«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دور الأزهر في مقاومة العلمانية وتهمة البداوة
نشر في الشعب يوم 17 - 02 - 2008


yehia_hashem@ hotmail .com
[email protected]


....ولم تكن هذه المقاومة إلا استجابة طبيعية لكون تطبيق الشريعة الإسلامية حقا معلوما ومقررا لدى جميع الأئمة والجماعات والمذاهب والعصور الإسلامية إضافة إلى كونه فريضة مستقرة في " مبنى الإسلام " باعتباره مستقرا بدوره فوق أركانه الخمسة وفقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " بني الإسلام على خمس ... )

وقد استقر ذلك نظريا وعمليا بدءا من فجر الرسالة حتى اليوم حيث لم تظهر العلمانية إلا كمرض طارئ بدت نذره على يد الاستعمار كما بينا قي المقال السابق

إن إسناد الحكم لشريعة الله كان ومازال موضع الإجماع من أهل السنة والمعتزلة وعلماء الأمة في جميع العصور ومن جميع أرجاء العالم الإسلامي شرقه وغربه بدوه وحضره باستثناء من فسد أو سقط تحت سنابك العلمانية في القرن العشرين قرن عار وقوع البلاد الإسلامية بيد الإفرنج الجدد.

أم هل كان هؤلاء جميعا : ابتداء من القرآن المجيد والرسول الكريم والصحابة الراشدين إلى الطبري إلى الغزالي إلى القرطبي إلى البيضاوي إلى شارح الطحاوية إلى ابن خلدون إلى ابن عبد الشكور إلى علماء الأصول معتزلة وأشعرية وماتريدية إلى محمد عبده إلى مصطفى صبري ، إلى السنهوري إلى حسن مأمون ، إلى عبد الحليم محمود ، إلى بيصار ، إلى جاد الحق إلى أعضاء مجمع البحوث إلى رئيس مجلس الشعب ...إلى إجماع علماء أصول الفقه والعقيدة ....هل كان هؤلاء جميعا متطرفين لا يعتنقون فكرة الوسطية كما عبر عن ذلك العلماني الذي استشهدنا به في بداية المقال السابق ؟ وإذن فهذا يضر بقضية الوسطية ولا يضر بقضية هؤلاء في تطبيق الشريعة وفقا لما أراد العلماني العريق
أم كان هؤلاء جميعا بدوا منذ بزوغ شمس الإسلام في صحراء مكة المكرمة إلي يومنا هذا .. وإذن فالطعن بالبداوة يمس المهرجين من دعاة العلمانية في عقيدتهم الإسلامية ذاتها
أم كان هؤلاء جميعا بدوا ينقلون ثقافة البادية عبر ظهور النفط وهجرة المسترزقين من العمال والمعارين في العصر الحديث كما يهرج بذلك دعاة الحداثة


أم هل كان الأستاذ عباس محمود العقاد – مثلا - من صرعى البداوة أودراويش النفط وهو يتحدث عن أهمية صفة الشمول بالنسبة للدين بوجه عام ( الغالب على الأوامر الدينية هو الشمول الذي يحيط بالإرادة والشعور والظاهر والباطن ولا يسمح لجانب من النفس أن يخلو منه )
ثم يتحدث عن الشمول في الإسلام بخاصة فيقول : ( إنه عقيدة شاملة ، وأنه بذلك حقق الصفة الكبرى للعقيدة الدينية على أتم شروطها ، فما كانت سريرة الإنسان لتطمئن كل الاطمئنان إلى اعتقاد يفرقها بددا ، ويقسمها على نفسها ، ويترك جزءا لم تشمله بقوته ويقينه .)
ثم يقول : ( وعلى هذا الشرط – شرط الشمول في العقيدة – يكون الإسلام هو العقيدة بين العقائد ، أو هو العقيدة المثلى للإنسان : منفردا ومجتمعا ، وعاملا لروحه أو عاملا لجسده ، وناظرا إلى دنياه ، أو ناظرا إلى آخرته ، ومسالما أو محاربا ، ومعطيا حق نفسه أو معطيا حق حاكمه وحكومته ، فلا يكون مسلما وهو يطلب الآخرة دون الدنيا ، ولا يكون مسلما وهو يطلب الدنيا دون الآخرة ، ولا يكون مسلما لأنه روح تنكر الجسد ، أو لأنه جسد ينكر الروح ، أو لأنه يصحب إسلامه في حالة ويدعه في حالة أخرى ، ولكنما هو المسلم بعقيدته كلها مجتمعة لديه في جميع حالاته ، سواء تفرد وحده أو جمعته بالناس أواصر الاجتماع .
إن شمول العقيدة في ظواهرها الفردية وظواهرها الاجتماعية هو المزية الخاصة في العقيدة الإسلامية ، وهو المزية التي توحي إلى الإنسان أنه كل شامل فيستريح من فصام العقائد التي تشطر السريرة شطرين ، ثم لا تعبأ بالجمع بين الشطرين على وفاق )
ثم يقول : ( لا ينقسم المسلم بين الدنيا والآخرة ، أو بين الجسد والروح ، ولا يعاني هذا الفصام الذي يشق على النفس احتماله، ويحفزها في الواقع إلى طلب العقيدة ، ولا يكون هو ذاته عقيدة تعتصم بها نفسه من الحيرة والانفصام . " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا "
....
ومن هنا لم يذهب الإسلام مذهب التفرقة بين ما لله وما لقيصر ، لأن الأمر في الإسلام كله لله "بل لله الأمر جميعا " ، " لله المشرق والمغرب "
وإنما كانت التفرقة بين ما لله وما لقيصر تفرقة الضرورة التي لا يقبلها المتدين وهو قادر على تطويع قيصر لأمر الله .
وهذا التطويع هو الذي أوجبته العقيدة الشاملة ، وكان له الفضل في صمود الأمم الإسلامية لسطوة الاستعمار ، وإيمانها الراسخ بأن الاستعمار وذيوله دولة حائلة ، وحالة لا بد لها من تحويل )
ثم يقول : ( بهذه العقيدة الشاملة غلب المسلمون أقوياء الأرض ، ثم صمدوا لغلبة الأقوياء عليهم يوم دالت الدول وتبدلت المقادير ، وذاق المسلمون بأس القوة مغلوبين مدافعين
وهذه العقيدة الشاملة هي التي أفردت الإسلام بمزية لم تعهد في دين آخر من الأديان الكتابية ، فإن تاريخ التحول إلى هذه الأديان لم يسجل لنا قط تحولا إجماعيا إليها من دين كتابي آخر بمحض الرضا والاقتناع ، إذ كان المتحولون إلى المسيحية أو إلى اليهودية قبلها في أول نشأتها أمما وثنية لا تدين بكتاب ، ولم يحدث قط في أمة من الأمم ذات الحضارة العريقة أنها تركت عقيدتها إلى دين كتابي غير الإسلام .
وإنما تفرد الإسلام بهذه المزية بين سائر العقائد الكتابية ، فتحولت إليه الشعوب فيما بين النهرين وفي أرض الهلال الخصيب ،وفي مصر ، وفارس ، وهي أمة عريقة في الحضارة كانت قبل التحول إلى الإسلام تؤمن بكتابها القديم .
وتحول إليه ناس من أهل الأندلس وصقلية كما تحول أناس من أهل النوبة ، ورغبهم جميعا فيه ذلك الشمول الذي يجمع النفس والضمير ويعم بني الإنسان على تعدد الأقوام والأوطان ، ويحقق المقصد الأكبر من العقيدة الدينية فيما امتازت به عقائد الشرائع وعقائد الأخلاق وآداب الاجتماع) أنظر كتابه " الإسلام في القرن العشرين " طبعة دار نهضة مصر بالفجالة ص 16-17 ، 27-29

إنه الإسلام بما له من صفة الأصالة والتوازن والشمول الجديرة بكل دين صحيح

وهل كان المستشرق المسلم ليوبولد فايس " محمد أسد " من ضحايا البداوة أودراويش النفط وهو يقول في كتابه " الإسلام على مفترق الطرق " : ( الإسلام ليس عقيدة صوفية ولا هو فلسفة ، ولكنه نهج من الحياة حسب قوانين الطبيعة التي سنها الله في خلقه ، وما عمله الأسمى سوى التوفيق بين الوجهتين الروحية والمادية في الحياة الإنسانية .
وإنك لترى هاتين الوجهتين في تعاليم الإسلام تتفقان في أنهما لا تدعان تناقضا أساسيا بين حياة الإنسان الجسدية وحياته الأدبية فحسب ، ولكن تلازمهما هذا وعدم افتراقهما فعلا أمر يؤكده الإسلام إذ يراه الأساس الطبيعي للحياة )
ثم يقول ( إن الإسلام لا يكتفي بأن يأخذ على عاتقه تحديد الصلات المتعلقة بما وراء الطبيعة ولكنه يعرض أيضا للصلات الدنيوية بين الفرد وبيئته الاجتماعية ) الإسلام على مفترق الطرق ليوبولد فايس ترجمة عمر فروخ ط 1977 ص 22 –0 24
إنه الإسلام بما له من صفة الشمول الجديرة بكل دين صحيح

وهل كان روجيه جارودي من جماعات البداوة ودراويش النفط وهو يقول عن شمول الإسلام وهيمنته على العمل السياسي : ( إن الإسلام برفضه فصل الثنائية المزعومة بين السياسة والإيمان يمكنه مساعدة الغرب على تجاوز أزمته ، كذلك فإنه يمكن للإسلام بربطه كل شيء بالله .. في الملكية . والسلطة والمعرفة إلخ ... أن يكون خميرة تحرر ونضال ضد كل أشكال التسلط والعبودية المفروضة على الإنسان بحجة أطروحات مزيفة )
ويقول أيضا في شمول الإسلام وهيمنته على الجانب الاقتصادي : ( إن الاقتصاد الناجم عن المبادئ الإسلامية هو نقيض النظام الغربي الهادف للنمو ، والذي يعتبر فيه الإنتاج والاستهلاك غايتين بحد ذاتهما . فالاقتصاد الإسلامي لا يهدف في مبدئه القرآني إلى النمو ، بل يهدف إلى التوازن . لذا لا يمكن مقارنة الاقتصاد الإسلامي بالنظام الرأسمالي _ على الطريقة الأمريكية مثلا – ولا النظام الجماعي – على الطريقة السوفيتية مثلا - . إن من ميزاته الأساسية عدم الخضوع إلى حركة عمياء تجعل الاقتصاد غاية في حد ذاته . بل هو يتعلق بأهداف سامية إنسانية وإلهية تتجاوزه ، لأن الإنسان لا يكون إنسانا بشكل حقيقي إلا بارتباطه بالله . )
أنظر " الإسلام دين المستقبل " لروجه جارودي ترجمة عبد المجيد بارودي نشر دار الإيمان بدمشق وبيروت ط 1983 ص – 70 - 76

***
وهل كانت الأستاذة الإيطالية الكبيرة ريتا دي ميليو .... –مثلا - من صرعى البداوة أودراويش النفط أو متأثرة بسوء عرض منا وهي تقدم كتابها «الإسلام.. ذلك المجهول في الغرب». بقولها (: «شرف لي أن أتحدث عن الإسلام.. لا أبغي من ذلك جزاء ولاشكورا ". و أكدت أن محمدا هو نبي الله ورسوله وأن رسالته منزلة من السماء. ... .. وأبرزت كيف جاء هذا الدين لكي يصلح الكثير من الأمور التي كانت تضرب في أساس هذا المجتمع، وليحوله من مجتمع بدوي بدائي إلى واحد من أعظم الحضارات التي شهدها التاريخ. .. .......) أنظر دنيا الوطن غزة 1712008
وهل كان منصٌر محترف مثل : بروس ج. نيكولز– مثلا - من صرعى البداوة أودراويش النفط أومتأثرا بسوء العرض .. وهو يتحدث مدركا حقيقة الإسلام بدقة يغبط عليها حين يقول.... ( : إن الإسلام هو أكثر من عقيدة دينية ، إنه نظام متكامل للحياة والدين. فالإسلام يدمج كل المؤسسات الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية علي أسس الإيمان والاقتناع والالتزام بقبول الله رباً ، والاستسلام كلية لإرادته ، ثم يستمر قائلاً : ( إن مركز الابداع في الإسلام هو التوحيد ، أي الشهادة بأن لا إله إلا الله ، والتوحيد يعني أن الله هو الخالق أو السبب الجوهري لكل الوجود والنشاط ، ويؤكد أن الإنسان هو المسئول عن تحقيق إرادة الله ) . ثم يستمر قائلاً ( ففي المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد في لندن في نيسان (أبريل) 1976م حول " الإسلام وتحديات العصر " ، تم تقديم الإسلام كنظام متكامل من القيم ومصدر إلهام لكل منجزات العلم والدراسات الإنسانية والمصدر الوحيد الراسخ للإيمان والسلوك . ) أنظر كتاب " التنصير : خطة لغزو العالم الإسلامي " وهي تضم مجموعة أعمال المؤتمر الذي عقد عام 1978 بكولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية ، ونشرته دار MARK ، ونشر بالعربية . ص 214
وهل كان المنصٌر: بروس ج. نيكولز– مثلا - من صرعى البداوة أودراويش النفط أومتأثرا بسوء العرض .. وهو يتحدث بهذا الحديث مدركا حقيقة الإسلام بدقة يغبط عليها
انظروا مثلاً إلي فهم الإسلام الذي يقدمه المنصر كينيث أ . كراج ، حيث يقول :
( دعونا نواصل الحديث عن الجسور ، إن للقرآن والإنجيل أرضية مشتركة من الإيمان بالخلق : " هو (الله) الذي يقول كن فيكون "
إن الخلق المبدع هو لله والأرض الطيبة كذلك ، والتي ينظر إليها علي أنها مسكن الإنسان ومجال نشاطه و"الأمانة" التي حملها
والإنسان هو " خليفة " الرب في "حكم" النظام الطبيعي
وهو في ذلك مسير بإرادة إلهية
وتفهم الغاية الإلهية بالنسبة للعالم من خلال تسخيره للإنسان الفلاح والزارع والتقني والفنان والعالم الذي يمتلك ويستكشف
ويستغل العالم بتفويض إلهي
كما أنه يكون مسؤولاً عن أعماله هذه أمام الرب
فالإنسان مخلوق أدني من الرب ، وهو عبد للسلطة الإلهية ، وخليفة ومندوب في مواجهة الطبيعة .
من هذا المنطلق توجد جوانب عديدة من الفهم المشترك تساعدنا علي القيام باتخاذ الموقف الصحيح في وجه كل ما من شأنه أن يتعدى علي الكرامة الإنسانية والمجال الإلهي ، وليس فقط فيما يتعلق بالقضايا المعاصرة كالسلطة والبيئة ، والمسؤولية عن الموارد والعدل الاجتماعي والتراحم ، بل بأكثر من هذا ،
والقرآن ( سورة 2 : 33 وما بعدها ) يقرر أن الشيطان هو رأس الاتهام، فبعد أن اعترض علي خلافة الإنسان ، ثم تمرد علي الرب لنفس السبب ، فإن هدفه التاريخي هو إغواء البشر وتشتيت وإفساد العمل البشري والثقافة ، حتى يستطيع أن يثبت للرب خطأ ما قام به { حاشا لله } بتكريمه للدور الإنساني ، وهذه الموضوعات مثيرة جداً
وإذا كان من الواجب " أن ندع الرب يكون رباً " يجب علينا كذلك " أن نجعل الإنسان يكون إنساناً "
ومن هنا بالطبع كانت ضرورة الهدي كما يطلق عليه الإسلام ، والذي يسترشد به الإنسان في أزمة مصيره عبر التاريخ ، ومن هنا أيضاً جاء تعاقب الأنبياء المرسلين لتحذير وتوجيه الاستجابة البشرية ، إذن فالنظرة القرآنية إلي الأنبياء في التاريخ لا تختلف كثيراً عن مرامي أمثلة المسيح عن الكرم والكرامين والرسل ، فخصوصية مهمة اليهود غير واردة ، ولكن مسؤولية الإنسان أمام الرب في تسخير الطبيعة عبر التاريخ حقيقة هامة في المفهوم الإسلامي للخلق، وفي مكانة النبوءة المتميزة في التاريخ .
هنا تبرز بالطبع بعض العقبات ، ولكن قبل أن نتطرق إليها هنالك بعض السمات القرآنية الأخرى لمخلوقية الإنسان الأساسية ، والتي تساعدنا في مهمتنا ، فالطبيعة تحت وصاية الإنسان هي بالنسبة للقرآن دنيا من الآيات، وهذا اللفظ موجود في كل صفحة من صفحات القرآن تقريباً ، إن الآيات تشد الانتباه ، وهذا هو أساس العلم كله فالإنسان يلاحظ ويراقب ويصنف ، ثم يسخر الظواهر الطبيعية ، والإسلام هنا يشعر بالفخر والاعتزاز في تشجيعه السيادة الإنسانية من خلال اليقظة الماهرة والقيام بالجهد اللازم وبكل دقة ، ونحن ننحني لننتصر ، فالطبيعة لم تعط العلوم من خلال طرح بيانات معينة ، بل حقق ذلك الإنسان من خلال التساؤلات التي طرحها علي الطبيعة "والتي" قامت بالرد عليها .
غير أن اليقظة التي تتطلبها هذه الآيات هي أكثر بكثير من كونها عقلانية . ) .
ثم يقول : ( إن النفور الموروث لا يزول بسهولة ، وكثيراً ما يؤكد القرآن علي أنه قدم بطريقة تسهل علي الناس فهمه ، فالقرآن ليس طلمساً قصد به إخفاء الحقيقة من خلال التعبير والأخبار ، كما تدعي ذلك فئة من الأحبار . ) .
ثم يقول : ( لقد رأينا كيف يشرع الإسلام فيما يخص الله ، والإنسان ، وإضافة إلي ذلك يري القرآن أن هذا التشريع يلائم الطاعة في وجود شروط معينة ، تمثلها بصورة عامة الدولة الإسلامية التي أُنيط بها النظام السياسي منذ الهجرة
ويأتي بعد ذلك نمط الحياة اليومي " الصلوات اليومية الخمس والصوم والحج والزكاة "
ونظام التكافل الاجتماعي في الأمة الإسلامية
وعلي ضوء هذا فقد نظر الإسلام إلي الإنسان علي أنه يمكن أن يتحسن حتى يبلغ درجة الكمال ، فالإسلام واثق بأن التشريع في القرآن والرحمة في المجتمع والسنة التي يمكن أن تحتذي والانضباط في الأنماط الاجتماعية والرعاية التي يمكن أن يوفرها نظام الحكم الإسلامي ستكون كافية لتحقيق واجب الإنسان والدعوة الموجهة إليه لعبودية الله ....
إن الكتاب المقدس الذي يدعو إلي أن عيسي هو المخلص يلزمه أن يواجه الحيرة الأساسية والكراهية الراسخة في الإسلام لهذا المفهوم ، ولكن حتى هنا وبسبب صعوبة المهام التي نواجهها هنالك بعض الأمور اللاهوتية العقيدية التي ينبغي توضيحها :
انطلاقاً من مقطع هام في القرآن (4 : 157 وما يليها ) ونتيجة لاعتبارات أخري في اللاهوت الإسلامي ، فإن الإسلام يري :
أ - أن المسيح لم يصلب .
ب - أن الصلب ما كان من الواجب أن يحدث .
ج - أن الصلب لا حاجة له أن يحدث .
فالإسلام ينكر حدوث الواقعة تاريخياً ويرفض احتمال حدوثها علي أساس أخلاقي كما يرفض الضرورة لها علي أساس عقائدي . ) .
ثم يقول : ( فالمسلمون يعتقدون أن يسوع ما كان ينبغي أن يتعذب بهذا المعني الذي يتضمن عجز الرب في الدفاع عن خادمه " بل وأكثر من هذا إن قلنا ابنه ! " . ومن هذا المنطلق فإن الرب " يودع قدرته " في حقيقة أن المسيح لم يمت
علاوة علي ذلك فإن تحمل عقاب الإثم نيابة عن الآخرين ليس من الأخلاق في شئ . فالقرآن يقول { ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخري } ( سورة 6 : الأنعام ) . إذ ليس من العدل معاقبة (أ) لذنب ارتكبه ، (ب) ، ولهذا فالمسلمون يشعرون بأن فكرة البديل النصرانية هي فكرة غير أخلاقية إلي حد بعيد . ) .
ثم يقول : ( ولكن هل هذه المعاناة التي تفتدي الإنسان ضرورية للقدرة الكلية الإلهية ، فالإسلام يقول أن رحمة الله تسع جميع مخلوقاته والقرآن يؤكد : ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) . ( 82 يس) . وهذا يعني أن المغفرة الإلهية عمل مهيب يحدث دون جهد ، ولهذا فإن فكرة " المخلص " الذي " مكن " الرب من أن يغفر لنا توحي بالعجز الرباني
فهل يحتاج الرب أبداً " للمساعدة " من أجل تحقيق إرادته ؟
وهذا يوضح أننا نحتاج لأن نكون فطنين وحذرين جداً فيما نقوله أثناء الدعوة { يقصد تبشير المسلم } خشية الوقوع في مفاهيم خاطئة
ما هي الطريقة التي يمكن أن نوضح بها " "ضرروة " الصليب باعتباره شكل ومضمون القدرة الربانية في المغفرة ؟
هل يمكن لمغفرتنا إذا جاز التعبير أن تكون مشكلة الرب ؟ . ) المصدر السابق من ص 274 إلى 281
بسم الله ما شاء الله !!.))
هكذا يفهم المنصر الإسلام
فهل كان المنصٌر: المنصر كينيث أ . كراج من صرعى البداوة أودراويش النفط أومتأثرا بسوء العرض .. وهو يتحدث بهذا الحديث مدركا حقيقة الإسلام بدقة يغبط عليها

فهل كان هؤلاء جميعا بدوا ينقلون ثقافة البادية عبر ظهور النفط وهجرة المسترزقين من العمال والمعارين والمهاجرين في العصر الحديث كما يصرح بذلك دعاة الحداثة مستهبلين في تجاهلهم أن عشرات الآلاف والملايين من جميع أنحاء العالم كانوا وما يزالون يذهبون ويرجعون سنويا منذ ظهور الإسلام ليؤدوا سنويا فريضة الحج ؟؟ فضلا عن أن الإسلام قد أطل علينا من هناك قبل ظهور النفط بقرون (27)
ألا إنه هو الإسلام بما له من صفة الشمول الجديرة بكل دين صحيح

إن القول " بأن الإسلام لا بد له من السلطة التي تقيمه وتحميه وترمز إليه " لم يكن قط بداوة أو تطرفا أو ظاهرة نفطوية من جماعات ما يسمى الإسلام السياسي ، وهو من مسلمات الفكر الإسلامي طوال أربعة عشر قرنا ؟!
وهنا يظهر سؤال يتردد : وإذن فكيف توارى الكلام عن تطبيق الشريعة الإسلامية منذ انتكاسة العالم الإسلامي ووقوعه بين براثن الاستعمار الأوربي بعد أن كان سيد "الكلام" طوال التاريخ الإسلامي حتى في السبعينيات من القرن الماضي ؟؟
وجوابنا : ربما كان ذلك من تدبير العناية الإلهية ونداء لنا : أن طهروا أعطافكم أولا من حشرات " العلمانية " الخفية والظاهرة فيكم
انتبهوا أولا إلى تسلل هذه الحشرات السامة بين ثناياكم وكيف " أثمرت " بمكائدها فيكم .. يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.