لقد استغرق البحث عن مقبرة توت عنخ آمون حوالي السنوات العشر؛ ولا بد من القول إن المكتشف الإنجليزي هيوارد كارتر قام بعمل عظيم بالكشف عن المقبرة وترميم كل قطعة أثرية بها من ضمن 5398 أثرا بالمقبرة . وسيبقي هيوارد كارتر أعظم مكتشف في التاريخ؛ وسيظل توت عنخ آمون أعظم اكتشاف في العالم. في عام 1922 وبمجرد الإعلان عن كشف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون تغير علم المصريات؛ ودخل الفراعنة العظام وحضارتهم الإنسانية الرائعة قلوب كل الناس في كل أنحاء العالم، بل وأصبحت الحضارة المصرية القديمة ضمن مناهج التعليم في العالم كله؛ يحفظ تلاميذ المدارس الابتدائية تاريخ وحضارة الفراعنة عن ظهر قلب؛ وعند الحديث عن كنز توت عنخ آمون تصبح أمنية كل تلميذ أن يأتي إلي مصر ليزور الأهرامات وأبو الهول ويذهب إلي الأقصر لزيارة وادي الملوك ومعبد الملكة حتشبسوت الجميل. لقد استغرق البحث عن مقبرة توت عنخ آمون حوالي السنوات العشر؛ ولا بد من القول إن المكتشف الإنجليزي هيوارد كارتر قام بعمل عظيم بالكشف عن المقبرة وترميم كل قطعة أثرية بها من ضمن 5398 أثرا بالمقبرة علي مستوي راق ووضعها بالمتحف المصري بالقاهرة. ولقد حاولت في أحد كتبي أن أتخيل أني مكتشف مقبرة توت عنخ آمون! وتساءلت ماذا أفعل ونحن بالقرن 21؟ وكانت النتيجة التي توصلت اليها؛ بعد تحليل كل التفاصيل الخاصة بالكشف ومعاملة القطع الأثرية؛ هو أنني لن أفعل أكثر مما فعل هيوارد كارتر نفسه. لقد شهد العالم كله في دهشة وتعجب وانبهار كنز توت عنخ آمون الذي لا يوجد له مثيل بالعالم كله؛ ومن خلال ما تم الكشف عنه بمقبرة ملك صغير يمكننا القول إن مصر كانت تعيش العصر الذهبي للإمبراطورية التي دان لها ملك الشرق الأدني القديم منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة. ومنذ الكشف عن توت عنخ آمون وحتي الآن زار ملايين السياح والمصريين آثار الملك بالمتحف المصري العريق بالتحرير والذي تم تسجيل ما يقرب من 4500 قطعة فنية من كنز المقبرة والباقي محفوظ بمخازن المتحف المصري وكذلك في متحف الأقصر ومخزن الآثار بالبر الغربي بالقصر؛ تلك المدينة التي يوجد بها أعظم آثار الدنيا وليس ثلث آثار العالم كما هو شائع. ولقد خرجت العديد من المعارض الأثرية لآثار توت عنخ آمون. وكان أول معرض يسافر إلي واشنطن في 3 نوفمبر عام 1961 وطاف المدن الأمريكية وكندا واليابان ولندن وباريس وموسكو. أما أهم المعارض فكان ذلك في أمريكا عام 1976. وكان المعرض يتكون من 55 قطعة أثرية من أندر القطع المكتشفة بالمقبرة وعلي رأسها القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون. وعندما ذهب المعرض لمدينة لوس أنجلوس دخلت سيدة أمريكية لزيارة المعرض وفجأة سقطت أما قناع الملك توت عنخ آمون مغشيا عليها! وبعد إفاقتها سألوها عما حدث؟ فأجابت: "كنت أشاهد قناع توت عنخ آمون وفجأة وجدت أمامي ممثل هوليود الوسيم "كاري جرانت" ولم أتحمل رؤية القناع المذهل وكاري جرانت في نفس الوقت! كان المسئول عن معرض توت عام 1976 توماس هوفينج مدير متحف المتروبوليتان في ذلك الوقت والذي الف واحدا من أحسن ما كتب عن توت عنخ آمون بعنوان "القصة التي لم تُحكَ من قبل عن توت عنخ آمون" وفي الكتاب يحكي السيد توماس عن السادات وإصراره علي إرسال توت عنخ آمون سفيرا عن مصر وما حدث وقت الكشف عن المقبرة وقصة سرقة اللورد كارنانفون لآثار من المقبرة بالإضافة إلي 19 قطعة يعتقد أنها من المقبرة قام هيوارد كارتر بإهدائها إلي المتروبوليتان وربما يكون سبب الاحتفاظ بهذه القطع التي قمت باستعادتها من المتروبوليتان هو الدراسة. وسيبقي هيوارد كارتر أعظم مكتشف في التاريخ؛ وسيظل توت عنخ آمون أعظم اكتشاف في العالم.