العرب مشغولون هذه الأيام بقانون الكونجرس الأمريكي الجديد، الذي يعطي لأهالي ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر بنيويورك،الحق في المطالبة بتعويضات من الدول التي شارك أحد رعاياها في هذه الجريمة، ويهدف القانون إلى مصادرة الأرصدة والأموال العربية فى البنوك الأمريكية، ويرى البعض أن المقصود به هو المملكة العربية السعودية الشقيقة، رغم علاقتها الوثيقة بالولاياتالمتحدةالأمريكية. والحقيقة التى لامراء فيها، وكل الدلائل والشواهد، تؤكد أن أمريكا هى ألد أعداء الإسلام،وأنها الشيطان الأكبر والعدو الأصيل للعرب والمسلمين، مهما تظاهر حكامها بغير ذلك.. ومن يشك فى ذلك عليه أن يقرأ الخطاب الأخير للرئيس أوباما الذى طالما خدعنا بمعسول الكلام والوعود الخادعة، خاصة فى مستهل ولايته الأولي، عندما ألغى خطابه الشهير بجامعة القاهرة بادئا كلامه بقوله: السلام عليكم.. وإذا بالأيام تمر حاملة الكوارث والمصائب للعرب والمسلمين، كما لم يحدث من قبل، فتتمزق الأمة وتسيل دماؤها أنهارا.. ثم نكتشف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، هى الفاعل الحقيقى لكل هذه الكوارث بالتعاون مع بعض القوى الإقليمية فى المنطقة. ونظرة سريعة لخطاب الوداع للرئيس أوباما،تكشف عن جانب من السجل الأسود للإدارة الأمريكية فى عهده، ضد الدول العربية لمصلحة إسرائيل.. يقول الرئيس الأمريكى فى خطابه الأخير بالحرف الواحد. لقد نجحت إدارتى فى الخروج من العراق، لكننا أبقينا على وجود لنا فيه، وجعلناه قسمة بين مليشيات شيعية تقمع السنة، وتأخذ العراق بعيدا عن محيطه العربي، وهنا يجب ألا ننسى أن العهدين القديم والجديد، حدثانا عن خطر العراق اليوم، وعن عقوبة الرب لطغاة ذلك البلد. وقد قمنا بالمهمة، حتى لا تتكرر جرائم وحشية كالأسر البابلى لليهود. ثم يفتخر أوباما أمام شعبه، بأنه طور برنامج الطائرات بدون طيار للقضاء على الإرهابيين المسلمين - كما يسميهم - مضيفا أنه تم بالفعل التخلص من خمسة آلاف منهم فى باكستان واليمن والصومال وسوريا، كان آخرهم 150 من حركة الشباب الصومالية.. معترفا أنه خلال هذه العمليات، قد وقع ضحايا مدنيين بالآلاف. ونحن مضطرون لذلك لتصيفة الإرهابيين المحتملين!! ويكشف أوباما فى أخطر فقرات خطابه، عن أكبر انجازات إدارته كما قال وهي: وأد «الربيع العربي ».. فأنتم تعلمون - والكلام للرئيس الأمريكى - أن الثوارت التى نشبت فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2011 ، قد هددت أمن صديقتنا إسرائيل التى نعتبر بقاءها فى ذلك الجزء من العالم، مرتبطا ببقاء هويتنا نحن.. ولذلك نظرت أمريكا إلى تلك الثورات، بصفتها خطرا كامنا لابد من إجهاضه. ثم يضيف أوباما: لقد نجحنا مع حلفائنا فى تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة، ومنعنا السوريين من الحصول على أسلحة توقف القصف الجوي.. وسمحنا لحلفائنا الشيعة، باستباحة سوريا وإغراقها بالدم. فلا مصلحة لنا فى انتصار ثورة تهدد الشعب اليهودي، وتعزز نفوذ الإسلام المتشدد..كما قررنا إنهاء الخلاف مع إيران، بعد أن اكتشفنا أنها ليست مسلمة - كما كان يشاع - وأن التعاون معها لكبح الإسلام السني، أكثر أهمية من الخلاف حول برنامجها النووي. وبالفعل نحينا الخلافات.. واتفقنا على وضع الشعوب العربية تحت السيطرة. ويختم أوباما حديث عن عالقة إدراته بالسعودية، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لكشف خطورة النسخة الوهابية من الإسلام - كما يسميها - ويعتبرها المسئولة عن التطرف من شبه الجزيرة العربية إلى جنوب شرق آسيا. ويذهب إلى أبعد من ذلك، معتبرا أن الوهابية ليست وحدها المشكلة،ولكن الحقيقة أن الإسلام ذاته هو المشكلة!! وأن على المسلمين أن يعيدوا النظر فى نصوص دينهم، ويجنحوا إلى مصالحتها مع الحداثة، كما فعلت المسيحية قبل قرون.. وإلى أن ينفذ المسلمون هذه المراجعة، عليهم التأقلم مع الديكتاتوريات التى تحكمهم، لأنها أفضل خيار للحد من خطرهم الكونى!!هذه هى نظرة حكام الغرب للإسلام والمسلمين، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى أفصح عن أحد جوانبها الرئيس أوباما فى هذا الخطاب الخطير الذى يجب أن تتناوله مراكز الدراسات الاستراتيجية عندنا بالبحث والدراسة والتمحيص، لأهميته وخطورته التى تجعلنا لا نخشى على العالم العربى فقط، بل على مصر أيضا.. قال تعالى: «قد بدت البغضاء من أفواهم وما تخفى صدورهم أكبر .» صدق الله العظيم