شكشكة أوباما و المؤتمرات ضد العرب. 3 بقلم إقبال بركة ونستكمل ما بدأناه فى الحلقتين السابقتين عن حقيقة العلاقة بين الولاياتالمتحدة و العرب. اعترف أوباما في خطاب وداعه للبيت الأبيض بأن إدارته كان لا بد أن تصطدم ، وهي تسعى إلى رسم مشرق جديد، بالحليف السعودي القديم . وأن الوقت قد حان لكشف خطورة النسخة الوهابية من الإسلام ، والمسئولة عن التطرف من شبه الجزيرة العربية إلى جنوب شرق آسيا. ثم يقول : " في الحقيقة، ليست الوهابية وحدها هي المشكلة. لقد تناولت مراراً خطورة العنف الذي تمارسه جماعات شرق أوسطية، وحاولت فصل ذلك عن جوهر الإسلام ولكن الحقيقة هي أن الإسلام ذاته هو المشكلة (!) ، وأي فرار من ذلك إلى الحديث عن إساءة فهمه لن يقودنا إلى شيء" . وهكذا يعترف اوباما صراحة ان عدوه الأساسى هو الإسلام كدين وعقيدة، و لا حل لتلك المشكلة، فى نظره، سوى " أن يقوم المسلمون أنفسهم بإعادة النظر في نصوص دينهم، ويجنحوا إلى مصالحتها مع الحداثة، كما فعلت المسيحية قبل قرون.. وإلى أن ينفّذ المسلمون هذه المراجعة، فعليهم التأقلم مع الدكتاتوريات التي تحكمهم، إذ هي أفضل خيار للحد من خطرهم الكوني."! وبعيداً عن محيطه العربي يذكر اوباما أن العهدين القديم والجديد ذكرا خطر العراق اليوم، وتحدثا عن عقوبة الرب لطغاته، وما يهمه ألا تتكرر جرائم وحشية كالأسر البابلي لليهود. لذلك عملت إدارته على تطوير برنامج الطائرات من دون طيار للقضاء على مرتكبي التطرف العنيف في باكستان واليمن والصومال وسوريا، وتم التخلص من 5000 مسلم إرهابي، كان آخرهم 150 من حركة الشباب الصومالية. و يعتبر هذا البرنامج يتسق مع مذهبه في شن الحروب الاستباقية لحماية «المجمع الصناعي-العسكري الأمريكي»، وترسيخ ثقافة القوة التي يؤمن بها الأمريكيون . والنتيجة الحتمية وقوع آلاف الضحايا المدنيين " لقد اضطررنا إلى ذلك، لنضمن تصفية الإرهابيين المستقبليين"..! أما أكبر إنجازات إدارته فهو يعتقد انه وأد «الربيع العربي»، والسبب أن الثورات التي نشبت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2011 " هددت أمن صديقتنا، إسرائيل، التي نعد بقاءها في ذلك الجزء من العالم مرتبطاً ببقاء هُويّتنا نحن. ولهذا، نظرت أمريكا إلى تلك الثورات بصفتها خطراً كامناً لا بد من إجهاضه".. "وقد نجحنا بالتعاون مع حلفائنا في تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة، وقضينا على ما يسمى المولود الديموقراطي في مصر، ومنعنا السوريين من الحصول على الأسلحة التي توقف قصفهم الجوي، وسمحنا لحلفائنا الشيعة باستباحة سوريا وإغراقها بالدم، فلا مصلحة لنا من انتصار ثورة تهدد الشعب اليهودي، وتعزز نفوذ الإسلام المتشدد ". وأغرب ما جاء فى اعترافات اوباما ان الإدارة الأمريكية قررت إنهاء الخلاف مع إيران، بعد أن اكتشفوا أنها ليست مسلمة كما كان يُشاع (!) ، وأن التعاون معها هدفه كبح الإسلام السني، وهذا أكثر أهمية من الخلاف حول برنامجها النووي." وبالفعل، نحّينا الخلافات، وركّزنا على المشتركات، واتفقنا على وضع الشعوب العربية تحت التحكم"!! . انتهى كلام الرئيس الأمريكي الأسبق، أو اعترافاته ، فهل يعى العرب و المسلمون ما يحاق لهم من مؤامرات..؟!