رسالة الفدائية «صابحة» ناقلة خرائط تمركزات العدو على صدر طفلها الرضيع قبل وفاتها بأيام: ربنا يقويك يا ريس ويحفظ جيش مصر    إزالة بعض خيام الطرق الصوفية بطنطا بسبب شكوى المواطنين من الإزعاج    جامعة الأقصر تحصل على المركز الأول في التميز العلمي بمهرجان الأنشطة الطلابية    اعرف الآن".. التوقيت الصيفي وعدد ساعات اليوم    استقرار أسعار الدولار اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    ارتفاع أسعار الطماطم والبطاطس اليوم الجمعة في كفر الشيخ    أسعار الذهب ترتفع وسط بيانات أمريكية ضعيفة لكنها تستعد لخسائر أسبوعية حادة    أستاذ تخطيط: إنشاء 18 تجمعا سكنيا في سيناء لتلبية احتياجات المواطنين    رئيس هيئة قناة السويس يبحث مع وزير التجارة الكوري الجنوبي سبل جذب الاستثمارات    ادخال 21 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة معبر رفح البري    في اليوم ال203.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل أعمال الوحشية ضد سكان غزة    بالتردد| القنوات المفتوحة الناقلة لمباراة الأهلي ومازيمبي بدوري أبطال إفريقيا    موقف مصطفى محمد.. تشكيل نانت المتوقع في مباراة مونبيلييه بالدوري الفرنسي    الأرصاد تكشف مناطق سقوط الأمطار وتحذر من شدتها في الجنوب    رسالة من كريم فهمي ل هشام ماجد في عيد ميلاده    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فلسطيني يشتكي من الطقس الحار: الخيام تمتص أشعة الشمس وتشوي من يجلس بداخلها    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26- 4- 2024 والقنوات الناقلة    طيران الاحتلال يشن غارات على حزب الله في كفرشوبا    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتحدة (فيديو وصور)    إشادة برلمانية وحزبية بكلمة السيسي في ذكرى تحرير سيناء.. حددت ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية.. ويؤكدون : رفض مخطط التهجير ..والقوات المسلحة جاهزة لحماية الأمن القومى    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    صحة القليوبية تنظم قافلة طبية بقرية الجبل الأصفر بالخانكة    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    أول تعليق من رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا الذي لم يعتذر وفرية الانتشار بالسيف
نشر في الشعب يوم 07 - 10 - 2006


بقلم: أد : يحيى هاشم حسن فرغل
عميد كلية أصول الدين بالأزهر سابقا ،
yehia_hashem@ hotmail .com
[email protected]
انطلاقا من رجعة الغرب إلى الأصولية الدينية وبالإضافة إلى الحقيقة الدامغة والتي تتمثل في : أن الدفاع عن النفس - بالقتال إن لزم الأمر - كان شريعة دينية لأنبياء الكتاب المقدس ، فضلا عن كونه وسيلة إنسانية مقررة في جميع العصوروالشرائع - فقد صار من اللازم هنا تجاوز أسلوب الرد في مواجهة الملحدين - العلمانيين والنسبيين والتطوريين والتاريخانيين إلخ والذي جرى عليه العمل طوال القرن العشرين - إلى أسلوب الرد على هؤلاء الأصوليين :

رجوعا إلى ما يؤمنون به ويعلمه البابا بنديكت حق العلم في :

1- الإصحاح العشرين من سفر التثنية 10- 16 في قوله :

- ( وإذا دنوت من قرية لتحاربها استدعها إلى الصلح أولا

* ( فإذا قبلت وفتحت لك الأبواب فكل الشعب الذي بها يكون لك للتسخير ويستعبد لك )

* ( وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها

( وإذا دفعها الرب إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف

( وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها تغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاها الرب إلهك )

( هكذا فافعل بكل المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا )

(وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما )

( بل تحرمها تحريما : الحيثيين، والآموريين ، والكنعانيين ، والفرزيين ، والحويين، واليبوسيين ، كما أمرك الرب إلهك ...

وتبني حصنا على المدينة التي تعمل معك حربا حتى تسقط ) 10- 16 الإصحاح العشرون من سقر التثنية

ونجد مثل ذلك في الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر العدد : ( أن موسى عليه السلام لما أرسل اثني عشر ألف رجل مع فينحاس بن العازار لمحاربة أهل مديان حاربوهم وانتصروا عليهم وقتلوا كل ذكر منهم ، وخمسة ملوك مديان ، وبلعام وسبوا نساءهم وأطفالهم ونهبوا جميع مواشيهم وبهائمهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم وجميع حصونهم ، وأخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم ، (1-12) ولما رجعوا غضب عليهم موسى عليه السلام وقال لهم : " فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال ، وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها ،) الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر العدد 1-20

وفي الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الخروج ، 23-24 ، حيث يأمر الرب ( إن ملاكي يسير أمامك ويجيء بك إلى الأموريين والحيثيين والفرزييم والكنعانيين فأبيدهم )

وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر الخروج الفقرة 12- 13 ( هأنا طارد من قدامك الأموريين والحيثيين والفرزيين والكنعانيين والحويين واليبوسيين ... تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم .. )

- وقتل بغير قتال : في الإصحاح الثاني والعشرين من سفر الخروج ( 18: لاتدع ساحرة تعيش 19كل من اضطجع مع بهيمة يقتل قتلا - 20من ذبح لآلهة غير الرب وحده يهلك )

- وسلب بعد حسن جوار في الإصحاح الثالث من سفر الخروج : 21 22( وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين ، فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين - بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وأواني فضة وذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين )

ومثل ذلك في الإصحاح الحادي عشر من سفر الخروج فقرة 2 ، والإصحاح الثاني عشر من سفر الخروج الفقرة 35

وقتل جزاء الارتداد إلى عبادة العجل : في الإصحاح الثاني والثلاثين من سفر الخروج فقرة 25 ( ولما رأى موسى الشعب أنه قد صار عريانا لأن هارون كان قد عراه للهزء بين مقاوميه .. ) 26( فوقف موسى في باب المحلة وقال من كان من الرب فليقبل إليّ ، فاجتمع إليه جميع بني لاوي ) 27( فقال لهم هذا ما يقول الرب إله إسرائيل ليتقلد كل رجل منكم سيفه على فخذه ومرّوا وارجعوا من باب إلى باب واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه ) 28 ( ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى عليه السلام ، وقتل في ذلك اليوم من الشعب نحو ثلاثة وعشرين ألف رجل ) كما جاء في الترجمة العربية لعام 1831 –1834 ، وأما في ترجمة 1970 فنجد العدد ثلاثة آلاف رجل ( سفر الخروج 28-32 )

وعمل يشوع عليه السلام بعد موت موسى عليه السلام بالأحكام المندرجة في التوراة فقتل الكنعانيين في الشرق والغرب والأموريين والحيثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين " وكل جيوشهم معهم : شعبا غفيرا كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة بخيل ومركبات كثيرة جدا " ومن شاء فليطالع هذا في سفره من الإصحاح الحادي عشر 1- 23.

وفي الإصحاح السابع والعشرين من سفر صموئيل الأول فقرة 8 ( وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريين والجرزيين والعمالقة لأن هؤلاء من قديم سكان الأرض من الدهر من عند شور إلى أرض مصر ) فقرة 9 ( وضرب داود الأرض ولم يستبق منهم رجلا ولا امرأة وأخذ الغنم والبقر والحمير والجمال والثياب .. )

وانظر مثل ذلك بل أشد في الإصحاح الثامن من سفر صموئيل الثاني فقرة1- 2 ( وضرب داود الفلسطينيين وذللهم .. وضرب المؤابيين وقاسهم بالحبل ، أضجعهم على الأرض فقاس بحبلين للقتل ، وبحبل للاستحياء ، وصار المؤابيون عبيدا لداود .. )

، والإصحاح الثاني عشر من سفر صموئيل الثاني وفيه في الفقرة 29 –30- 31 –( فجمع داود كل الشعب وذهب إلى ربة وحاربها وأخذها ... وأخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وأمرّهم في أتون الآجر ، كذلك صنع بجميع قرى بني عمون ، ورجع داود وجميع الشعب إلى أورشليم )

ويقول داود عليه السلام عن هذه المعارك والحروب التي قام بها في الزبور الثامن عشر فقرة 20 ( يكافئني الرب حسب بري ، وحسب طهارة يدي يرد لي ) 21 ( لأني حفظت طرق الرب ولم أعص إلهي ) 22 ( لأن جميع أحكامه قدامي وفرائضه لم أبعدها عن نفسي ) 23 ( وأكون كاملا معه وأتحفظ من إثمي ) 24 ( فيرد الرب لي كًََبرّي وكطهارة يدي أمام عينيه ) وشهد الله له بذلك في قوله في الفقرة الثامنة من الإصحاح الرابع عشر من سفر الملوك الأول (عبدي داود الذي حفظ وصاياي وتبعني بكل قلبه ليفعل ما هو مستقيم فقط في عيني )

وفي الإصحاح الثامن عشر من سفر الملوك الأول : أن إيلياء ذبح أربعمائة وخمسين رجلا من الذين يدعون أنهم أنبياء بعل - فقرة 40

ولما فتح أربعة ملوك سادوم وعامورة ونهبوا جميع أموال أهلها وأسروا لوطا عليه السلام ووصل هذا الخبر إلى إبراهيم عليه السلام خرج إبراهيم عليه السلام ليخلص لوطا عليه السلام وأهله وانطلق في إثرهم حتى أتى دان ( فلما سمع أبرام أن أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ، ثلثمائة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان ، وانقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم ، وتبعهم إلى حوبة التي على شمال دمشق واسترجع كل الأملاك واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه والنساء أيضا والشعب )14- 16 من الإصحاح الرابع عشر من سفر التكوين

أما الإنجيل فقد تبني للسيف مكانا بارزا في قول سيدنا عيسى عليه السلام :

( لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ، ما جئت لألقي سلاماً ، بل سيفاً " (متى 10/34 - 36). و ما جاء في لوقا: ( جئت لألقي ناراً على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت. . أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض .كلا، أقول لكم . بل انقساماً. لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين، ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة. ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب. والأم على البنت، والبنت على الأم.والحماة على كنتها، والكنة على حماتها" (لوقا 12/49- 53)

أما تخلي تلاميذ عيسى الأوائل وأصحابه وأتباعه عن الجهاد ففي أعلب الظن لقد كان تقصيرا شنيعا ، أو قصورا قاتلا ، أدى إلى اضطهاد الرومان لهم - وثنيين أو نصارى - طوال قرون ، ثم أدت استكانتهم ورهبانيتهم وانقطاعهم إلى الأديرة .. إلى انتقال ديانتهم إلى مسيحية مختلفة بيد الكنائس المتضاربة بتدخل من بولس أولا ثم الإمبراطور قسطنطين ثانيا .


ضد اليهود :

أما قتل المسيحيين الروم لليهود فقد ألف القس الدكتور " كيث " كتابه الذي ترجمه القس " مريك " من الإنجليزية إلى الفارسية وسماه " كشف الآثار في قصص أنبياء بني إسرائيل " وطبعت في أدنبرج سنة 1846 ونقل عنه رحمت الله الهندي في كتابه " إظهار الحق " ما يأتي عن الإمبراطور قسطنطين أنه ( أمر بقطع آذان اليهود وإجلائهم إلى أقاليم مختلفة ، ثم أمر ملك الملوك الرومي في القرن الخامس من القرون المسيحية بإخراجهم من بلدة الإسكندرية التي كانت مأمنهم من مدة وكانوا يجيئون إليها من كل جانب فيستريحون فيها وأمر بهدم كنائسهم ومنع عبادتهم وعدم قبول شهادتهم وعدم نفاذ الوصية إن اوصى أحد منهم لأحد في ماله ، ولما ظهر منهم شغب لأجل هذه الأحكام نهب جميع أموالهم وقتل كثيرا منهم وسفك الدماء بظلم ارتعد له جميع يهود هذا الإقليم ) إظهار الحق ص 337

ثم نقل رحمت الله الهندي عن هذا الكتاب وغيره من المصادر الأساسية - مثل تفسير طمس نيوتن لتنبؤات الأسفار المقدسة المطبوع في لندن عام 1803 م وكتاب " الثلاث عشرة رسالة "طبع بيروت عام 1849 بالعربية ، ومجموع المجامع " كارتر " - فظائع ارتكبتها الكنائس والأباطرة وملوك المسيحية – وبابوات الكاثوليكية ضد اليهود وضد البروتستانت والديانات الأخرى

ومن كتاب " مرآة الصدق " الذي ترجمه القس " طمس إنكلس "من علماء الكاثوليك من اللغة الإنجليزية إلى الأردية ، طبع عام 1851 م : عن اضطهاد البروتستانت لغيرهم من الكاثوليك والأديان الأخرى مما يضيق عنه المقام ولا يصدقه عقل أو وجدان بله أن تشيب له الولدان ويكفي أن نذكر من ذلك

عدة أحكام تجري على اليهود :

أنه لا يعطى يهودي منصبا في دولة من الدول

أنه لو كان مسيحي عبدا ليهودي فهو حر

أنه لا يأكل أحد مع يهودي ولا يعامله

أنه تنزع الأولاد منهم وتربى في الملة المسيحية

وأنه كانت عادة أهل بلدة " ثولوس من فرنسا أنهم يلطمون وجوه اليهود في عيد الفصح

وأنهم في بلدة " يزيرس " كان من عادتهم أنهم يرمون اليهود بالحجارة في أيام العيد ص 338



وضد الكاثوليك : ومن كتاب مرآة الصدق المشار إليه أعلاه قال في أعمال البروتستانت ضد الكاثوليك ( سلب البروتستانت ستمائة وخمسة وأربعين رباطا ، وتسعين مدرسة ، وألفين وثلثمائة وستة وسبعين كنيسة ، ومائة وعشر مارستانات من ملاكها ، ... وما تركوا الأموات أيضا فآذوا أجسادهم في نوم العدم بسلب أكفانهم ) ( وضاعت في هذه الغنائم كتبخانات ذكرها جيئ بيل متحسرا بهذه الألفاظ : أنهم سلبوا كتبا ، واستعملوا أوراقها في الشواء ، وفي تطهير الشمعدانات ، والنعال وباعوا بعض هذه الكتب للعطارين وباعة الصابون ، وباعوا كثيرا منها فما وراء البحر على أيدي المجلدين ، وما كانت هذه الكتب مائة أو خمسين بل المراكب كانت مملوءة منها .. .. وما تركوا من خزائن الكنائس إلا جدرانا عارية ... وأنهم قرروا أزيد من مائة قانون ضد الكاثوليك كان منها :

لا يشتري واحد منهم أرضا بعد ما يجاوز عمره ثماني عشر إلا أن يصير بروتستنتيا

لا يشتغل أحد منهم بالتعليم ومن يخالف يحبس دائما

لا يسمع من أحدهم استغاثة عند الحكام

لا تنفذ أنكحتهم ولا ينفذ تجهيز موتاهم

لايحضر القسيس عند قتلهم ولا عند تجهيزهم وتكفينهم

لا يركب أحد منهم على حصان يكون ثمنه أكثر من خمسين روبية

إن ادى قسيس منهم أمرا من الخدمات المتعلقة به يسجن دائما

لا تقبل شهادة كاثوليكي في العدالة)


( وحمل كثير من رهبانهم وعلمائهم بأمر الملكة إليصابات في المراكب ثم أغرقوا في البحر ثم جاءت عساكرها إلى إيرلندا ليدخلوا أهلها من الكاثوليك في ملة البروتستانت فأحرقوا كنائسهم وقتلوا علماءهم واصطادوهم كاصطياد الوحوش البرية ، وكانوا لا يؤمنون أحدا وإن أمنوه قتلوه بعد الأمان .. ثم أحرقوا القرى والبلاد وأفسدوا الحبوب والماشية وأجلوا أهلها .. ثم ارسل البرلمان اللوردات سنة 1643 – 1644 ليسلبوا جميع أموال الكاثوليك وأراضيهم بلا امتياز بينهم ... )

. أنظر إظهار الحق لرحمة الله الهندي ص 330 - 347

مذابح ضد البروتستنت

( جاء في تاريخ الدولة العلية ص 74: عن مذبحة سان برتيلمي : "وهي مذبحة البروتستانت بجميع أنحاء فرنسا ذبحهم الكاثوليك بأمر ملك فرنسا (شارل التاسع) بناء على إيعاز والدته (كاترين دي مديسي) في يوم 24 أغسطس 1572م واختلف في عدد من قتل في هذا اليوم فأبلغه بعضهم إلى 60 ألفاً)"!. !!! ) نقلا من مقال الدكتور هاني السباعي بمقاله بالمصريون بتاريخ 1992006

وضد الأرثوذكس :

وهذه شهادة كاتب مسيحي هو الدكتور نبيل بباوي لوقا في دراسة صدرت له مؤخرا تحت عنوان: "انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء"، حيث أشارت الدراسة : إلى الاضطهاد والتعذيب والتنكيل والمذابح التي وقعت على المسيحيين الأرثوذكس في مصر من الدولة الرومانية ومن المسيحيين الكاثوليك، لا سيما في عهد الإمبراطور دقلديانوس الذي تولى الحكم في عام 284م، فكان في عهده يتم تعذيب المسيحيين الأرثوذكس في مصر بإلقائهم في النار أحياء، أو كشط جلدهم بآلات خاصة، أو إغراقهم في زيت مغلي، أو إغراقهم في البحر أحياء، أو صلبهم ورؤوسهم منكسة إلى أسفل، ويتركون أحياء على الصليب حتى يهلكوا جوعا، ثم تترك جثثهم لتأكلها الغربان، أو كانوا يوثقون في فروع الأشجار، ويتم تقريب فروع الأشجار بآلات خاصة ثم تترك لتعود لوضعها الطبيعي فتتمزق الأعضاء الجسدية للمسيحيين إربا إربا.

وقال بباوي إن أعداد المسيحيين الذين قتلوا بالتعذيب في عهد الإمبراطور دقلديانوس يقدر بأكثر من مليون مسيحي إضافة إلى المغالاة في الضرائب التي كانت تفرض على كل شيء حتى على دفن الموتى، لذلك قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر اعتبار ذلك العهد عصر الشهداء في مصر، وأرخوا به التقويم القبطي تذكيرا بالتطرف المسيحي.)

وضد المسلمين وهذه إحدى خبطات سيف الكنيسة الكاثوليكية ضد الإسلام

في الأندلس – وفي جو الحملات الصليبية في الشرق – حيث دعت البابوية فرسانها إلى القتال ضد مسلمي الأندلس ، تماما كالاشتراك في الحملة الصليبية في فلسطين ، يقول بابا روما في وثيقة صدرت عنه عام 1099 موجهة إلى بعض أمراء الأسبان : " إذا كان الفرسان في إقليم آخر قد قرروا جميعا الذهاب لمساعدة الكنيسة الأسيوية (!!) وأن يحرروا إخوانهم من طغيان المسلمين ( !!) فإنه ينبغي عليكم أيضا وبتشجيع منا أن تبذلوا قصارى جهدكم ، ولا ينبغي لأحد أن يشك في أن خطاياه سوف تغتفر إذا مات في هذه الحملة ، حبا في الرب ، وفي إخوانه ، وأنه سوف ينال بالتأكيد نصيبه في الحياة الخالدة بفضل رحمة الرب الواسعة . ولذا فإنه إذا كان أحدكم قد قرر الذهاب إلى آسيا ، فعليه أن يفي بقسمه هنا ، ذلك لأنه ليس من الخير في شيء أن ننقذ المسيحيين من المسلمين في مكان لكي نعرضهم لطغيان في مكان آخر )[1]

ويصرح الدكتور قاسم عبده تحت ضغط الحقائق التي ينقلها من مصادرها .. بالوجه الصليبي الكنسي لهذه الحروب وهو الوجه الكاثوليكي سابقا - والبروتستانتي الصهيوني حاضرا - فيقول : ( الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك أن الحركة الصليبية لم تكن لترى النور إلا بعد أن مهدت الكنيسة الكاثوليكية الأرض بصياغة أيديولوجية الحرب المقدسة )[2] ، وكما يقول عن الفارس الإقطاعي في غرب أوربا في القرن الحادي عشر المشارك في تلك الحروب ( كان متدينا على طريقته ، فقد كان يتقبل تعاليم الكنيسة بغير مناقشة )

إنه مذهب الإرجاء المسيحي : لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة !!

فإن قالوا : تلك كانت العصور الوسطى عصور الظلام - عندهم - ، فلا يحتج على المسيحية بها ، فماذا يقولون في هذا القرن العشرين الذي نعيش ، والذي يسمونه عصر الحضارة الإنسانية الراقية ؟ ! .

لقد شهد هذا القرن من الحروب التي قامت بها الدول المسيحية ، ما شهدت تلك العصور الوسطى المظلمة - عندهم - بل وأشد وأقسى !!. – كما يقول الأستاذ محمد أبو شهبة - ألم يقف ( اللورد اللنبي ) ممثل الحلفاء : إنجلترا ، وفرنسا ، وإيطاليا ، ورومانيا ، وأميركا ، في بيت المقدس في سنة 1918 ، حين استولى عليه في أخريات الحرب الكبرى الأولى قائلاً: ( اليوم انتهت الحروب الصليبية )؟! .

وألم يقف الفرنسي ( غورو ) ممثل الحلفاء أيضاً - وقد دخل دمشق - أمام قبر البطل المسلم ( صلاح الدين الأيوبي ) قائلاً ( لقد عدنا يا صلاح الدين ) ؟!!
وهل هدمت الديار ، وسفكت الدماء ،واغتصبت الأعراض في البوسنة والهرسك إلا باسم الصليب؟

بل أين هؤلاء مما حدث في الشيشان - ومازال يحدث -؟ وفي إفريقيا ؟واندونيسيا ؟ و...غيرها ؟ وهل يستطيع هؤلاء إنكار أن ما حدث في كوسوفا كان حربا صليبية ؟

إنها حروب مسيحية بشهادة الرئيس الأمريكي وليام ما كينلي الذي أمر بغزو الفيلبين سنة 1898م : الذي يقول : "نحن لم نذهب إلى الفلبين بهدف احتلالها، لكن المسألة أن السيد المسيح زارني في المنام ، وطلب مني أن نتصرف كأمريكيين ، ونذهب إلى الفليبين لكي نجعل شعبها يتمتع بالحضارة".! .. وجورج بوش الصغير الذي يقول : إن الرب زاره اأيضاً لغزو أفغانستان والعراق!

وهو هو الغرب المسيحي في حروبه الوحشية العالمية !!

حيث بلغت خسائر الحرب العالمية الأولى (1914م إلى 1918م) حوالى 20 مليون نسمة..
وبلغت خسائر الحرب العالمية الثانية: (1939م إلى 1945م) قرابة 35 مليون قتيل.
وفي هلاك السكان الأصليين: يقول ناعوم تشومسكي في كتابه (الغزو مستمر) ترجمة مي النبهان ص 13: عن غزو الأوربيين للعالم أنه أسفرعن كارثتين لا مثيل لهما في التاريخ: "هلاك السكان الأصليين في نصف الكرة الغربي وخراب أفريقيا جراء تجارة الرقيق ا".
فهلا اتعظ البابا بنديك بالحكمة القائلة " من كان بيته من زجاج "
وهلا أدرك أن القضية لم تكن أبدا في تاريخ الإنسانية قضية اللجوء إلى القتال وإنما هي لماذا وكيف يكون : وهنا تأتي المقارنة بقتال الصليبيين ، كما تأتي المقارنة بقتال المسيحيين في العصور الحديثة وكيف كانت قتلا لا قتالا ، قتلا للمدنيين بالسيف والمنجنيق والتدمير والتحريق ، ومحاكم التفتيش ، والطيارات والصواريخ ، وأسلحة الدمار الشامل ؟
ألا يعلم البابا بنديكت هذه الحقائق ؟ أم تراه يريد محوها من التاريخ وإلباس كنيسته ثوبا جديدا لا تملكه من عقلانية السلام في دورة جديدة ممن دورات التزييف الذي اضطلعت به كنيسته الكاثوليكة وماتزال على مجرى التاريخ ؟؟!!

لكن " على مين " ؟؟!!

يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.