* يسأل أشرف هاشم من بورسعيد: هل يجوز تمثيل الأنبياء؟. وهل يعد هذا من حرية الإبداع التي يتحدثون عنها؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: 1 التمثيل هو: قيام شخص بدور شخص آخر حقيقي أو خيالي. وهو وسيلة من وسائل المعرفة والتثقيف والترفيه في العصر الحديث. 2 ليس معني حرية التعبير في التمثيل أن نتناول في مسلسلاتنا وأفلامنا أي شيء حتي ولو كان يخدش الحياء العام أو يتناول ثوابت العقيدة الإسلامية بالتجريح. أو يتناول المقدسات كالأنبياء بالتنقيص من شأنهم والحط من قدرهم. 3 تمثيل الأنبياء بتشخيصهم وتجسيدهم مجمع علي حرمته في القديم وفي الحديث. وذلك لأن الممثل بهذه الكيفية تقمص شخصية النبي الكريم وقام بحركات تشبه حركاته وقال كلاما يشبه كلامه. زاعماًً أن ما قام به من حركات هي حركات هذا النبي. وما قاله من كلام هو لذاك النبي وهذا كذب. لأن حركاته وكلامه كلاهما له هو لا للنبي الكريم. ففي القديم: منع النبي صلي الله عليه وسلم المحاكاة لإنسان: رجلاً كان أو امرأة والمحاكاة تعني: أن المحاكي يفعل مثل الذي يحاكيه ويقلده فيفعل كفعله ويقول كقوله وهي يشبه إلي حد كبير التمثيل الذي نعرفه اليوم. روي أحمد وأبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها انها حكت انساناً رجلا أو امرأة فنهاها النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك وقال: ما أحب أني حكيت أحدا وأن لي كذا وكذا أي من متاع الدنيا. فالمحاكاة مكروهة لأي إنسان كائن من كان فما بالكم إذا كانت هذه المحاكاة لنبي كريم. والتمثيل أو التشخيص من قبيل هذه المحاكاة. وفي الحديث: قرارات وفتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية. وقرارات مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وفتاواه. أجمع كل من هاتين الهيئتين الإسلاميتين علي حرمة تمثيل الأنبياء عن طريق التشخيص والتجسيد. وجاء في الجزء الثاني صفحة 240 من كتاب: بيان للناس الذي صدر عن الأزهر في عهد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق. ما نصه: إن الرسل أفضل البشر علي الإطلاق وإن تفاوتوا في الفضل فيما بينهم قال تعالي: "ولقد فضلنا بعض النبيين علي بعض...." آية رقم 55 من سورة الإسراء وهم بهذه المنزلة أعز من أن يمثلهم أو يتمثل بهم إنسان أو حتي شيطان.. فقد عصمهم الله واعتصموا به فلم يزلوا لأن لهم. عصمة تصونهم وتقودهم بعيداً عن الخطايا الكبار والصغار قبل الرسالة وبعدها. يدلنا علي هذه الحصانة "كما نسميها في تعبيراتنا العصرية الحديث الشريف الذي رواه أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي. متفق علي صحته.