خلف جدران "جمعية جنود المسيح" للأيتام البنين، بشارع الحسيني بميدان صيدناوي، مازالت رائحة الحريق تفوح من الجدران، رغم مرور مايقرب من ثلاثة أشهر علي نهب المكان ثم حرقه وهدم اجزاء منه، فإن كل ركن بالمبني الذي تم تأسيسه من أجل عمل إنساني إجتماعي في 1945، شاهد علي اكبر هجمة شرسة ، من جماعة لا تعرف علي مدار تاريخها سوي الدمار والحرق وتعيش علي رائحة الدماء.. علي بُعد خطوات من كنيسة الامير تادرس الشاطبي، يوجد مبني الجمعية المحترق الملاصق لمحل ادوات منزلية، كان قبل 14 اغسطس أحد المشروعات التي تقوم بها الدار.. هنا يوجد 16 طفلا مسيحيا، يدرسون بمختلف المراحل التعليمية، من الإبتدائية حتي الثانوية العامة، أنقذتهم العناية الإلهية من الموت المحقق صباح الأربعاء المشؤم 14 اغسطس الماضي، عقب اقتحام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي للمبني، حيث تم تدميره وحرق أجزاء منه، وسرقة كل محتوياته، ومحل للأدوات المنزلية الذي كان أحد المشروعات والانشطة التي يُديرها الملجأ لسد احتياجات الأطفال حتي اغسطس الماضي. اقتحام وحرق يروي "عم جرجس" حارس الملجأ شهادته ل"الأهالي"، حول تفاصيل إقتحام ونهب وحرق المبني والمحل، كالتالي؛ "بعد حادث الإسكندرية الشهير الذي تم عرضه علي شاشات التليفزيون بقيام أحد الملتحين بإلقاء شاب من فوق بناية سكنية، طالب أبونا أفرايم رئيس الجمعية، بتسكين الأطفال لدي أقاربهم خارج مقر الدار، كإجراء حماية مؤقت لحين استقرار الأوضاع الامنية في البلد. وفي ظهر الاربعاء 14 اغسطس في تمام 2.30 وبعد حرق كنيسة الامير تاردس الشاطبي الموجودة في نفس الشارع، وحرق بعض المحلات التجارية المملوكة لمسيحيين بعد وضع العلامات (x)، قام الاخوان بالتوجه إلي مبني الملجأ مرددين هتافات الله اكبر الله اكبر وحسبي الله ونعم الوكيل.. وبدأوا في هدم السور الخارجي للجمعية، وحطموا غرف الاطفال والملعب والمطبخ وكسروا الباب الحديدي لمحل الادوات المنزلية الملاصق للجمعية، وبعد سرقته أشعلوا فيه الحريق الذي التهمه بالكامل". هدموا حجرتي أضاف عم جرجس؛ "أول ما فعلوه الإخوان عقب اقتحام الجمعية وكسر الباب الخارجي، قاموا بهدم الحجرة التي أقيم بها كحارس للجمعية، وحرق ما بها بالكامل، ولم يتبق منها شيئاً، بعدها أسرعت إلي أدوار المبني الواحد تلو الاخر مختبئا من أسلحة الاخوان والبلطجية الذين انتشروا في أدوار المبني كالجراد، حتي وصلت إلي الدور السادس الأخير، واختبأت خلف احد الأعمدة، لمدة 6 ساعات، حتي انتهت مهمة البلطجية وأنصار الرئيس المعزول، وقمنا بالاتصال بالشرطة والمطافي ولم يصل أحد". فكري عبدالنور عضو مجلس ادارة الجمعية، قال؛ أن الملجأ كان في بدايته أرض وقف للمرحوم أمين إبراهيم، لاستغلال المكان مستشفي أو ملجأ او مدرسة، وبالفعل تم استغلاله كملجأ للبنين، وتم استخراج الاوراق الرسمية في ذلك، وبدأ عمله الرسمي في رعاية 35 طفلا كمرحلة أولي، ثم بدأ في الانتشار بعد ذلك.ز أضاف عبد النور؛ ان الخسائر والتلفيات للجمعية ومحل الادوات المنزلية الملاصق لهما، وصلت إلي 3 ملايين جنيه، بالاضافة الي المبني المحترقة الذي يم يتم تقديره حتي الان. مضيفاً؛ أنه تم إخطار وزارة التضامن الإجتماعي بالتلفيات والخسائر، ونحن في انتظار التعويضات للآن، بحسب الوعود السابقة للحكومة، خاصة ان الجمعية تقوم برعاية 198حالة لأطفال داخل أسرهم. عادت الحياة إلي دار الايتام بعد شهر من نهبه وحرق اجزاء به، في 18 سبتمبر الماضي، قبيل العام الدراسي بأيام. أشار عضو مجلس ادارة الجمعية؛ "أن هناك عددا من رجال الأعمال قاموا بتقديم تبرعات للملجأ". يذكر أن الجمعية بها خمسة عمال لرعاية الأطفال، وستة موظفين إداريين، تم نقل مكاتبهم في مدخل الدار، بعد حرق المكاتب الإداراية والحجر.