■ بقلم: إسلام الكتاتني عزيزتي القارئة.. عزيزى القارئ.. من خلال مقالاتنا الأربع السابقة وفى هذا المقال الأخير من هذه السلسلة والتى كانت بعنوان: (عاش وزير توت عنخ آمون) والتى حاولت أن أسلط الضوء فيها على سيرة نبيل من نبلاء مصر الشرفاء والذين سطروا اسمهم بأحرف من نور في سجل الخالدين وهو.. (مرقص باشا حنا) الوزير الذي حافظ على مقبرة (توت عنخ آمون) واستردها كاملة غير منقوصة بعد أن تحدى دولة الاحتلال (بريطانيا العظمى) وابنها المدلل (هيوارد كارتر) والذى حاول أن ينسب هذا الاكتشاف العظيم لنفسه، لا إلى طفلنا العظيم (حسين عبدالرسول) المكتشف الحقيقى للمقبرة.. وفى هذه المقالات أيضاً حاولت أن أزيل الشبهات عن الحضارة المصرية القديمة والادعاء بأنها حضارة وثنية لم تكن مؤمنة ولا موحدة بالله- عز وجل- ورددت على المرجفين فى المدينة والذين يحاولون جاهدين ترسيخ هذه السرديات والروايات المضللة عن التاريخ المصرى القديم وأجدادنا العظام، لذا يسرنى فى هذا المقام وأنا أختم هذه السلسلة وأن أدعو إلى المبادرات الآتية: أولا: تكريم هذه الشخصيات النبيلة والتى يرجع لها الفضل فى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون والحفاظ عليها من الضياع وهم (مرقص باشا حنا وأقل تقدير له أن نعيد إليه الاعتبار بأن نطلق اسمه على أحد الميادين الرئيسية أو أن يقام له تمثال يخلد اسمه أو ما شابه.. وعندى رغبة ملحة أن تسمى باسمه إحدى القاعتين اللتين تضمان مقتنيات مقبرة (توت غنخ آمون) الكاملة الموجودة بالمتحف المصرى الكبير على أن تسمى إحداهما بقاعة (مرقص باشا حنا) تخليداً لذكراه، وفى هذا الصدد أرحب بالمبادرة الكريمة لإعادة الاعتبار لطفلنا العظيم (حسين عبدالرسول) المكتشف الحقيقى لمقبرة (توت عنخ آمون) والذى لاحظناها فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، وأحب أن ألفت الانتباه أيضاً لشخصية لم تأخذ حقها من تسليط الضوء عليها وهو: رئيس محكمة استئناف الإسكندرية والذى حكم لمصر بأحقيتها فى الاحتفاظ بمقبرة (توت عنخ آمون) كاملة غير منقوصة وهو القاضى الأمريكى (بيير كرابيتس) والذى ولد فى (نيو أورلينز) بولاية (لويزيانا الأمريكية) فى العام 1877 ورحل عن عالمنا فى العام 1943.. وعمل قاضيا بالمحاكم المختلطة بين القاهرةوالإسكندرية فى الفترة ما بين (1911 إلى 1936).. كان هذا القاضى النبيل محبا لمصر وينتصر لقضاياها ويدافع عنها أى أنه كان أمريكيا بقلب مصرى ومن حسن طالعنا أنه هو الذى نظر (الشق المستعجل) فى القضية المرفوعة آنذاك بمحكمة استئناف إسكندرية والتى حكم فيها بفرض الحراسة على المقبرة وبذلك مكن الحكومة المصرية من الاحتفاظ بمقبرة (توت عنخ آمون) كاملة غير منقوصة.. فكل التحية والتقدير لهذا النبيل صديق مصر وعاشقها.. والذى ينبغى ألا نرفع له القبعة وحسب بل يجب علينا أن نخلد اسمه فى سجلات الخالدين من أصدقاء مصر ومحبيها. ثانياً: يسرني أن أشارك فى الدعوة إلى استرداد آثارنا المصرية الموجودة بالخارج والتى تبلغ حوالى مليون قطعة آثار.. تخيلوا معى هذا الرقم الكبير!! ثالثاً: يسرنى أن أدعوا أنا المواطن المصرى إسلام الكتاتنى إلى: عقد مؤتمر وطنى شامل بعنوان (المؤتمر الوطنى الأول لإعادة قراءة التاريخ عن الحضارة المصرية القديمة) والهدف من المؤتمر: إزالة كافة الشبهات والسرديات التى تروج إلى أن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة وثنية!! أو أن عمرها 7 آلاف سنة فقط إلخ وتسليط الضوء على ماهية هذه الحضارة ومدى تقدمها العلمى ومحاولة الاستفادة من هذا التقدم فى عصرنا الحالي. رابعاً: يسرنى أن أدعوا إلى تعليم اللغة المصرية القديمة بالمدارس والجامعات ومراكز الشباب إلخ... خامساً: يسرنى أن أدعو إلى إنتاج برامج وفعاليات متخصصة بقنواتنا الفضائية وعبر وسائل التواصل الاجتماعى تتناول الحضارة المصرية القديمة بشكل معمق. سادساً: يسرنى الدعوة إلى إنتاج إفلام سينمائية ومسلسلات درامية تتناول حياة المصريين القدماء وعظم حضارتهم. سابعاً: يسرنى الدعوة إلى إقامة حفلات أوبرالية وموسيقية عالمية بجوار المتحف المصرى الكبير وتحت سفح الهرم بحيث تكون خلفيتها الأهرامات المصرية الثلاث وبما يحافظ على رونق المكان وجلاله ودون الإخلال بهيبته ومكانته، مثل حفلات الموسيقار العالمى (أندريه ريو). ثامناً: عقد دورات تدريبية وبرامج سلوكية إرشادية للعاملين بالقطاع السياحى والمحتكين احتكاكا مباشرا بالسياح. تاسعاً: الترويج للسياحة المصرية بالخارج عن طريق إنتاج برامج دعائية وإعلانية بواسطة أبنائنا المصريين البارزين على الساحة العالمية مثل: جراح القلب المصرى العالمى دكتور (مجدى يعقوب) وابننا اللاعب المصرى العالمى (محمد صلاح) وابننا الفنان العالمى (رامى مالك) وابننا الفنان العالمى (مينا مسعود) والعالم المصرى العالمى دكتور (حاتم زغلول) مخترع الواى فاى وغيرهم الكثير من القامات المصرية البارزة على الساحة الدولية. عاشرًا: السماح بالتصوير للأفلام السينمائية العالمية فى الأماكن الأثرية المصرية بما لا يسيء لسمعة هذه الأماكن الأثرية الخالدة بعد مراجعة دقيقة لسيناريوهات هذه الأفلام ومحتواها من الناحية الأخلاقية والسياسية. وفى النهاية لا يسعنى إلا أن أردد كما ردد المصريون النبلاء الذين نزلوا إلى ميادين مصر وهم يهتفون: (عاش وزير توت عنخ آمون، عاش مرقص باشا حنا).