* تسأل م. أ. ح من بورسعيد: بلغت من العمر السادسة عشرة وأردت ارتداء الحجاب فمنعتني أمي. مؤكدة ان أفعل أنا ما أشاء بعد الزواج. فما حكم الشرع؟ * * يقول د. عبدالعزيز عبدالمجيد- رئيس الادارة المركزية لمنطقة الدقهلية الازهرية: إن القاعدة معروفة فمتي بلغت الفتاة فقد صارت مكلفة. ومتي كانت مكلفة. فعليها أن تلتزم بالشريعة. ومن الشريعة بالطبع ارتداء الحجاب ولابد أن تحاول الفتاة اقناع أمها بارتداء الحجاب. وإذا لم تقتنع فلا إثم أو حرج علي الفتاة إذا خرجت عن طاعة أمها لقوله تعالي: "وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً". وارتداء الحجاب واجب علي كل فتاة بالغة. وليس من الأمور التي تخير فيها الفتاة لانها من الله عز وجل. وحتي الزوجة التي يمنعها زوجها من ارتداء الحجاب فمن حقها أن تعصيه فيما يغضب الله لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. والمسائل الفقهية واضحة في الدين الإسلامي ولابد أن يلتزم بها الجميع. وفي رأيي لابد من تكثيف النشاط الإعلامي للدعوة إلي الله وتفنيد المزاعم والعادات الغربية التي تنتقل إلينا وتدخل إلي بيوت المسلمين من أوسع الأبواب. فالمطلوب الإكثار من استقدام العلماء للإذاعة والتليفزيون والصحافة لكي يبينوا للناس أمور دينهم. ومن يتخلف عن الدعوة في سبيل الله وعن توصيل ما تعلمه إلي الناس فإنه آثم لقوله صلي الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم العلم وعلمه". وأقول للأم إن ارتداء الحجاب يدفع الشباب المسلم إلي الزواج من الفتاة التي ترتديه. وخير الأمور في الحجاب الوسط. فأنا لا أطالب الفتاة بالالتزام ولا الإسراف. بل أطالبها بارتداء ما سمح به الشرع. وهو تغطية جميع الجسد ما عدا الكفين والوجه مع الاحترام والالتزام في المعاملات لقوله تعالي: ".. ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي..". وأنه من المقرر في الإسلام انه إذا بلغت الفتاة سن المحيض. وجب عليها أن ترتدي الحجاب وتستر جميع جسمها ما عدا الكفين والوجه ويري بعض العلماء وجوب ستر الوجه عند خوف الفتنة. ويجب أن تكون ملابسها التي تظهر بها أمام الناس ملابس فضفاضة غير ملتصقة بالجسد. ولا تكون شفافة. ولا تكون جاذبة للأنظار كما يجب علي المرأة ألا تتشبه بالرجال. وترتدي ملابس الرجال كما تفعل بعض الفتيات الآن. والحجاب ليس قيداً علي المرأة ولكنه في الواقع صون لها وإبعاد لها أن تكون سلعة تعرض أمام أنظار الشباب لقوله تعالي: "ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين" ولقوله صلي الله عليه وسلم في الحديث المروي عن عائشة رضي الله عنها "إن أسماء بنت أبي بكر وهي أختها دخلت علي النبي صلي الله عليه وسلم في لباس رقيق يشف عن جسمها. فأعرض النبي صلي الله عليه وسلم وقال: يا أسماء إن المرأة إن بلغت المحيض لم يصلح أن يري منها إلا هذا وهذا" وأشار إلي وجهه وكفيه. وأمر الأم في غاية الغرابة وهو ينبئ عن جهل بالمتوقع من الأم أن تنصح ابنتها بالتصون والتعفف. واتباع أوامر الشرع فيقول تعالي: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" فالمفروض أن يوجه الأهل الأبناء إلي تعاليم الدين. فإذا انعكست الآية وجب علي الأبناء ألا يطيعوهم في ذلك فإنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".. والله أعلم.