الزناتي : نظمنا 143 دورة تدريبية بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية    انتخابات الشيوخ.. كلاكيت ثانى مرة    سعر الريال السعودي في ختام تعاملات اليوم 19 يوليو 2025    أسعار العملات الأجنبية في ختام تعاملات اليوم 19 يوليو 2025    الطعمية والاستثمار العقارى!    مدينة إنسانية أم معسكر اعتقال كبير    خارجية النواب: لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية يؤكد متانة التحالف العربي    زميل مرموش السابق يقترب من ليفربول    الدورى الجديد ينطلق 8 أغسطس وينتهى مايو 2026    انتشال جثتين أسفل أنقاض عقار الساحل.. وإخلاء 11 منزلًا    انخفاض واضطراب وأتربة.. درجات الحرارة المتوقعة غدا الأحد على كافة الأنحاء    القومي للمسرح يختتم ورشة الإخراج ويمنح شهادات المشاركة    صور وكواليس| أنغام تخطف القلوب بحفل استثنائي ومواصفات عالمية في افتتاح مهرجان العلمين    في حر الصيف.. احذر حساسية العين والنزلات المعوية    أسامة نبيه يدفع بتشكيل جديد لمنتخب الشباب فى الودية الثانية أمام الكويت    محافظ المنيا يتفقد محطة مياه "على باشا حلمى" وتوسعات "مطاى" لخدمة 150 ألف نسمة    احتجاجات غاضبة بالسويد ضد جرائم إسرائيل في غزة    تعويض إضافى 50% لعملاء الإنترنت الثابت.. وخصم 30% من الفاتورة الشهرية    حصاد الأسبوع    محمد رمضان يطرح أحدث أعماله الغنائية بعنوان «من ضهر راجل» (فيديو)    حسن سلامة: العلاقة بين مصر والسعودية أقوى من محاولات الفتنة والتاريخ يشهد    بديلًا ل وسام أبوعلي.. الأهلي يتحرك للتعاقد مع يزن النعيمات (خاص)    تنويه عاجل من «التنظيم والإدارة» بشأن مستندات المتقدمين لوظائف هيئة البريد    باحث روسي: موسكو لا تسعى لصراع مع واشنطن والمفاوضات بإسطنبول مؤشر إيجابي    «أمن قنا» يكشف ملابسات العثور على «رضيع» في مقابر أبوتشت    فيلم مصري يقفز بايراداته إلى 137.6 مليون جنيه.. من أبطاله ؟    جهاز المحاسبة الألماني يحذر من عجز محتمل في صندوق المناخ والتحول التابع للحكومة    الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدمت 5.47 مليون خدمة طبية مجانية خلال 4 أيام    قوات العشائر تسيطر على بلدة شهبا بريف السويداء    فستان جريء ومكشوف.. 5 صور ل نادين نجيم من حفل زفاف ابن ايلي صعب    ليالي المسرح الحر تختتم الدورة ال20 وتعلن نتائج المسابقات    التفاصيل المالية لصفقة انتقال راشفورد إلى برشلونة    براتب 900 يورو.. آخر فرصة للتقديم على فرص عمل في البوسنة ومقدونيا    ضبط 20 سائقًا يتعاطون المخدرات في حملة مفاجئة بأسوان (صور)    دون إبداء أسباب.. روسيا تعلن إرجاء منتدى الجيش 2025 إلى موعد لاحق    رئيس جامعة قناة السويس يوجه بسرعة الانتهاء من إعلان نتائج الامتحانات    هل يجوز للمرأة أن تدفع زكاتها إلى زوجها الفقير؟.. محمد علي يوضح    دعاء أواخر شهر محرم.. اغتنم الفرصة وردده الآن    بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح أسباب الهجرة النبوية    روسيا: مجموعة بريكس تتجه نحو التعامل بالعملات الوطنية بدلاً من الدولار    يومًا من البحث والألم.. لغز اختفاء جثمان غريق الدقهلية يحيّر الجميع    وزير الصحة يوجه بتعزيز الخدمات الطبية بمستشفى جوستاف روسي    محافظ كفرالشيخ ورئيس جامعة الأزهر يتفقدان القافلة الطبية التنموية الشاملة بقرية سنهور المدينة بدسوق    ليلى علوي نجم الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    داعية إسلامي يوضح أسرار الصلاة المشيشية    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال توفير التغذية الكهربائية لمشروعات الدلتا الجديدة    "بائعة طيور تستغيث والداخلية تستجيب".. ماذا حدث في المعادي؟    ضبط طن من زيت الطعام المستعمل داخل مصنع مخالف لإعادة تدوير زيوت الطعام ببنى سويف    إعادة الحركة المرورية بالطريق الزراعي بعد تصادم دون إصابات بالقليوبية    خبر في الجول - جلسة بين جون إدوارد ومسؤولي زد لحسم انتقال محمد إسماعيل للزمالك    هل خصم فيفا 9 نقاط من الإسماعيلي؟.. النادي يرد ببيان رسمي    برنامج تدريبي لتأهيل طلاب الثانوية لاختبار قدرات التربية الموسيقية بجامعة السويس    توقيع اتفاقيات تعاون بين 12 جامعة مصرية ولويفيل الأمريكية    الصحة: إجراء 2 مليون و783 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار    أسعار اللحوم اليوم السبت 19-7-2025 بأسواق محافظة مطروح    خالد جلال: معالي يشبه الغندور وحفني.. وسيصنع الفارق مع الزمالك    سوريا وإسرائيل تتفقان على إنهاء الصراع برعاية أمريكية    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريدة النقاش تكتتب: نهضة الجنوب.. دون مصر
نشر في الأهالي يوم 16 - 04 - 2013

هي مصادفة بحتة تلك التي جعلت البشارة التي قدمها الرئيس محمد مرسي لشعب السودان قائلا: إن هناك نهضة في مصر جعلتها تتواكب مع صدور تقرير التنمية البشرية لعام 2013 عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والذي وصل ترتيب «مصر» فيه إلي الموقع 112 من 186 دولة أجري فيها البحث حول نهضة الجنوب.. تقدم بشري في عالم متنوع. وتحتل مصر الموقع الثامن عشر ضمن ثماني وأربعين دولة متوسطة التنمية وقد سبقتها في هذا المضمار عشرات الدول سواء ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا أو التنمية البشرية المرتفعة، وتقع «كوبا» الفقيرة المحاصرة ضمن دول التنمية البشرية المرتفعة طبقا لمستوي التعليم والصحة والدخل ومستوي المعيشة.
وبعد صدور التقرير – الذي أنا علي ثقة أن أحدا لم يطلع الرئيس عليه قال «مرسي» لأمناء مكتبة الإسكندرية «إن النهضة شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء». هذا بينما ينظر المصريون حولهم تماما مثلما فعل «باسم يوسف» بحثا عن أي أثر لمثل هذه النهضة فلا يجدون إلا المزيد من الفقر والبطالة وانعدام الأمن واشتعال الأسعار وغياب أي رقابة علي الأسواق وانشغال الحكم بتحطيم مؤسسات الدولة الحديثة بهدف إلحاقها بالإخوان أو أخونتها علي حد التعبير السائد، من القضاء للإعلام ومن الشرطة للجيش، ومن المحليات إلي الوزارات والبقية تأتي.
يقول تقرير الأمم المتحدة اعتمدت معظم بلدان الجنوب التي حققت نموا كبيرا علي محركات ثلاثة هي الدولة الإنمائية الفاعلة، واختراق الأسواق العالمية، والابتكار في السياسة الاجتماعية.
ويضيف التقرير أن هذه المحركات ليست مستمدة من تصورات نظرية حول كيفية تفعيل عملية التنمية. لكنها كانت ثمرة التحول الملموس في التجارب الإنمائية في بلدان كثيرة، والواقع أن هذه البلدان كثيرا ما تخلت عن المناهج المحددة مسبقا، وإملاءات النهج المتبعة، ونأت بنفسها عن الوصفات العمومية المفروضة من مصدر واحد، وابتعدت عن نهج رفع الضوابط (أي تدخل الدولة) المطلق الذي نادي به توافق واشنطن. و«توافق واشنطن» يتضمن حزمة من السياسات والإجراءات التي وضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ودعمتها وزارة المالية الأمريكية بهدف إصلاح الأوضاع الاقتصادية والمالية في دول أمريكا اللاتينية في أعقاب أزمة المديونية الخارجية التي فجرتها المكسيك عام 1982. وهي حزمة ترتبط ارتباطا وثيقا بسياسات الليبرالية الجديدة القائمة علي تحرير الأسواق دون ضوابط، وانسحاب الدولة وتقليص انفاقها علي الخدمات العامة وخصخصة المشروعات المملوكة للشعب، وهي حزمة من السياسات ثبت فشلها في كل البلدان التي طبقتها كما أنها اطلقت ثقافة الربح السريع والمضاربة الرعناء، وأفسدت العلاقات الاجتماعية.
وكانت النتائج المأساوية التي وصلت إليها سياسات الليبرالية الجديدة المسماه بالتكيف الهيكلي والتثبيت الاقتصادي أحد دوافع البحث عن سياسات جديدة في الدول التي نهضت.. ولم تنهض مصر لأنها تشبثت بالليبرالية الجديدة في ظل «مبارك» و«مرسي» من بعده ورغم الروح التجريبية العملية التي يتسم بها التقرير الذي ينتقد النظرية ويركز علي التجربة فإنه يشير إلي منطلقين نظريين أساسيين ومسبقين تشترك فيهما كل تجارب النهوض في الجنوب التي تعامل معها. الأول هو وضع المساواة الاجتماعية نصب أعين المخططين، والثاني هو التركيز علي الإنسان في تحديد الأولويات بعد أن كان التركيز وفقا لتوافق واشنطن علي النمو في حد ذاته، أي علي المشروعات دون البشر فضلا عن التأكيد المستمر في كل فصول التقرير علي ضرورة استعادة دور الدولة التي عليها أن تهتم بتقليص رقعة التفاوض الاجتماعي أي تعمل وفقا لمبدأ المساواة ذلك «أن مجتمعنا الذي ينطوي علي نوافذ يستطيع البعض المروق من خلالها نحو الأعلي، لاتزال فيه نوافذ يسقط فيها كثيرون نحو الهاوية» علي حد تعبير عالم الاقتصاد الألماني «اولريش فيشر».
والاستثمار في البشر من خلال الصحة والتعليم وزيادة الانفاق الحكومي علي الخدمات العامة هو الطريق المضمون للنهوض. ويري التقرير أنه بحلول عام 2020 سيتجاوز مجموع الإنتاج لثلاثة بلدان نامية كبيرة أي البرازيل والصين والهند مجموع إنتاج ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
كذلك يشير التقرير إلي نمو الطبقة الوسطي في بلدان الجنوب ويتزايد في البلدان الثلاثة التي تتقدم بسرعة الضوء أي الهند والبرازيل والصين.
تنمو الطبقة الوسطي في الجنوب بسرعة من حيث الحجم والدخل والتوقعات فبين عامي 1990 و2010 ازداد حجم الطبقة الوسطي في الجنوب من 26 في المائة إلي 58 في المائة من مجموع السكان الذين يشكلون الطبقة الوسطي في العالم، وبحلول عام 2030 يتوقع أن يبلغ مجموع افراد الطبقة الوسطي في الجنوب80 في المائة من مجموع السكان الذين يشكلون الطبقة الوسطي في العالم، وأن تبلغ حصة هذه الفئة 70 في المائة من مجموعة الانفاق علي الاستهلاك، وسيكون حوالي ثلثي أفراد الطبقة الوسطي مقيمين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويري التقرير أن المساواة بين الرجل والمرأة وكذلك بين سائر المجموعات هي بحد ذاتها هدف مهم، لكنها أيضا ضرورة لتحقيق مختلف أبعاد التنمية البشرية. وتظهر الأبحاث التي أجريت لأغراض هذا التقرير أن تحسين تعليم المرأة أكثر أهمية لحياة الطفل من رفع دخل الأسرة، وفي مصر تجري علي قدم وساق محاولات استبعاد النساء من المجال العام ومحاصرتهن وفرض الوصاية عليهن.
ولكل هذه الأسباب تتحقق النهضة في الجنوب، ولا تتحقق في مصر رغم الوعود والخطابة … ذلك أن الفقر يتنافي مع مبدأ العدالة كما يقول التقرير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.