توقفنا في العدد الماضي عند التساؤل عن: تاريخ اليهود والنصاري في نشر دينهم؟! فنقول وبالله التوفيق: التوراة نصت علي حمل السيف: بهدف القتل للقتل والقتل للفساد والقتل للعلو في الأرض بغير الحق جاء- علي سبيل المثال- في سفر التثنية 20/10/16 "حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلي الصلح. فإن أجابتك إلي الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إلي يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا. وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما". والإنجيل نص علي حمل السيف: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما علي الأرض ما جئت لألقي سلاما بل سيفا" "متي 10/34" و"من ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا " لوقا22/37". والإسلام حمل السيف. فليس الخلاف بين الشرائع في حمل السيف. وإنما الخلاف في الهدف من حمله. والأسباب التي حمل بسببها. والأسلوب الذي حمل به. والهدف المرجو من حمله: "فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا" النساء90. "لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَي إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" "الممتحنة 8-9". لقد عرف العالم في الفتوحات الإسلامية الإنسانية- الحضارية. وجه الصواب في استعمال السيف. ويكفيه أنه لم يكره شعبا. ولا فردا. علي اعتناقه وجعل من المعاهدات التي وقعها مع الشعوب وثائق مقدسة لا قصاصات ورق.