في الوقت الذي كان ميدان التحرير يشهد أول أمس معركة »مفتعلة« تجري تحت رايات الاسلام المفتري عليه.. كانت المعركة الحقيقية تجري في العريش ويتم فيها إهدار دم ابنائنا في القوات المسلحة والشرطة وابناء المنطقة وهم يدافعون عن هذه البقعة الغالية من أرض مصر أمام هجوم جماعات ارهابية تنشر الخراب وتهدد أمن الوطن. المعركة في ميدان التحرير كانت »مفتعلة«.. فلا الاسلام بمصر في خطر، ولا الشريعة غائبة كما زعم البعض لاثارة مشاعر ملايين المسلمين الحريصين علي دينهم، ولا الوثيقة الدستورية المقترحة فيها ما يمس الاسلام.. بل علي العكس.. فالمبادئ الدستورية الاساسية المقترحة كانت تؤكد علي التمسك بالمادة الثانية من الدستور السابق التي تنص علي أن الشريعة الاسلامية مصدر أساسي للتشريع، وتحصنها من أي محاولة لتعديلها في المستقبل.. ولو كان الأمر غير ذلك لما وافقت جماعة الاخوان المسلمين علي هذه المبادئ حين عرضت، وقبل ان تدخل الجماعات المتشددة علي الخط! هكذا كانت المعركة في التحرير »مفتعلة«. أما المعركة الحقيقية فكانت في العريش، وفي نفس الوقت (!!) وبعد احداث سابقة وتفجيرات ارهابية علي مدي سنوات، وتحركات لجماعات متشددة ترتبط بفكر »القاعدة« وتحاول ان تجد لها مستقرا علي أرض سيناء، ومن المؤكد أنها تجد العون من اطراف خارجية كثيرة لا تريد الخير لمصر، ومن عدو لا يخفي مخططاته المشبوهة لسيناء وخشيته من ثورة تعيد لمصر دورها ومكانتها. المعارك المفتعلة لن تشغلنا أبدا عن حماية الوطن ورص الصفوف جميعا وراء قواتنا المسلحة وهي تتصدي لهذا التآمر المشبوه والخطير، واتخاذ كل الاجراءات (العادية أو الاستثنائية) لمواجهة الموقف في سيناء، فالامر لا يحتمل المهادنة حين يكون الوطن في خطر. وليتأكد الجميع في الداخل والخارج، أن مصر لن تحكمها »طالبان« وأن سيناء لن تكون مرتعا للإرهاب، وأن من يراهن علي أن خلافاتنا الداخلية (الحقيقية أو المفتعلة) سوف تشغلنا عن مواجهة ما يمس الأمن القومي هو واهم، ولن يجد امامه إلا صفا واحدا من الجيش والشعب معا.. واسلمي يا مصر.