خطيرة إحدي المسئولات بأحد أحياء الجيزة قالت : المشكلة أن مقلب القمامة الرئيسي بالمحافظة تم ضمه لمحافظة 6 أكتوبر وقت تقسيم المحافظة الي محافظتين ،وبالتالي محافظة الجيزة ليس لديها مدفن للقمامة حتي يتم نقل القمامة اليه ! كما أن الأحياء تقوم بنقل القمامة من مكان الي آخر أو نظافة الشوارع من باب المجاملة أو امتصاص غضب الرأي العام ولكن المشكله في الأساس ليست مشكلة الأحياء ولكنها مشكلة هيئة النظافة والتجميل والمحافظة التي تبرم العقود مع شركات النظافة حملات مكثفة علي الجانب الآخر كان رأي أحمد نصار رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة مختلفا حيث قال: إن الهيئة قامت بعمل حملات نظافة مكثفة بسيارات ومعدات الهيئة لرفع القمامة بأحياء الدقي والعجوزة وشمال الجيزة والتي تعمل بها الشركة الدولية لخدمات البيئة الشركة الايطالية وذلك لمواجهة الآثار المترتبة علي تعثر الشركة في أداء عملها لحدوث اعطال مفاجئة بسيارات ومعدات الشركة. وأوضح أحمد نصار أنه تم التنسيق مع الشركة القائمة بالأعمال بأحياء القطاع الشمالي بالدفع بحملات عمال نظافة ومعدات سيارات الهيئة لمساعدة الشركة في رفع القمامة وكنس ونظافة الشوارع علي مدار اليوم وذلك لرفع مستوي النظافة وعودة الشوارع إلي طبيعتها مؤكدا أنه يتم الدفع اليومي بالمعدات والعمال في الأحياء التي تعمل بها الشركة لرفع أي تراكمات أولا بأول. وأضاف أن الهيئة قامت بتقسيم كل حي إلي عدة مربعات سكنية وتسكين مجموعة من العمال والمشرفين بكل مربع وتخصيص المعدات اللازمة له لاحكام السيطرة ورفع المخلفات والتراكمات الموجودة علي مدار اليوم، موضحا أنه تم الدفع بعدد21 عامل نظافة في حي الدقي تم توزيعهم علي 6 حملات موزعة علي المربعات داخل كل حي. أما محافظة الجيزة فقد قررت اتخاذ إجراءات قانونية مشددة ضد شركة النظافة الإيطالية بفرض غرامات باهظة عليها وخصم مستحقاتها الخاصة برفع القمامة من أحياء العجوزة والدقي وشمال الجيزة، بسبب استمرارها في الإضراب عن العمل والذي أعلنوه قبل شهر وطلبت المحافظة من وزارة البيئة مساعدتها لإنقاذ الأحياء الراقية من تلال القمامة التي تراكمت في الشوارع فوافقت الوزارة علي دعم الهيئة بمعدات وسيارات لرفع ونقل القمامة. القمامة في القاهرة وفي محافظة القاهرة لا يختلف الحال كثيرا عن محافظة الجيزة.. فالمحافظتان مشتركتان في الحدود والقمامة.. ففي معظم شوارع القاهرة احتلت القمامة الأرصفة، ووصلت إلي نهر الطريق، وفي الزاوية الحمراء اصبحت القمامة» تلال« وشاركت المطبات في إعاقة حركة سير المواطن والسيارات.. الأمر لم يقف عند ذلك، بل إن صناديق القمامة »طفحت« حتي طرحت ما بجوفها إلي الخارج ليكون الناتج تراكم أكوام وتلال من الزبالة والقمامة، وكما يقول د. عادل ادوارد تكلا - صاحب صيدلية - أن صيدلته تطل علي ناصية شارع ابراهيم عبدالرازق بعين شمس الشرقية، وان ابواب الصيدلية أصبح من الصعوبة بمكان الوصول لها بعد أن تراكمت أكوام القمامة امامها منذ بداية شهر رمضان، ويشير د. عادل أن الصيدلية بدلا من أن تكون مسكنا لعلاج المرضي، اصبحت مأوي ومصدرا للأمراض بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من القمامة. لا للشركات وتوضح أم حسن - ربة منزل بالمطرية - أنها تدفع ثمن جمع القمامة مرتين، حيث يتم تحصيل 5 جنيهات شهريا علي ايصال الكهرباء نظير قيام عمال شركات النظافة لجمع القمامة، كما يتم تحصيل 5 جنيهات في نفس الشهر لعامل القمامة الذي يتعامل معه الأهالي بعد تراجع شركات النظافة في أداء واجبها. وتضيف: أن عامل القمامة أنصح من الشركات، حيث يقوم بجمع القمامة من العقارات والشقق ثم يفرزها ويحصل منها علي ما يحتاجه ثم يلقي ما تبقي في صناديق القمامة التابعة للشركات، وتطالب أم حسن برفع رسوم تحصيل جمع القمامة من فاتورة الكهرباء نظرا لعدم توافر الخدمة المقابلة، كما تنادي بضرورة عودة جامع القمامة مرة أخري، حيث يعرفه الأهالي، ويصلون إليه في أي وقت، ويقوم بعمله علي أكمل وجه. أمراض وحشرات وأمام أحد المنازل بالزيتون، وجدنا غزوا من الكلاب الضالة والقطط والحشرات والزواحف والقوارض يقتسمون الغنيمة علي الملأ، حيث الآلاف من أكياس القمامة التي يلقيها المواطنون امام هذه المنزل، وبحديثنا مع صاحبه ويدعي محمد خليل يقول ان المواطنين يدفعون رسوم تحصيل جمع القمامة، ولا يجدون من يجمعها، فيضطرون إلي إلقائها في الشارع، كما ان الصناديق المخصصة لجمع القمامة في الشوارع لا تكفي، وبالتالي ينتشر حولها أطنان من القمامة، موضحا انه قام بتوجيه شكوي إلي محافظ القاهرة لرفع القمامة من أمام منزله، وقام المحافظ بتحويلها إلي هيئة النظافة والتجميل، والذي كان ردهم »احنا بنجمع القمامة يوميا، ولا يوجد مشاكل«. ويضيف: أنه قام بمنع أولاده الصغار من النزول إلي الشارع خوفا عليهم من الاصابة بالأمراض نتيجة الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم أكوام القمامة، أو تعرضهم لأذي نتيجة الكلاب الضالة والقطط الوحشية التي تتغذي علي هذه القمامة. تجربة مريرة أما جمال عبدالرءوف - موظف - فيحكي تجربته المريرة مع القمامة فيقول إنه يصعب عليه البيئة المحيطة به عندما يقوم بالقاء القمامة في الشارع، ولكن لايوجد بديل، فالشركات اصبحت في خبر كان، كما ان اكياس القمامة والذي من المفترض الحصول عليها بعد تسديد الرسوم لا يتم تسليمها للمواطنين، موضحا انه اصيب بحالة من الاشمئزاز بعد تراكم القمامة في كل مكان، حتي بجوار المستشفيات والمدارس ودور العبادة والصيدليات.. هذا بجانب ان عمليات فرز القمامة اصبحت تتم في الشارع، وكأن الشارع اصبح مباحا لأي شخص أن يفعل فيه ما يحلو له دون مساءلة قانونية.. علي فكرة كلية الهندسة جامعة عين شمس يتواجد امامها اطنان هائلة من القمامة!