غزة- وكالات الأنباء: مع استمرار حرب الإبادة والحصار الإسرائيلى ومنع دخول المساعدات الإنسانية، يشهد قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية فى تاريخها، حيث تضرب المجاعة مختلف مناطق القطاع، تزامنا مع تكثيف الاحتلال غاراته الوحشية على خيام النازحين ومراكز توزيع المساعدات.. فى الوقت نفسه، دعت حركة حماس إلى جعل الاحد المقبل يوما عالميا لنصرة غزة. واستشهد 62 فلسطينيا منذ فجر أمس أغلبهم فى مجازر قرب مخيم النصيرات وسط القطاع ، فى وقت استهدفت فيه قوات الاحتلال مجددا المجوّعين عند مراكز التحكم بالمساعدات. وقال مجمع ناصر الطبى إن فلسطينيا وأطفاله الأربعة استشهدوا بقصف شنته مسيّرة إسرائيلية على خيمة تؤوى نازحين فى منطقة المواصى غربى خان يونس جنوب القطاع. وقصف جيش الاحتلال المناطق الشرقية لمخيم البريج وسط القطاع بالتزامن مع إطلاق نار كثيف. وأعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة أن حصيلة عدد الشهداء الفلسطينيين تخطت عتبة ال60 ألفا فى حين وصل عدد المصابين إلى نحو 146 ألفا منذ بدء العدوان الاسرائيلى على القطاع. وقالت الوزارة إن مستشفيات القطاع استقبلت 113 شهيدا و637 مصابا خلال الساعات ال24 الماضية، منهم 22 شهيدا و199 مصابا من طالبى المساعدات. من جهته، كشف المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إن منع الاحتلال الإسرائيلى دخول الصحافة العالمية إلى القطاع جريمة تهدف طمس الإبادة والتجويع الممنهج ضد سكان غزة. وكشفت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية أن عدد الشهداء فى القطاع عند مراكز توزيع المساعدات الإنسانية ارتفع بأكثر من 8 أضعاف بين شهرى مايو و يونيو الماضيين، وذلك بالتزامن مع بدء عمل مؤسسة «غزة الإنسانية» المدعومة أمريكيًا وتعمل تحت إشراف إسرائيل. وأوضحت المجلة أن 800 فلسطينى استشهدوا فى يونيو الماضى أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية والخرائط تُظهر كيف تحوّلت نقاط التوزيع إلى أماكن مميتة. وأوضح مدير مستشفى الأطفال فى مجمع ناصر الطبى أن سوء التغذية فى القطاع غير مسبوق، مشيرا إلى أن الحليب لم يدخل القطاع خلال الأشهر الماضية. أما المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران فقال إن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة فى قطاع غزة. وأوضح أن الأطفال يصلون إلى المستشفيات فى غزة هياكل عظمية. وأكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا أن القطاع فى حاجة إلى 1000 شاحنة يوميًا لتجاوز المأساة الراهنة. كما طالب «الشوا» بفرض عقوبات على إسرائيل وملاحقتها قضائيًا بالمحاكم الدولية، مؤكدًا أن الأوضاع الحالية فى القطاع هى الأخطر منذ بدء العدوان. وأشار مدير الشبكة إلى أن كل لحظة تمر على قطاع غزة، يسقط فيها المزيد من الضحايا، سواءً جراء قصف الاحتلال المتواصل، أو الكارثة الإنسانية والمجاعة، والنزوح المتكرر. وفى تقرير مشترك، بشأن «الأمن الغذائى والتغذية فى العالم لعام 2025»، يتضح أن 100 % من سكان غزة فى مواجهة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد.