ليس الخطر علي سيناء وحدها، ولكن الخطر علي مصر كلها. ومن هنا فالمعركة في سيناء لا يمكن أن تنفصل عن معركتنا الشاملة ضد الارهاب الذي يتمدد في كل انحاء مصر، ويتغلغل في كل شرايينها!! نعم.. الخطر علي سيناء لم يكن يوماً بهذه الشدة، وأعداء الخارج والداخل يتجمعون كما لم يحدث من قبل لتحويل سيناء إلي قاعدة للإرهاب، ولإضعاف قبضة الدولة المصرية هناك، ولفتح الباب امام مخططات اسرائيلية وغير إسرائيلية لتغيير خريطة المنطقة والعبث بحدود مصر. كل هذا صحيح، ولكن الصحيح أيضاً ان ما يجري في سيناء ليس منفصلاً عما يجري في قلب القاهرة، وأن المخططات ضد هذا الجزء العزيز من الوطن الذي إرتوي بدماء عشرات أو مئات الألوف من شهدائنا علي مر التاريخ.. لا تنفصل عن المخططات لتدمير الوطن كله ولاستمرار اخضاعه للتخلف والجهالة.. والتبعية!! لا ينبغي أن ننسي أن أعلام »القاعدة« التي ارتفعت في ميدان التحرير يوم جمعة قندهار هي نفسها الإعلام التي ارتفعت في نفس اليوم في يد الارهابيين الذين هاجموا العريش وحاصروا الشرطة وقتلوا جنودها. بالامس كانت عناصر الارهاب تعربد في سيناء تنشر الرعب وتقتل وتصيب العسكريين والمدنيين، وتتحدي الدولة، وتقول إن علينا أن نبحث عن أسلوب آخر للتعامل مع الموقف غير الاسلوب الذي نتبعه منذ كارثة استشهاد جنودنا عند معبر رفح وكان ذلك ايضاًِ يترافق مع الاحداث المؤسفة في قلب القاهرة حيث تم استغلال غضب المصريين جميعاً »أقباطاً ومسلمين« علي الفيلم السافل الذي حاول الإساءة للإسلام وللرسول الكريم لكي يرتفع الهتاف لبن لادن في قلب القاهرة! كل الجهود ينبغي أن تتوجه الآن للتعامل مع الخطر الداهم علي سيناء، ولاستئصال الارهاب من جذوره، ولاستعادة سيطرة الدولة علي هذا الجزء العزيز من أرض مصر. ولا مجال هنا علي الإطلاق لمواءمات علي حساب الوطن، او لقيود علي حركة قواتنا المسلحة! لكن السؤال يبقي: كيف يمكن ان ننجز هذه المهمة المقدسة بينما التطرف يكسب كل يوم أرضاً جديدة، والدولة المدنية تتراجع، والسلطة تخضع للابتزاز وتفرج عن الإرهابيين؟! كيف نخوض المعركة ضد القتلة الذين رفعوا أعلام القاعدة في العريش، بينما أعلامهم ترتفع في قلب القاهرة؟! الحقائق تقول إنه لا توجد الا إجابة واحدة صحيحة، ومع ذلك فالبعض يفضل أن يتصل بصديق!!