لقد أوضحت في كل الاجتماعات والتصريحات أنني أعتقد أنه لابد من الإفراج عن السيد «مرسي» وجميع السجناء السياسيين مع التمييز بين الأشخاص المتهمين في اتهامات أخري وبين أولئك المحتجزين، هذا ما قالته السيدة «كاترين أشتون» في البيان الذي أصدرته عن المفوضية الأوروبية بعد زيارتها لمصر، وتجاهل البيان أن «مرسي» واحد من هؤلاء الذين أسمتهم «المتهمين في اتهامات أخري»، ومن المعروف أن محكمة في الإسماعيلية كانت تحقق في عملية اقتحام السجون المصرية أثناء ثورة 25 يناير قد اتهمته قبل شهور وهو رئيس للجمهورية بالتخابر مع منظمة حماس والتعاون مع مسلحين منها ومن حزب الله، وأن هناك أمرا من النيابة العامة بضبطه وإحضاره. وإذا كانت السيدة «أشتون» والاتحاد الأوروبي الذي تمثله «داعمين حقا لهذا الشعب العظيم» ويريدون أن يروا مصر تمضي قدما في مستقبلها الديمقراطي فعليهم أن يحترموا مؤسساتها وقوانينها وهم يعرفون أن «مرسي» لا يحاكم بقانون استثنائي وأن من يسمونهم «المحتجزين» هم متورطون في حمل السلاح وارتكاب أعمال عنف ولن تحول «رجاءات» السيدة أشتون دون محاكمتهم ومعاقبتهم علي الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب والوطن أو توفير خروج آمن لهم. ويتحدث البيان أيضا عن «عملية شاملة للتأكد من أن هذا البلد ينتمي حقا للجميع»، فهل يا تري ينطبق وصف «الجميع» هذا علي هؤلاء الذين ارتكبوا أفظع الجرائم في حق مصريين عزل فعذبوهم وسحلوهم وألقوا بعضهم من فوق أسطح المنازل، كما أنهم يمولون ويسلحون العمليات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء بعد أن كان «مرسي» نفسه قد أفرج عن آلاف المتورطين في العمليات الإرهابية ليذهبوا إلي سيناء ويحاربوا الجيش والشرطة هناك لإخلاء جزء من شبه الجزيرة لتمدد إمارة حماس الإسلامية.. كان «مرسي» قد أفرج عن هؤلاء لأسباب تخص جماعته وأوهامها عن الخلافة وعلق علي فعلته هذه بنفس المنطق الشكلي الذي يحمله بيان «أشتون» أي أن تكون البلد للجميع. وبعد لقد علّم شباب «تمرد» السيدة أشتون درسا ثمينا في التعامل الموضوعي مع الحالة حين سألوها هل تقبل أن يعتصم مسلحون أمام منزلها؟ وسأل الشباب هذا السؤال لأن القاصي والداني يعرف أن اعتصامات «الإخوان» هي مسلحة وأنهم يخططون لاعلان ما يسمونه ب «الجيش الحر» ولا يستبعد الكثيرون أنهم يرتكبون بعض أخس الجرائم لإلصاقها بالقوات المسلحة والشرطة لزوم المتاجرة بالصور أمام الإعلام العالمي والتشهير بالمؤسسات الأمنية المصرية التي تناصر شعبها، ستكون مصر حقا بلدا للجميع لكن دون الإرهابيين.