بعد أيام.. تكون قد مرت علي عبور الجيش المصري لقناة السويس لتحرير سيناء أربعين سنة، وهو الحدث الذي يسجل صفحة جديدة مشرقة في تاريخ العسكرية المصرية. والآن.. يضطلع الجيش المصري بمهمة تحرير جديدة لسيناء، ليس من الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة، وإنما من جيش آخر من الإرهابيين الدوليين والمحليين الذين يريدون إعادة فصل سيناء عن مصر وتحويلها إلي «إمارة إسلامية» أو جزء من كيان آخر غير مصري يشكل قاعدة لضرب وتخريب بقية مصر وساحة يعربد فيها القتلة والمتعطشون للدماء ورجال العصابات المأجورة من بقايا عصور الظلام والتخلف والهمجية ويحاولون تفكيك الدولة واستنزاف الجيش تمهيدا لهدم كل منهما. هكذا تخوض مصر حربا كبري شاملة ضد الإرهاب العالمي، وعلي رأسها تنظيم «القاعدة»، وتستمر التضحيات الغالية وسقوط الشهداء مع استمرار العمليات لاقتلاع معاقل الإرهاب وأوكار الإرهابيين.. لإنقاذ المنطقة من خطر داهم يهدد باجتياح العالم العربي وإضعافه وإخضاعه للهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية. والمعروف أن محمد مرسي استدعي الإرهابيين من باكستان وأفغانستان، وأضاف إليهم إرهابيين أطلق سراحهم من السجون المصرية، وعمل علي تأسيس جيش من الإرهابيين يضم عدة آلاف مزودين بأسلحة متطورة لكي يكون نواة لجيش مواز للجيش المصري لضمان بقائه – هو وجماعته – في الحكم إلي ما لانهاية وهذا هو السبب في قيام محمد مرسي بمنع الجيش من تطهير سيناء من الإرهابيين ومن إغلاق إنفاق التهريب، والسبب في تحالفه مع تنظيم القاعدة. ومن هنا نهنئ قواتنا المسلحة بنجاحها في تدمير 390 بؤرة إرهابية و393 نفقا من 30 يونيو الماضي ومحاصرة الإرهابيين وقطع الإمدادات عنهم. والمؤكد أن الجيش المصري سيقضي، مع مرور الوقت، علي الإرهابيين ويستأصل الإرهاب، فهو أقدم الجيوش النظامية في العالم منذ أقدم العصور، كما أن العسكرية المصرية هي الأكثر عراقة منذ فجر التاريخ وسجلت بطولات خارقة في معركة «مجدو» – أيام تحتسم الثالث – ومعركة «قادش» أيام رمسيس الثاني، وتحرير القدس – أيام صلاح الدين – وهزيمة التتار في «عين جالوت»، وتحرير بلاد الحجاز والشام واليونان من الطغيان العثماني، بل إن جنود إبراهيم باشا كانوا يدقون أبواب الأستانة، وكانوا بصدد تحريرها لولا ضغوط الدول الأوروبية علي محمد علي. وفي مناسبة السادس من أكتوبر يجدد المصريون مساندتهم المطلقة لحرب تحرير سيناء، وهم علي ثقة من تحقيق الانتصار الحاسم علي أعداء الوطن.