أعددت للكتابة هذا الأسبوع عن حدث عظيم حدث فى مصر منتصف الأسبوع الماضى ومر علينا مرور الكرام، رغم ما يحمله من مؤاشرت بالغة الأهمية لما يتم من مشروعات نمو وتنمية فى جميع أنحاء مصر، ومد للشرايين تضخ مياه الحياة فى سيناء، وتستكمل تحرير هذا الجزء الغالى من أرضنا بالتعمير والزراعة.. زراعة الأرض والبشر والعمران، وإطلاق الكنوز التى تمتلئ بها، ووضع نهاية أبدية للمخطط الصهيونى بإبقاء سيناء مفرغة من الحياة ومن التنمية، ليسهل للصهاينة إعادة الاستيلاء عليها وتحقيق مطامعهم المستحيلة فى امتداد كيانهم الإرهابى من النيل إلى الفرات، ومحاولة إحياء ما أسقطه المصريون تحت أقدامهم من رموز للاستعمار القديم الذى لم تتوقف أطماعه فى إعادة السيطرة على قناة السويس ومدنها والمنطقة المحيطة بها كلها، والثأر المبيت لما فعله المصريون من أبناء المنطقة من انتصارات وإفشال للمخططات وإعادة القناة والمنطقة لأبنائها.. أتحدث عن إنجاز المرحلة الأولى من عبور مياه النيل إلى ترعة السلام عبر سحارة سرابيوم، أو العبور الثانى بالنمو والتنمية والتعمير والذى كان يجب أن يستكمل به العبور الأول والنصر العسكرى فى اكتوبر 1973.. أتحدث أيضا عن محاولة غريبة ومدهشة، ما سر الإحياء لها الآن فى زمن تحاول فيه قوى الاستعمار الحديث الأمريكية والصهيونية استكمال إسقاط المنطقة، وكسر إرادة شعوبها وإرادة ترسيم حدودها بدماء أبنائها بأيدى وبتنفيذ وبوكالة الجماعات الإرهابية والقوى الإقليمية العميلة.. وسط ما تشهده منطقة القناة خاصة فى بورسعيد من تحد ومواجهة لهذه المخططات بالتعمير والإحياء وإطلاق القوى والطاقات الوطنية، خاصة فى الشباب ما معنى المحاولة الآثمة لإعادة تمثال ديليسبس فوق القاعدة التى اسقطه من فوقها الفدائيون وأبطال الفرق العشرة لعدوان 1956 رمزا لانتصار مصر على جيوش الغزو الثلاثية الإنجليزية والفرنسية والصهيونية.. لماذا الآن ووسط ما ترتكبه المخططات الأمريكية والصهونية وحلفاؤهم لتدمير المنطقة.. لماذا يراد رفع تمثال ديلسبس.. رغم كل ما ارتكبه من جرائم بحق المصريين وقناتهم وحقوقهم فيها.. ومن لم يقرأ التاريخ عليه ان يعيد القراءة جيدا .. لماذا يراد الآن إعادته الى مكانه فى مدخل القناة.. هل قررنا أن نلغى نصر 1956 من تاريخنا؟! لقد أرجأت مواصلة الكتابة عن عبور مياه النيل إلى سيناء عبر سحارة سرابيوم أو العبور الثانى - على ضرورتها وأهميتها لأ تناول حدثا مهما تشهد القاهرة بدايته ساعة كتابة هذه السطور هو زيارة العاهل السعودى الكبير الملك سلمان بن عبد العزيز.. وقد ذكرت فى أكثر من مجال إعلامى وردا على تساؤلات عن رؤيتى للأهمية التى تمثلها الزيارة - وأفضت فى أهميتها البالغة فى ظل أحداث مصيرية تشهدها الأمة وتفرض على جميع الأمناء عليها شعوبا وقيادات أن يستنضهوا ويعظموا مقومات صلابة وجمود واستقواء هذه الأمة- وفى مقدمتها وحدة صفوف وقوى ماتبقى من دولها صلبا ومتماسكا، وأن يرسموا خططا ورؤى مشتركة لتواجه وتعالج وتتصدى بشجاعة وحكمة لجميع المهددات والمخاطر، وما نفذ ومازال يعد ويجهز من مخططات لا يحتاج صاحب ضمير وحس قومى ما يدله عليه، ولديه فيما آلت إليه أوضاع ومصائر شعوب دول كبيرة مثل العراقوسوريا خير شاهد على المأساة التى تترصيد الأمة كلها وفى القلب منها الأكبر مصر والسعودية - وعلى قدر ماقيل حقا وصدقا عن أهمية الزيارة للبلدين وضرورات الحياة والإنقاذ التى تمثلها فقد أضيف بعد آخر يزيد وضوح ما يمتلئ به مشهد الأمة من مآزق لم تشهدها فى تاريخها ولماذا لم تتوقف محاولات الايقاع والتفرقة بين البلدين ليسهل افتراسهما فرادى وإحياء ما أسقطه المصريون بخروجهم العظيم فى 30/6 ليستعيدوا ثورتهم من مختطفيها وليوقفوا تمادى وتنفيذ المخطط الأمريكى الصهيوني.. فقد وصلتنى أجزاء من رسالة منقولة عن إحياء المواقع الأمريكية مقتطفة من كلمة أخيرة للرئيس الأمريكى تاريخها 23 مارس.. وأرى فيها تطاولا واستعداء على الأمة وعلى شعوبها وإصرارا على استكمال مخططات تمزيقها وإنهاء دور الدولة الوطنية وإعادة فرض ورسم حدود تمزيقها الجديدة بدماء أبنائها وباستخدام جميع القوى المعادية لها وبما ويوجب وقفة ومساءلة إذا كانت هذه التصريحات صحيحة وإذا كان هناك ضمير إنسانى قادر على أن يتحدث باسم الشعوب التى انزلت بها الإدارة الأمريكية الكوارث ونفذت المخططات التى يعترف بها رئيسها - ومن جانب آخر أرى فى هذه التصريحات الخطيرة للرئيس الأمريكى شهادة على مدى أهمية وضرورة وقيمة زيارة العاهل السعودى الكبير والتقارب المصرى السعودي.. وماسيترتب من نتائج ايجابية فى جميع المجالات للبلدين وللأمة كلها بإذن الله.. ولا أرى مايدل على سلامة هذه التصريحات من شهادات الواقع الأليم الذى يواصل المحاولات الآثمة لاقتلاع الأمة من جذورها.. ومن وجودها!! لقد أبقينا على وجود لنا فى الطرق جعلناه قسمة بين ميليشيات شيعية تقمع السنة وتأخذه بعيدا عن محيطه العربي. ينبغى ألا ننسى أن العهدين القديم والجديد حدثانا عن خطر العراق اليوم وعن عقوبة الرب لطغاة ذلك الرب، وقد بدأ سلفى تحريرها وأكملت المهمة حتى لاتتكرر وحشية كالأسر البابلى لليهود كما عملت ادارتى على تطوير برنامج الطائرات من دون طيار للقضاء على مرتكبى التطرف العنيف فى باكستان واليمن والصومال وسوريا، فجرى التخلص من خمسة آلاف مسلم إرهابى كان آخرهم 150 من حركة الشباب الصومالية هذا البرنامج المتفق مع مذهبنا فى سن حروب استباقية ضرورى لحماية المجتمع الصناعى العسكرى الأمريكى وترسيخ ثقافة القوة التى يؤمن بها مجتمعنا.. هل وقع ضحايا مدنيون؟ نعم بالآلاف لقد اضطررنا الى ذلك لنضمن تصفية الارهابيين المستقبليين. ولكن أكبر إنجازات إدارتى هى وأد الربيع العربى فأنتم تعلمون أن الثورات التى نشبت فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا عام 2011 هددت أمن صديقتنا إسرائيل التى نعد بقاءها فى هذا الجزء من العالم يرتبط ببقاء هويتنا نحن ولهذا نظرت أمريكا إلى تلك الثورات بصفتها خطرا كامنا لابد من إجهاضه، وقد نجحنا بالتعاون مع حلفائنا فى تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة وقضينا على المولود الديمقراطى فى مصر!! ومنعنا السوريين من الحصول على أسلحة لوقف القصف الجوى وسمحنا لحلفائنا الشيعة باستباحة سوريا وإغراقها بالدم، فلا مصلحة لنا فى انتصار ثورة تهدد الشعب اليهودى وتعزز الإسلام المتشدد !! وفى النهاية قررنا إنهاء الخلاف مع ايران بعد أن اكتشفنا أنها ليست مسلمة كما كان يشاع وأن التعاون معها لكبح الإسلام السنى أكثر أهمية من الخلاف حول برنامجها النووى وبالفعل نحينا الخلافات وركزنا على المشتركات واتفقنا على وضع الشعوب العربية تحت التحكم، وكان لابد أن تصطدم إدارتى وهى تسعى الى رسم مشرق جديد بالحليف السعودى القديم.. وفى الحقيقة ليست الوهابية وحدها هى المشكلة لقد تناولت مرارا خطورة العنف الذى تمارسه جماعات شرق أوسطية وحاولت فصل ذلك عن جوهر الاسلام لكن الحقيقة أن الاسلام ذاته هو المشكلة وأى قرار بعد ذلك بالحديث عن إساءة فهمة لن يقودنا إلى شيء.. ان على المسلمين أن يعيدوا النظر فى نصوص دينهم ويجنحوا الى مصالحتها مع الحداثة كما فعلت المسيحية قبل قرون.. وإلى ان ينفذ المسلمون هذه المراجعة فعليهم التأقلم مع الديكتاتوريات التى تحكمهم إذ هى أفضل خيار للحد من خطرهم الكوني. أعزائى الامريكيون سأخرج من المكتب البيضاوى وقد وضعت امريكا على مفترق طرق آخر... ولكن مفترق طرق للأمان والسلام بارك الرب أمريكا. مافى الخطاب من مخططات أوصلت الأمة الى ماوصلت اليه ومن حقوق وتغول أعطته هذه الإدارة لنفسها ومافعلته بشعوب ودول المنطقة لصالح الكيان الصهيونى التى اعتبر الرئيس الامريكى أن بقاءها فى هذا الجزء من العالم يرتبط ببقاء هوية الأمريكيين!!.. ومايعيد تأكيد أن التصحيح لأمورنا يجب أن يكون بأيدينا، وأن أعظم ماحققه غضب شعوب المنطقة وثوراتها يجب أن يكون استعادة السيادة لشعوبها والقيادة لدولها عبر جهود متواصلة لبنية ديمقراطية مدنية حديثة... وأن الإرهاب وجماعاته صناعة أمريكية وأن صعود التيارات المتطرفة تم بدعم أمريكى وأن التلاقى المصرى السعودى يمثل نقطة ارتكاز بالغة الأهمية لمواجهة المخاطر التى تترصد الأمة، وأن هذا التلاقى لن يغفل معالجة مصادر التطرف والارهاب وتوفير مقومات ومسارات تعزيز قوى الأمة وسيادة شعوبها. أهلا بالعاهل السعودى الكبير.. وحفظ الله ما حققته الزيارة من حقد الحاقدين.. ولعلها تكون الخطوات الأولى لبعث وبدايات نظام عربى جديد. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد