لاشك أن هناك تقصيرا من جانبنا في كارثة رفح. سواء في حالة الاسترخاء غير المبررة، أو عدم التعامل الجاد مع المعلومات الاستخبارية، أو في الطريقة التي واجهنا بها المخاطر علي سيناء.. سواء من جانب عصابات الإرهاب، أو من جانب عصابات التهريب، أو من جانب عصابات الصهاينة! كل هذا لابد أن ينتهي مع هذه الجريمة البشعة التي استهدفت مصر وجيشها الوطني. وهنا ينبغي ألا يكون هناك أي شك »عند أعدائنا قبل أصدقائنا« أن مصر كلها تقف وراء جيشها وقيادته وهو يخوض هذه المعركة التي لا مجال فيها للتراجع أو المساومة أو المهادنة.. فالوطن في خطر، ومصر علي مدي تاريخها تعرف جيدا كيف تتوحد في لحظات الخطر. نعم.. حين تكون سيناء في خطر، فالوطن كله خطر، وحين يكون جيش مصر مستهدفا، فإن علينا أن نفتح العيون جيدا، وأن ندرك حجم التآمر من أعداء لا يزعجهم شيء بقدر أن يكون جيش مصر في الموقع الصحيح من النضال الوطني، وأن يكون هو والشعب يدا واحدة. وأظن أن حجم التآمر لضرب هذا التحالف منذ الثورة لا يعطي الفرصة لأي شك في أن ما حدث في رفح ليس منفصلا عن المؤامرة المستمرة لحصار ثورة مصر وضرب دورها.. واستنزاف جيشها الوطني. الوفاء للشهداء لن يكون فقط بالقصاص لهم من السفلة الذين شاركوا في الجريمة، ولكن قبل ذلك وبعده في وحدتنا جميعا لمواجهة الخطر، لتبدأ قواتنا المسلحة مهمتها المقدسة في استئصال كل جذور الإرهاب من علي أرض سيناء، وفي تأمين الحدود تأمينا كاملا، وفي ضرب أي تواجد مخابراتي أجنبي، وفي منع أي تسلل عبر الحدود، وفي بسط السيطرة الكاملة علي كل شبر من أرض سيناء.. وهنا ينبغي التأكيد علي أن الرد ينبغي أن يكون حاسما وسريعا، وأن أي تأخير فيه ستكون له أسوأ العواقب. كما ينبغي التأكيد علي أنه لا يمكن القبول بعد الآن بوجود عوائق أمام تحرك جيشنا الوطني لأداء مهمته في ضرب الإرهاب واستعادة السيطرة الكاملة علي سيناء، وأن أي حديث عن اتفاقات سابقة »بما فيها كامب ديفيد« ينبغي أن تحكمه قاعدة واحدة وهي أن المعاهدات لا تكتب لكي تسهل للعدو والإضرار بأمننا وتهديد أرضنا! أما عن غزة.. فنحن ندرك أن أهلنا هناك هم أحرص الناس علي أمن مصر، وندرك أيضا أن »حماس« لا يمكن أن تتورط فيما حدث، ولكنها هي المسئولة عن حكم غزة، وعليها أن تسلم أي متورط في هذه الجريمة، وأن تجيب علي كل علامات الاستفهام التي تملك إجابة عليها! نعرف الآن حجم الخطر، ولكننا نعرف أيضا أننا قادرون شعبا وجيشا علي هزيمته، و.. اسلمي يا مصر.