وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسى للأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية    الحبس عقوبة استخدام التخويف للتأثير على سلامة سير إجراءات الانتخاب    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 9 ديسمبر 2025    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر    تراجع سعر اليورو اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 أمام الجنيه بالبنوك المصرية    تفاصيل اجتماع وزير العمل مع مسئولي البنك الدولي    أسعار البيض اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر    جيش الاحتلال يعلن قصف بنى تحتية تابعة لحزب الله في لبنان    دبلوماسي أسبق: استقرار السودان ينعكس مباشرة على أوضاع ليبيا ومصر    13 خرقا إسرائيليا جديدا فى اليوم ال 60 لهدنة غزة    مدير الصحة العالمية يدين الغارات على روضة أطفال ومستشفى كالوجى بجنوب كردفان    روسيا تعلن إسقاط 121 مسيرة أوكرانية    الزمالك دون الدوليين في مواجهة كهرباء الإسماعيلية بكأس عاصمة مصر    موعد مباراة العراق والجزائر في كأس العرب والقنوات الناقلة    مروان حمدي مهاجما.. تشكيل منتخب مصر المتوقع أمام الأردن    اللجنة المشرفة على الجمعية العمومية في الزمالك تعلن فتح التسجيل    استعدادات مكثفة للشتاء.. محافظ البحر الأحمر يوجّه بخطة لصيانة مصارف الأمطار    الكلاب الضالة في مصر.. ما أسباب تفاقم الأزمة وهل تستطيع خطة الدولة السيطرة عليها؟    اليابان ترفع تحذيرات تسونامي بعد زلزال قوي شمال شرق البلاد    هندوراس تطالب بتنفيذ أمر اعتقال الرئيس السابق هيرنانديز بعد عفو ترامب    متحف اللوفر بين الإصلاحات والإضرابات... أزمة غير مسبوقة تهدد أشهر متاحف العالم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ماذا تعمل ?!    التعليم: عقد اختبار تجريبي لطلاب الصف الأول الثانوي في مادة البرمجة عبر منصة كيريو    الحكم على 10 متهمين بخلية هيكل الإخوان الإداري بالتجمع اليوم    مواعيد القطارات المتّجهة من أسوان إلى الوجهين القبلي والبحري الثلاثاء 9 ديسمبر 2025    لقاءات دينية تعزّز الإيمان وتدعم الدعوة للسلام في الأراضي الفلسطينية    تعرف على سعر سلندرات الألومنيوم في السوق المحلي اليوم الثلاثاء    للعلماء وحدهم    وزير المالية الأسبق: لا خلاص لهذا البلد إلا بالتصنيع.. ولا يُعقل أن نستورد 50 ل 70% من مكونات صادراتنا    العطس المتكرر قد يخفي مشاكل صحية.. متى يجب مراجعة الطبيب؟    الخشيني: جماهير ليفربول تقف خلف محمد صلاح وتستنكر قرارات سلوت    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    فلوريدا تصنف الإخوان وكير كمنظمتين إرهابيتين أجنبيتين    عوض تاج الدين: المتحور البريطاني الأطول مدة والأكثر شدة.. ولم ترصد وفيات بسبب الإنفلونزا    الرياضة عن واقعة الطفل يوسف: رئيس اتحاد السباحة قدم مستندات التزامه بالأكواد.. والوزير يملك صلاحية الحل والتجميد    من تجارة الخردة لتجارة السموم.. حكم مشدد بحق المتهم وإصابة طفل بري    أحمديات: مصر جميلة    "محاربة الصحراء" يحقق نجاحًا جماهيريًا وينال استحسان النقاد في عرضه الأول بالشرق الأوسط    الصيدلانية المتمردة |مها تحصد جوائز بمنتجات طبية صديقة للبيئة    كرامة المعلم خط أحمر |ممر شرفى لمدرس عين شمس المعتدى عليه    هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أوالزكاة؟    بفستان مثير.. غادة عبدالرازق تخطف الأنظار.. شاهد    خيوط تحكى تاريخًا |كيف وثّق المصريون ثقافتهم وخصوصية بيئتهم بالحلى والأزياء؟    المستشار القانوني للزمالك: سحب الأرض جاء قبل انتهاء موعد المدة الإضافية    الصحة: جراحة نادرة بمستشفى دمياط العام تنقذ حياة رضيعة وتعالج نزيفا خطيرا بالمخ    إحالة أوراق قاتل زوجين بالمنوفية لفضيلة المفتي    حظك اليوم وتوقعات الأبراج.. الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 مهنيًا وماليًا وعاطفيًا واجتماعيًا    نائب وزير الإسكان يلتقي وفد مؤسسة اليابان للاستثمار الخارجي في البنية التحتية لبحث أوجه التعاون    رئيسة القومي للمرأة تُشارك في فعاليات "المساهمة في بناء المستقبل للفتيات والنساء"    أفضل أطعمة بروتينية لصحة كبار السن    مراد عمار الشريعي: والدى رفض إجراء عملية لاستعادة جزء من بصره    مجلس الكنائس العالمي يصدر "إعلان جاكرتا 2025" تأكيدًا لالتزامه بالعدالة الجندرية    تحرير 97 محضر إشغال و88 إزالة فورية فى حملة مكبرة بالمنوفية    علي الحبسي: محمد صلاح رفع اسم العرب عالميا.. والحضري أفضل حراس مصر    أفضل أطعمة تحسن الحالة النفسية في الأيام الباردة    إمام الجامع الأزهر محكمًا.. بورسعيد الدولية تختبر 73 متسابقة في حفظ القرآن للإناث الكبار    لليوم الثالث على التوالي.. استمرار فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء الاقتصاد يطرحون حلولا للخروج من أزمة عجز الموازنة
نشر في الأهالي يوم 12 - 03 - 2013

التخبط السياسي والقرارات غير المدروسة في ظل اقتصاد يعاني من ضعف شديد كان من الطبيعي ان تكون ابرز نتائجه عجز ا في الموازنة التي تم التعامل معها بتهاون حتي اتسعت الفجوة بشكل مخيف مما يهدد بظهور شبح المجاعة فهل سنستطيع تدارك هذه الأخطار والتغلب علي الازمة التحقيق التالي يجيب عن التساؤل.
يقول الدكتورجودة عبد الخالق وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق يجب العمل علي خفض عجز الموازنة العامة بالعمل علي عدة محاور هي زيادة الأيرادات والاستثمارات وترشيد النفقات .ففي مجال الايرادات يقترح دكتور جودة فرض ضرائب تصاعدية علي الدخول مشيرا الي ضرورة الاستقرار علي السعر المناسب للشرائح المختلفة لأن الوضع الحالي الخاص بالشريحة معيب .حيث جاء قرار قانون رئيس الجمهورية رقم 101 لسنة 2012 بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة علي الدخل رقم 91 لسنة 2005 الذي كان يفرض ضريبة واحدة علي الدخل 20% فجاءت المادة الثامنة من قرار 101لتعفي أصحاب الدخل الأقل من 5 آلاف جنيه في العام من الضريبة . وتفرض ضريبة 10% من خمسة آلاف جنيه حتي 30 ألف . ومن 30 ألف حتي 45 ألف يدفعون ضريبة 15% . ثم من 45 ألف حتي مليون 20% وهذه الشريحة من 45 ألف جنيه حتي مليون جنيه شريحة طويلة جدا فالمفروض أن اقصر عدد الشرائح بحيث أحقق درجة أكبر من العدالة الاجتماعية بالنسبة للضريبة التصاعدية ثانيا ادخال أنشطة تحت مظلة ضريبة الدخل واقصد هنا الأنشطة المتعلقة بالتعامل في البورصة وتحقق ارباح من هذه المعاملات تفرض عليها ضريبة وليس علي المعاملات التي تخسر فهذه لن تدفع ضرائب لكن لا يعقل ان ناس تدخل في البورصة تبيع وتشتري وتحقق ارباح ثم لا تدفع ضرائب في حين أن الذي يذهب الي العمل ويشتغل يدفع 45 % في ضريبة الدخل .
ثالثا هناك موارد تقدمها الدولة للصناعات والمنتجين بأسعار متدنية جدا و أقصد بذلك موارد الثروة المعدنية التي تأخذها صناعة الاسمنت مثل الطفلة أو الحجر الجيري هنا من الممكن مراجعة هذه الاسعار مع الخبراء وزيادتها في حدود ضعف أو ثلاثة اضعاف وهذا يحقق موارد داخلية عامة ويحقق للشعب عائدا علي الموارد الطبيعية وفي الوقت نفسه يساعد في سد عجز الموازنة العامة .
مع اتخاذ الاجراءات والتدابير لضبط السوق فقضية ضبط الاسواق هذا هو التعبير الذي بستخدمه معناه أن يعمل السوق كآلية في المجال الاقتصادي دون أن يتمكن طرف سواء كان منتجا أو غيره من التحكم في السعر وفرضه علي باقي خلق الله . وهنا الادوات تكون جهاز حماية المنافسة لمنع الممارسات الاحتكارية وجهازحماية المستهلك هذان هما الجهازان المنوط بهما متابعة الأمر علي الأرض وهذا يحتاج الي ارادة سياسية أعتقد زن بعد الشروع في ثورة 25 يناير والحديث المتكرر عن العدالة الاجتماعية لابد ان هذا يوفر ارضية للارادة السياسية وتفعيل دور هذه المؤسسات .
تقليل الانفاق
فيما يتعلق بالانفاق رغم الاجراءات التي اتخذت قبل ذلك في ظل حكومة الجنزوري وتقليل الانفاق بنسب معينة الا ان الانفاق الحكومي ما زال يحتمل درجة أكبر من التخفيض باعتبار ان الوضع الاقتصادي الآن أسوأ مما كان عليه في ظل حكومة الجنزوري . بما يستدعي اتخاذ اجراءات اكثر صرامة للتعامل مع هذا الوضع لكن لا نريد ان نخفض كل الانفاق الحكومي لكي اوفر موارد تسد العجز في الموازنة العامة للدولة لأن هذا ممكن ان يزيد من حدة الانكماش في الاقتصاد فانا اريد ان اخفض الانفاق الحكومي الجاري علي الامور الجارية مثل شراء السلع والخدمات .
وانا عملت في الحكومة واعلم ان هناك امكانية كبيرة للتوفير في هذا المجال وبند شراء السلع والخدمات والانفاق علي البعثات والسفر سواء بداع أو بدون داع مثل سفر وزير الصناعة والتجارة لترويج للاستثمار في الخليج هذه رسالة مستفزة بصراحة اذا حسبنا التكلفة الخاصة بهذه العملية .
هذه انواع الانفاق التي سأقللها لكن في المقابل حتي لا ادخل الاقتصاد في دوامة الانكماش لابد أن نزيد من الانفاق في مجالات أخري حتي لا ينكمش الاقتصاد وهنا لابد ان ازود الانفاق الاستثماري مع الاخذ في الاعتبار ان تزويد الانفاق الاستثماري في مجالات لا تشكل ضغط علي قيمة الجنيه فاتحاشي المشروعات التي يكون فيها المكون المالي عالي لأنها ستضغط علي قيمة الجنيه وبقدم مجرد مثالا للاستثمار في مشروع له مواصفات ايجابية كثيرة جدا اولا يزود فرص العمل بأعداد كبيرة ويقلل الضغط علي قيمة الجنية ثالثا بيزيد الانتاج من خلال زيادة الانتاجية في قطاع الزراعة ويضخ دماء في شرايين صناعات كيماوية وهندسية في الاقتصاد ما هذا المشروع هو تأهيل شبكة الصرف المغطي في الوادي والدلتا .
التي تحمي الزرع من ارتفاع منسوب المياه في جوف الارض بحيث تخنق جذور الزرع هذه الشبكة انشئت منذ اربعين عاما في السبعينيات بعد اتمام مشروع السد العالي وخلال هذه الفترة الشبكة تآكلت وتدهورت بشدة وبالتالي تحتاج لتأهيل هذا التأهيل يحتاج الي تغيير طلمبات رفع وتغيير المواسير الممتدة في باطن الارض الخ المهندسون يعرفون هذه القصة وكل هذا تحت عنوان تأهيل الشبكة .
الفكر المطلوب
وبعد الانتهاء من تأهيل هذه الشبكة ستزيد الانتاجية في الزراعة علي الاقل بنسبة 20% ان لم يكن أكثر من نفس المساحة سنأخذ محصولا أكثر من 20% والباقي يفيد الفلاح ويفيد المجتمع ككل لأنه سيزود الانتاج ثانيا يخلق فرص عمل لأن هذا المشروع تأهيل شبكة الصرف المغطي مشروع كثيف العمالة وبالتالي من الممكن ان يمتص جزءا من الايدي العاملة العاطلة فيحل مشكلة البطالة ويخلق دخولا لهؤلاء العاملين فيحدث انعاش اقتصادي ثالثا يزيد الطلب علي منتجات الصناعات التي ستستخدم في تأهيل الشبكة مثلا مواسير ال«بي بي سي» التي تمتد تحت الارض والمحابس والمحولات وطلمبات رفع المياه الي آخره بالاضافة الي الاسمنت والحديد كل هذه صناعات تنتج محليا وانا بوسع لها السوق محليا من خلال هذا المشروع الذي سيكون له أثر وحتي لا نخفض الاقتصاد أكثر من اللازم اخفض الانفاق الحكومي الجاري وازود الانفاق الاستثماري ومن الممكن أن اقنع الفلاحين بأنهم يتحملون جزءا من تكلفة تأهيل الشبكة لأن اذا كنا سنزيد الانتاج بنسبة 20% ممكن يساعدني في ترشيد ال 10% بتحمل نصف التكلفة وانا ادفع الباقي .
هذا هو نوع الفكر المطلوب بطريقة غير تقليدية بالنسبة للتعامل ويحقق أمرين حتي يكون الكلام واضحا للاقتصاديين أول شيء الكفاءة ” يزود كفاءة الانتاج مما يزيد من نطاق العدالة برفع دخل الفلاحين .
ويستطرد دكتورجودة وهناك جانب آخر لزيادة الايرادات فيما يتعلق بالنسبة للواردات بوضع ضرائب جمركية رفع علي الواردات . بعض الواردات لابد من رفعها في الظرف الحالي لأنه في أزمة يعترف بها الجميع في مصر في ميزان المدفوعات والميزان التجاري به عجز شديد والجنيه المصري يتعرض لضغط كبير في قيمته كما نحن متابعين وفي ظل الازمة في ميزان المدفوعات من حق مصر كعضو في منظمة التجارة العالمية انها تفرض قيودا علي بنود معينة من الواردات بحيث انها تقلل الضغط علي ميزان المدفوعات وعلي قيمة الجنيه المصري للمحافظة علي الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي .
هذا الموضوع لم تتطرق له الحكومة من قريب أو من بعيد وميزته انه سيقلل الطلب علي النقد الأجنبي فيريح وضع الجنيه وسيزود موارد في صورة ضرائب جمركية للخزانة العامة تساهم في حل عجز الموازنة وبذلك اتعامل مع مشكلتين في وقت واحد باجراء واحد مشكلة عجز الميزان التجاري ومشكلة العجز المالي .
اعادة النظر
يؤكد دكتور فرج عبد الفتاح أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن هناك مدخلين للمساهمة في سد عجز الموازنة العامة المدخل الأول هو تنظيم الموارد والمدخل الثاني هو ترشيد الانفاق العام فيما يتعلق بتنظيم الموارد يجب العمل علي مكافحة التهرب وتحصيل المتأخرات المستحقة للحكومة واعادة حصر المجتمع الضريبي حصرا كبيرا علي مستوي الاصلاح المؤسسي ومن ناحية أخري يجب اعادة النظر في عمل تصاعد بالشرائح في ضريبة الدخل وفرض ضريبة تحقيق خدمة الاوراق المالية والارباح مع وضع الخسائر في الاعتبار اذا انتقلنا الي المدخل الثاني وهو ترشيد الانفاق العام يجب أن نضع حدا اقصي وحدا ادني للدخول تتماثل مع طبيعة المجتمع المصري أضف الي ذلك ان هناك مبالغ من الدعم يجب ترشيدها وضمان وصولها لمستحقيها ومن ناحية أخري فأنه يجب عدم التوسع في الانفاق الحكومي المخصص لشراء الأثاث وخلافه من نفقات سفر ووصول .ذلك هو المدخل لخفض عجز الموازنة العامة .
ويوضح دكتور فرج أنه لايوجد مايمنع مبرر الغاء قانون الحد الادني والحد الأقصي للدخول رغم استصدارها لأن هذه القوانين تتضمن نصوصا تسمح بالاستثناء واذا ما تم التوصل للاستثناء فإن القوانين تعد في حكم اللاغية . فهناك حد ادني وحد اقصي للأجور والقانون نفسه ينص علي “الا ماتم استثنائه “هذه الجزئية الا ما تم استثنائه ” يمكن تعميمها وهذا يعني الغاء القانون .
ويقر دكتور محمد جودة رئيس اللجنة الأقتصادية بحزب الحرية والعدالة ان قضية عجز الموازنة معقدة حيث نعاني من عجز مزمن منذ ثلاثين عاما تسبب فيه نظام مبارك حيث وصل الدين العام الداخلي والخارجي الي واحد ونصف تريليون جنيه مصري بلغت تكلفته هذا العام لأكثر من 240 مليار جنيه ما بين فوائد وأقساط وبالتالي أصبحت الموازنة العامة في مصر اشكالية يصعب علي اي حكومة أو أي وزير مالية التعامل معها. حيث تستهلك الاجور هذا العام 147 مليار جنيه حوالي ربع الموزانة. ويذهب 28 % من الموازنة لدعم الطاقة والسلع الاساسية . والربع الثالث يذهب لسداد فوائد الدين العام . وبذلك لا يمكن المساس بهذه البنود الثلاثة فلا يمكن خفض باب الأجور . كما أن هيكلة الدعم تحتاج خطة شاملة و توافق مجتمعي وفوائد الدين التزام اجباري لا نستطيع تخفيضها ومضطرين أن ندفعها في مواعيدها وبذلك يتبقي الربع فقط وكل الذي يستطيع فعله هو ترشيد النفقات و رفع كفاءة الانفاق و اعادة هيكلته ان جزءا كبيرا منه يذهب للاستثمارات العامة .
وبالتالي الحلول الحقيقية لعجز الموازنة هي كيفية البحث عن مصادر تمويل غير تقليدية لمشاريع الاستثمارات العامة والبنية الاساسية بعيدا عن الاقتراض مثل أقتراح الصكوك وموضوع الشراكة الخاصة والدولة . كما يجب اعادة هيكلة بند الدعم خاصة دعم الطاقة الذي استهلك هذا العام اكثر من 114 مليار جنيه . فإعادة هيكلة باب دعم الطاقة والسلع الاساسية ممكن خلال ثلاث سنوات نكون قضينا تماما علي قضية الدعم بحيث نضمن ان يكون دعما حقيقيا ويصل لمستحقيه مباشرا.
قرض الصندوق
ويؤكد دكتور رشاد عبده رئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية ان الحل الاساسي هو سرعة استعادة الأمن والأمان لعودة السياحة. قبل اصدار الرئيس القرارات التي أدت الي اشتعال وشق المجتمع الخاصة بالاعلان الدستوري ثم الاستفتاء علي الدستور والغاء دولة القانون و الديمقراطية صرح وزير السياحة باننا وصلنا ل70% مما كنا عليه من ايرادات السياحة في عام 2010 التي حققت 12.8 مليار دولار . أي خسارة قطاع السياحة مبلغ يقارب قرض الصندوق 4 مليار تقريبا. فعودة السياحة تعني تشغيل قطاعات أخري كثيرة وبالتالي زيادة الايرادات وتضيق فجوة عجز الموازنة وزيادة الاحتياطي النقدي بالعملة الصعبة .
ويضيف رشاد ان الامن والامان سيؤدي لعودة الاستثمارات الاجنبية و العربية. التي أصبحت حاليا صفر انما في 2010 اقل رقم كان 8.3 مليار دولار وفي 2009 كان 11.1 مليار دولار وفي عام الازمة 2008 كان 14.4 مليار دولار وقبل مغادرة الجنزوري الوزارة بأسبوع صرح ان مصر خرج منها خلال الخمس شهور الماضية 10 مليارات دولار استثمارات اجنبية كانت متوطنة في مصر. وهذا يعني تشريد عمالة ونقص كبير في ايراد الضرائب .
كما ان ال4000 مصنع الذي اغلق في الستة أشهر الماضية سيؤثر بالسلب علي التصدير و بالتالي علي العملة الصعبة. فغياب الأمن والامان أهم عامل في اتساع عجز الموازنة والحرمان من ايرادات متنوعة .كما ساهم الانفلات الامني الي زيادة المطالب الفئوية غير الموضوعية . مما ادي لانخفاض هامش الربح وعدم القدرة علي دفع الضرائب مماأدي لزيادة عجز الموازنة بدليل في العام الماضي كان عجز الموازنة 134 مليار جنيه وهذا العام وصل الي 171 مليار جنيه وسيصل الي 200 مليار وفق تصريح وزير المالية
ويضيف عبده يجب علي الحكومة أصدار مجموعة من التشريعات الجاذبة والضامنة لتشجيع الاستثمار والمستثمرين الجادين والشرفاء ولكن لم يصدر تشريع واحد بعد ثورة 25 يناير بل حدث العكس حيث صدر قانون بالغاء تراخيص الحديد وبدأ تقيد كثير من الشركات بأحكام قضائية والمطالبة بالغاء عقود الخصخصة بسبب اختلافات علي تقدير ثمنها الحقيقي.
المصارحة والشفافية ويواصل دكتور رشاد عبده حديثه قائلا يجب ضغط المصروفات الحكومية فالرئيس والوزراء من الإخوان يستعينون بعدد من المستشارين مثل الأرز لا نعلم ما هو عملهم علي وجه الدقة وماهي تكلفة مرتباتهم ولا نعلم حجم مصروفات الرياسة فمن حقنا ان نعرف . كما يجب ضغط مصروفات السلك الدبلوماسي في الخارج والداخل لتوفير عملة صعبة .
.كذلك لو صارحت الحكومة الشعب بشفافية وقالت للناس بوضوح الموقف الاقتصادي والواردات القادمة من الخارج وما بها من سلع مستفزة وطالبت المصريين بشراء المنتج المصري لانقاذ الصناعات المصرية عوضا عن المنتج الاجنبي .لأننا نستورد ب52 مليار دولار 20% منها سلع استفزازية يمكن توفيرها مثل طعام القطط والكلاب وغيرها وبذلك نوفر حوالي 11 مليار .
كما ان رفع الدعم قرار خاطيء فمصانع الطوب والاسمنت نرفع السولار عليهم من 1000 جنيه للطن الي 1500 والغاز يرفع من 4 الي 6 سيحدث امر من اتنين اذا كانت السلعة مطلوبة ومهمة والطلب عليها عاليا وكان المعروض قليلا سيحدث ان صاحب المصنع سياخذ فرق دعم الطاقة سيضعه علي التكلفة الاجمالية للمنتج ويبيعه اكثر ارتفاعا وبالتالي المستهلك هو الذي سيتحمل هذا الفرق وفي الاخر الدعم لم يصل للبسطاء من مستحقيه بل تحمله الفقراء والبديل الثاني ان المصنع لا يحمل علي المنتج فيتحول لمشروع خسران و يتوقف . ويشرد العمال وتزيد معدلات البطالة . فهذا يعد ضربا في الصناعات الوطنية ستحرم منتجات كنت تقوم بتصدرها لصالح المنتج الاجنبي وبذلك لن يكون عندك صناعات وستستوردها من الخارج وتدخل في متاهة اكبر والشعب يعيش في حالة من الازمات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.