غير جائز وغير مقبول.. هذا التردد الحكومي في التعامل مع العدوان الإسرائيلي الأثيم، وهذا التخبط في البيانات حول سحب سفيرنا في الكيان الصهيوني!! إننا هنا لا نتعامل مع قضايا صغيرة مثل تعيين محافظ أو ابعاد مستشار وإنما مع كرامة وطن وسيادة دولة وأمنها الوطني، والمطلوب حين يقع الاعتداء أن يكون الرد حاسما والموقف واضحا والرسالة قاطعة في وجه العدو الصهيوني بأن دم الشهداء لن يذهب هدرا، وأن مصر الثورة لم يعد فيها »كنوز استراتيجية« يعتمد عليها وهو يعربد علي الحدود!! ولاشك أن العدو الإسرائيلي قد تلقي مثل هذه الرسالة من جماهير الثورة التي خرجت طلبا للثأر وتصحيحا لأوضاع لم يعد ممكنا أن تستمر بعد الثورة، ولاشك أيضا أن العدو الإسرائيلي يدرك الآن حماقة ما فعل حين أراد اختبار إرادة الثورة، ويدرك أن عليه أن يسدد ثمن جريمته كاملا، ويفهم تماما أن كل القواعد التي حكمت علاقته بمصر علي مدي ثلاثين عاما، ومنذ توقيع اتفاق السلام.. قد آن لها أن تتغير! ونحن لا نريد أن نتعجل الأمور، ولا أن ندخل في مغامرات غير محسوبة أو ننجر لفخ ينصب لنا أو لمؤامرة تستهدف الثورة وتريد تحقيق أطماع الأعداء في سيناء، ونحن أيضا نثق في أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة سيقود المعركة بما يحقق الهدف ويأخذ حق الشهداء ويعيد ترتيب الأوضاع في سيناء ويلغي كل القيود التي فرضتها المعاهدة وملاحقها علي حركة قواتنا المسلحة وتواجدها الفاعل علي كل شبر من سيناء الحبيبة. لقد أرادت إسرائيل اختبار إرادة مصر الثورة، وقبلها كانت عصابات الارهاب ترفع الرايات السوداء في سيناء وتتحدي الدولة وتمهد الطريق للتحرك الإسرائيلي الذي شملته أمريكا برعايتها مقدما بالتصريحات الوقحة والمستفزة لوزيرة خارجيتها حول الأوضاع في سيناء!! ولابد أن نكون مدركين لحجم المؤامرة وخطورة الوضع وضرورة التوحد الكامل بين الجيش والشعب في هذه المواجهة التي ستقرر الكثير في مصر وفي المنطقة، والتي لا يمكن التراجع فيها قبل أن تدفع إسرائيل ثمن جريمتها، وقبل استئصال أصحاب الرايات السوداء في سيناء، وقبل استعادة السيطرة الكاملة علي كل شبر من أرضنا دون قيود، وقبل أن نفرض علي واشنطون أن تراجع سياساتها وتدرك أن عصر التبعية قد ولي إلي غير رجعة!