السمك ومقاطعته !    «الزراعة»: تطوير بحيرة البردويل بسيناء بما يساهم في رفع إنتاجية الأسماك    حلم الكفراوى    وزارة التخطيط تشارك في المنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة بأديس أبابا    الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض .. وارتفاع أسهم التعدين 1.9%    اتصالات مصرية موسعة لإقرار الهدنة في غزة    سفير مصر في موسكو يشارك في اجتماع مبعوثي دول تجمع بريكس حول الوضع بالشرق الأوسط    تشكيل أهلي جدة الرسمي أمام الرياض في الدوري السعودي    تفاصيل جلسة أمين صندوق الزمالك مع قنصل مصر في غانا    جلسة تحفيزية لمدرب يد الزمالك قبل لقاء أمل سكيكدة بنصف نهائي كأس الكؤوس    موقف بيلينجهام.. قائمة ريال مدريد لمواجهة سوسيداد في الدوري الإسباني    ضبط 2.5 طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء في الإسماعيلية    «القطر مش هيتأخر».. مواعيد القطارات المتحركة بالتوقيت الشتوي بعد تطبيق الصيفي    اللحظات الأخير في حياة مسعد رضوان صاحب أغنية «يلا بينا».. «كان بيضحك مع أبنائه»    فى ذكرى تحرير سيناء| النصر يأتى بطاعة الله والالتزام بتعاليمه    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    أطلق حمامة بيضاء.. الملك فؤاد الثاني يزور القاعة الملكية باستاد الإسكندرية (صور)    خالد الجندي: مصر لن تفرّط في حبة رمل من سيناء    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    طريقة عمل البيتزا والمقرمشات من بواقي الفينو.. «مش هتبطل تجربها»    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    بعد إعلان استمراره.. ثنائي جديد ينضم لجهاز تشافي في برشلونة    وزير الرياضة يشهد انطلاق مهرجان أنسومينا للألعاب الإلكترونية    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    رئيس جامعة قناة السويس يُعلن انطلاق أكبر حملة تشجير بجميع الكليات    تفاصيل الاجتماع المشترك بين "الصحفيين" و"المهن التمثيلية" ونواب بشأن أزمة تغطية جنازات المشاهير    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    حرب شاملة.. روسيا تحذر حلف الناتو من نشر أسلحة نووية في بولندا    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    الرئيس السيسي: نرفض تهجير الفلسطينيين حفاظا على القضية وحماية لأمن مصر    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    الين يهبط لأدنى مستوياته في 34 عاما أمام الدولار    إصابة ربة منزل سقطت بين الرصيف والقطار بسوهاج    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    أول تعليق من ناهد السباعي بعد تكريم والدتها في مهرجان قرطاج السينمائي    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزهر.. بين فتنة الوباء.. وفتنة السلطان.. وصيرورة الإلغاء
نشر في الشعب يوم 06 - 01 - 2007


بقلم: أد : يحيى هاشم حسن فرغل
yehia_hashem@ hotmail .com
http:://www.yehiahashem.jeeran.com
[email protected]

أكد الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف " أمام مجلس الشورى (المصدر : المصريون: : بتاريخ 24 - 12 – 2006 ) أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ولا السلطة الدينية ، .... وكان أحرى به أن يعلن أنه لا يعرف الوزارة الدينية وعليه تلغى وزارة الأوقاف ، وأنه لا يعرف الجامعة الدينية وعليه تلغى جامعة الأزهر ، وأنه لا يعرف النقابة الدينية ، وعليه تلغى نقابة الأشراف ، وأنه لا يعرف البنك الإسلامي وعليه يلغى بنك فيصل !! واللي مش عاجبه الربا يشرب من البحر
وإذا كنا قد وصلنا بهذا المنطق إلى إلغاء الوزارة فلم يعد هناك ولله الحمد حاجة بنا إلى وزيرها ولا إلى قراراته البوليسية التي قرر فيها حسب تصريحه ( أنه يحظر على أي فئة إلقاء الخطب داخل المسجد سواء كانت هذه الفئة دينية أو غيرها دون موافقة الوزارة ، لافتًا إلى أن من يخالف ذلك عقوبته السجن والغرامة.) كما لم تعد بنا حاجة إلى تقرير أخطائه العقدية في قوله إن ( الإسلام لا يعرف التفرقة بين مسلم وقبطي وإن الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً لما يروجه هؤلاء ضد الأقباط، حسب قوله )

وإذا كان معالي الأستاذ الدكتور الوزير قد وصف الإخوان المسلمين بأنهم ( فئة ذات أفكار هدامة ودعاهم ب "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين" ) - فأجدر به أن يدعو إلى إغلاق الأزهر باعتباره المحضن الذي أنتجهم وهو المحضن المتصل بجذوره منذ نزول القرآن الكريم إلى ما عليه حال الأزهر اليوم
إنه من بداية نزول الذكر الحكيم اتصل الطريق في سياسة الدنيا بالدين عبر العصور والقرون .. إلى أروقة الأزهر التي قدمت الإمام الدرديري وعمر مكرم والشرقاوي وحسن البنا ومحمد فرغلي والباقوري والغزالي وسيد سابق والقرضاوي ومجمع البحوث الإسلامية ..
*****
سؤال يتردد : كيف أصبح الكلام عن تطبيق الشريعة الإسلامية التي انطلقت أول ما انطلقت من مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية ابتداء من عام 1965 .. كيف أصبحت سبة وعارا بعد أن كان سيد "الكلام" وبخاصة في عهد شيخ الأزهر عبد الحليم محمود في السبعينيات من القرن الماضي ؟؟
وجوابنا : ربما كان ذلك من تدبير العناية الإلهية ونداء لنا : أن طهروا أعطافكم أولا من حشرات " العلمانية " الخفية والظاهرة فيكم
انتبهوا أولا إلى تسلل هذه الحشرات السامة بين ثناياكم وكيف " أثمرت " بمكائدها فيكم ..
إنه لمن المكائد الخفية للعلمانية الشعبية الغبية المترهلة الكسولة ...والعلمانية الاستشراقية المنكرة ....والعلمانية المستلبة المطلة علينا من نافذة في دين " بولس " الذي ألغى الناموس.. والعلمانية التصوفية اللاواعية الغارقة في روحانية عجماء ..والعلمانية اللاواعية عند بعض كبار الدعاة والمفتين الطامعين أو المقموعين ..
أن اختزلت مبنى الإسلام في الحدود ، ثم زعمت أن الحدود إنما تمثل خمسة في المائة من الشريعة ، وأعطت بذلك رخصة للحكومات – وهي في باطنها علمانية - أن تزغرد في عبها وأن تلقي عبء تطبيق الشريعة وراء ظهرها وأن تنتظر حتى يقوم الأفراد بما عليهم أولا وهو الخمسة والتسعون الباقية ..وهيهات !! ولقد كذبوا على أنفسهم وعلى الناس وعلى الحكومات مرتين : مرة إذ جعلوها – أي الحدود – هي كل ما على الحكومات أن تقوم به في تطبيق الشريعة ، وكذبوا ثانيا إذ أعطوا الحدود قيمتها الذاتية مساوية لقيمتها العددية ، وهم أدرى الناس ببطلان هذه المقايسة : إذ أنهم يعلمون على سبيل المثال : أن الشهادتين واحدة في العدد ولكنها روح المبنى الإسلامي كله .
وآخرون اختزلوا مبنى الإسلام في أركانه الخمسة المعروفة موهمين أو متوهمين أنهم يستندون في ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )
ثم ذهب أقلهم انحرافا إلى الانكفاء على هذه الخمس- دون مقتضياتها - وكفى الله المؤمنين القتال ، بينما أن الحديث صريح في أن هذه الخمسة هي أساس البناء وليست المبنى نفسه ، إذ المبني كيان يأتي فوق الأساس المبني عليه ، وهم فيما فعلوا كأنهم - بحكم حرفية نص الحديث ( بني الإسلام على..) - قد أخذوا الخمسة وتركوا الإسلام ، أوهم أشبه بمن يضع أساس بناء شاهق ثم يسكن بين أركان هذا الأساس شأن الضواري والقطط والفئران وما أشبه ، وليس شأن قاصد البناء ، ونص الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على .. ) يدين هؤلاء ، وهم في مسلكهم هذا كأنهم قاموا بتحريف مباشر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فبينما يقول لهم " بني الإسلام على .. " هذه الخمسة اختزلوه في عبارة " الإسلام هو هذه الخمسة ... " ، ومن هنا جرت التربية الشعبية والمدرسية والدعوية والتوعوية في عصور متأخرة متوالية على أن الإسلام هو هذه الخمسة ، وأن هذه الخمسة هي الإسلام ، بينما أن البناء لا يزال ينتظر من يبنيه ممن يفهمه فهما خالصا بريئا من كيد الشيطان وكيد العلمانية بأنواعها المذكورة أعلاه ، إنه مع وضع أسسه في هذه الخمسة يتطلب البناء فوقها ، ويستنفر العاملين في الأسس ويشغل بالهم ويحرك أيديهم وأقدامهم ويصعد بهم نحو بناء طبقاته المتوالية المتساندة المتكاملة : العقدية والأخلاقية ، والعبادية والمعاملاتية والفقهية والعلمية ، والمعيشية والاقتصادية والسياسية ، وحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، ونظام الحكم ، و أن تحكموا بين الناس بالعدل ، وأمرهم شورى بينهم ، والأخوة الإسلامية ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والعمل به والنهي عن المنكر والعمل على تغييره ، والنصح لله ولرسوله وللمؤمنين ، والولاء في الله والبراء من أعداء الله ، وكلمة حق عند سلطان جائر ، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، والصبر على الطاعة والصبر على البلاء ، والصبر عن المعصية ، وحسن الجوار والحياء والعفة والأمانة والصدق والرفق والشجاعة ، ، وإصلاح ذات البين ، وطاعة الوالدين ، وبناء الأسرة ، وإشاعة الأمن ، والتعاون ، وإفشاء السلام ، والتواضع ، والتكافل الاجتماعي ، و العدالة الاجتماعية ، وطاعة الله ورسوله فيما أمر ونهى ، وأولي الأمر ممن يستحقون وصفهم بذلك ، ، والدعوة إلى الإسلام ، واللاطاعة في معصية الله ، وطهارة الباطن وصحة الظاهر إلخ هذه الفرائض ..
والإعراض عن اللغو ، وتجنب الربا والزنا وتحريم المحرمات من التجسس وقتل النفس بغير حق والسرقة وقهر اليتيم ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وهجر المعاصي ما كبر منها وما صغر ، والفواحش ما ظهر منها وما بطن ،..
إلخ هذه الفرائض والمحرمات والشعب التي جاءت الإشارة إليها في الحديث في صحيح البخاري بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) ورَوَاهُ أَصْحَاب السُّنَن الثَّلاثَة مِنْ طَرِيقه فَقَالُوا : بِضْع وَسَبْعُونَ َ
وبصورة شاملة إنما يظهر مبنى الإسلام في تطبيق الشريعة تطبيقا شاملا ، أصولا وفروعا ومقاصد ، وأخيرا يظهر باذخا شاهقا رائعا جميلا جليلا آمنا أمينا في بنائه الحضاري الكامل الذي وضعت الأسس الخمسة من أجله ، حيث " الحضارة الإسلامية " مقصد كلي شرعي أصيل من مقاصد الشريعة ملحوظ في خلافة الإنسان على الأرض - وقد بينا هذا المقصد في مقال سابق بعنوان " الحضارة مقصد شرعي " نشر بالشعب الألكترونية بتاريخ 21 11 2003 ، ونشر في كتاب مستقل بعنوان " الإسلام ومشكلة الحضارة بين التعددية والصراع " –نشر مكتبة الصحابة بالقاهرة وجدة ،
وها قد أصبحنا – على أفضل الأحوال - نعيش بين جنبات الأساس دون أن نقيم البناء المنتظر ، وكان لابد مع هذا الصنيع أن نعيش مشردين في عراء التاريخ ، وأن نستجدي الظل تحت أبنية الآخرين ونتسول الأمن من أنياب الأبالسة ونستورد الفتوى من أروقة المخابرات . وياله من قصور وتقصير ، وياله من ضياع وياله من تشرد وياله من شقاء .

يقول أحدهم - وإن كان قد كتب من موقع إسلامي : ( الخطأ الذي يقع فيه الفكر المتطرف - حين يمارس المزج بين الدين والسياسة - أنه يعتبر الإسلام على سعته وشموله لابد له من السلطة فهي التي تقيمه وترمز إليه ) ثم يرد على هؤلاء " المتطرفين " قائلا : ( لا شك في فساد هذا التفكير من وجهة النظر الإسلامية ) لماذا ؟ يقول مستدلا على غير دعواه : ( فالإسلام أوسع ببنائه العقدي والأخلاقي من أن يكون مجرد سلطة لها تشريع ملزم ، وتشريع الإسلام هو منهج اجتماعي كامل ، وليس نظام حكم سياسي فحسب )
يا سبحان الله وهل قرر المنادون بضرورة السلطة السياسة للإسلام بغير ذلك ؟ هل قال أحد على الإطلاق إن الإسلام " مجرد سلطة لها تشريع " إلخ متطرفا كان أو غير متطرف؟
إن القول بأن الإسلام لابد له من السلطة التي تقيمه وترمز إليه شيء ، وأن الإسلام مجرد سلطة شيء آخر كما يعرف القارئ الكريم

وكيف يكون القول " بأن الإسلام لا بد له من السلطة التي تقيمه وترمز إليه " كيف يكون تطرفا وهو " صريح الكتاب والسنة " ، والمعلوم من الدين بالضرورة ، وهو مقتضى الإيمان بالله وكتابه ورسوله ، وهو مسلك جماعة المسلمين وأهل القدوة في الإسلام في جميع العصور ، لا فرق بين فرقة وأخرى ولا بين سنة وشيعة ومعتزلة ومن مسلمات الفكر الإسلامي طوال أربعة عشر قرنا ؟!
وكيف يكون القول " بأن الإسلام لا بد له من السلطة التي تقيمه وترمز إليه " كيف يكون فكرا هداما ووباءا إخوانيا حسب تعبير السيد وزير الأوقاف وهو من مسلمات الفكر الإسلامي طوال أربعة عشر قرنا ؟!
وكيف يكون فكرا هداما ووباءا إخوانيا وهو فرع لتطبيق الشريعة نظريا وأساس لها عمليا ، وإلغاؤها يعني إلغاء الوجه العملي للإسلام إنه يعني إلغاء الإسلام عمليا ، إنه يعني القيام بدور بولس الذي ألغى الناموس ، إنه – حرفيا – يعني إلغاء الإسلام .
(1) أليس أن القرآن الكريم هو صاحب الكلمة العليا في شمول الإسلام للحكم والتشريع شاء العلمانيون أو أبوا ؟ .
إنه بعد أن يتحدث القرآن الكريم عن الحلال والحرام وبعد أن يتحدث عن صراط الله المستقيم وبعد أن يشير إلى القرآن بوجوب الاتباع في آيات سورة الأنعام 150-159 ....يقول سبحانه وتعالى : قاطعا ما بين الإسلام وبين الرافضين لشموله ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) الأنعام 159 ثم يؤكد شمول الإسلام في قوله تعالى ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ) الأنعام 162 ، ويعتبر الرافضين للشمول مشركين ( قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ) الأنعام 164 ، ويأتي ذلك كله في سياق واحد كما هو واضح .
وهو إذ يقرر مبدأ الحرية في اعتناق الدين ( لا إكراه في الدين ) 256 البقرة يردفه في الآية التالية مباشرة بتقرير الجزاء على حسن الاختيار أو سوئه في قوله تعالى ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) 257 البقرة .
وهو إذ يقرر هذا المبدأ في قوله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) يردفه مباشرة بتقرير المسئولية عن حسن الاختيار أو سوئه بقوله تعالى ( إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار ) الكهف 29-31
ومن خلال هذه النظرة الشمولية يخاطب القرآن أهل الكتاب قائلا : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ، وما الله بغافل عما تعملون ) البقرة 85
ومن الآيات التي توجب اتباع الشريعة كركن أساسي في صفة الإيمان قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ، يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) النساء 60
وقوله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) الأحزاب 36
ويرد مقولة العلمانية القائمة على استبعاد الدين من سياسة الحياة الدنيا ما نجده في القرآن الكريم من ازدواج الجزاء على بعض الجرائم : جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة ..
ومن ذلك قوله تعالى في جزاء جريمة الحرابة : ( ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) المائدة 33 ، وقوله تعالى في جزاء جريمة القذف : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) النور 19 ، وقوله تعالى في جزاء جريمة القتل ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ) البقرة 178 ، ثم في قوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) النساء 93
ولا يكتفي القرآن بأن تكون هذه النظرة قاصرة على ما أوحى الله به إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولكن يريد لها أن تتسع لتشمل كل ما جاء به الوحي إلى الأنبياء في جميع العصور ، فيقول سبحانه وتعالى ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) النساء 150- 151
وإنه لمن الملفت للنظر أنه من أكثر ما جاء في القرآن الكريم حكما صريحا بالكفر هو ما جاء في شأن العلمانية نصا: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) الظالمون . الفاسقون
إنه الإسلام بما له من صفة الشمول الجديرة بكل دين صحيح
ومن الملفت للنظر أيضا أن القرآن الكريم لم يدع مجالا في هذا المقام لمنكري السنة سواء منهم المتنكرون للشريعة بجملتها انطلاقا من فلسفة النسبية التاريخية ، وقد كتبنا ردا عليهم في مقالنا بعنوان ( الإسلام في مواجهة النسبية التاريخية ) بجريدة الشعب الألكترونية ، بتاريخ 2672003 وهم ينكرون السنة كخطوة إلى إنكار القرآن والإسلام جميعا ، أو من فصيل منهم من السائرين في نفس الاتجاه ، ممن يدعون ب " القرآنيين " الذين يتستر بعضهم في دعواه وراء التشكيك في مصادر خبر الواحد تارة ووراء دلالته تارة ، وتارة أخرى وراء راية اكتمال القرآن ، وقد غاب وعيهم وتكلس حسهم عن أن القرآن نفسه يجعل إنكار السنة إنكارا للقرآن نفسه ، في آيات كثيرة قطعية الثبوت والدلالة
منها قوله تعالى " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " 7 الحشر ، " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " 59 النساء . " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " 64 النساء " فَلا وَرَبِّكَ لا يؤْمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّموا تَسْليماً " 65 النساء ، "مَنْ يُطِعِ الرَّسولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفيظاً " 80 النساء ، وقوله تعالى ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " 44 النحل ، ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) 64 النحل
وهذه هي أمارات اكتماله : أنه لم يدع الاحتكام للرسول هملا بين من يرغب في ذلك ومن لا يرغب وإنما جعله آية من آياته وجزءا من كماله ، وهو بعد ذلك أو قبل ذلك رسول الله الخاتم الذي "{ وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ، إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يوحى } النجم 3 – 4
ومصدر وحيه هو مصدر وحي القرآن نفسه ، وببيان صريح من القرآن ذاته . .

(2) وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم من فئة ذات أفكار هدامة ناشري " الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين"- وهو كما يقول عنه الدكتور محمد عمارة: (إن ابلغ رد على هؤلاء العلمانيين هو الإشارة إلى أبرز معالم هذه الدولة التي أسسها الرسول و صحبه وهي المعالم التي تواترت في أمهات مصادر الحديث والتاريخ ، ولقد قيض الله لهذه القَسمة التي تمثل المنطلق لتراث الإسلام السياسي عالِما أبحر في محيط السنة ، والتقط منه اللبنات التي أقامت معالم دولة المدينة شامخة وبارزة للناظرين .. وهو أبو الحسن علي بن محمد بن موسى بن مسعود بن موسى بن أبي عفرة الخزاعي ( 710 – 879 ه 1026 – 1103 م ) في كتابه " تخريج الدلالات السمعية " ومن هذا الكتاب ندرك أننا بإزاء دولة كاملة الأركان
على رأس هذه الدولة كان القائد والأمير وولي الأمر والإمام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
وكان له وزراء ومشيرون ، وكان منهم من اختص بالحجابة والسقاية والكتابة والترجمة وحمل الخاتم وإمارة الحج ، ومنهم كانت عمالات في التعليم والإعلام والعلاقات الخارجية والسفراء والتراجمة والشعراء والخطباء ، وفي القطاع الحربي كان هناك غير أمراء القتال وجنده كتاب الجيش وفارضو العطاء والعرفاء ورؤساء الجند . وعلى النواحي كان هناك ولاة وأمراء الأقاليم وفيها كان القضاة وعمال الجباية والخراج والقائم على الحمى وصاحب المساحة وعمال الزكاة والصدقات والخارصون للثمار كما كان هناك فارضو المواريث وفارضو النفقات ، وكان هناك من يقوم بمهمة المحتسب وصاحب العسس ومتولي حراسة المدينة والعين الجاسوس والسجان والمنادي ومقيم الحدود ومتولي التطبيب والعلاج ، وعند الغزو كان هناك أمراء الجهاد والمستخلفون في المدينة ومن يستنفر الناس للقتال ، وصاحب السلاح وصاحب اللواء وأمراء أقسام الجيش وحراس القائد والقائمون على متاع السفر ومن يخذلون الأعداء ومن يبشرون بالنصر إلخ . أنظر كتاب ( تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحرف والصنايع والعمالات الشرعية ) نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة 1980 تحقيق الأستاذ محمد أحمد أبو سلامة
(3) وهل كان الصحابة رضي الله عنهم من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين"وهم يذكرون أن الآية في قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " المائدة 44 " عامة في كل من لم يحكم بما أنزل الله من المسلمين واليهود والكفار أي معتقدا ذلك مستحلا له كما ورد بكتب التفسير .
(4) وهل كان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين"وهو يدعو - إلى الأخذ بتعاليم الإسلام في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر(3) . حيث لا يرى الخروج بالسيف من بداية الأمر ، لأن (...ما يفسدون من ذلك أكثر مما يصلحون ، من سفك الدماء واستحلال المحارم وانتهاب الأموال .. (4))
لكن هذا ما يقول به الإمام في المرحلة الأولى من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . فلا بد أولاً من أن تكون محاولة للإصلاح بدون " الخروج " ،
يقول أبو حنيفة: نعم ، تأمر وتنهى فئة البغي فإن قبل ، وإلا قاتلتها فتكون مع الفئة العادلة .. (5).
وهو يقول أيضاً ( فقاتل أهل البغي(1) ) ويبين أبو حنيفة أن هذا القتال لا يصح أن يكون بدعوى كفر البغاة ، ولكن باسم بغيهم فحسب ، يقول ( فقاتل أهل البغي بالبغي لا بالكفر ).

(5) وهل كان الإمام الشاطبي م من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين" وهو يقول منذ قرون فيما يعتبر تفنيدا لدعاوى العلمانية : ( ومدار الغلط هو الجهل بمقاصد الشرع ، وعدم ضم أطرافه بعضها لبعض ، فإن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كلياتها وأجزائها المرتبة عليها ، وعامها المرتب على خاصها ، ومطلقها المحمول على مقيدها ، ، إلى ما سوى ذلك من مناحيها ، فإذا حصل للناظر من جملتها حكم من الأحكام فذلك حكمها الذي نطقت به حين استنطقت ) انظر الموافقات ج1 ص 329 ط المنار عام 1332 ه
إنه الإسلام بما له من صفة الشمول الجديرة بكل دين صحيح
(6) وهل كان الإمام الطبري رضي الله عنه المتوفى عام 310 ه من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين" وهو يذكر في تفسير قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " المائدة 44 " : ( إن الله تعالى عم بالخبر بذلك عن قوم كانوا جاحدين فأخبرهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون ، وكذلك القول عن كل من لم يحكم بما أنزل الله جاحدا به هو بالله كافر ، لأن جحوده حكم الله بعد علمه أنه أنزله في كتابه نظير جحوده نبوة نبيه بعد علمه أنه نبي )
(7) وهل كان الإمام الغزالي المتوفي عام 505 ه من من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين"وهو يقرر وجوب نصب الإمام ؟ إذ يقول في بيان شرعي وبرهان قوي : ( لا ينكر وجوب نصب الإمام لما فيه من الفوائد ودفع المضار في الدنيا ولكنا نقيم البرهان القطعي الشرعي على وجوبه ، ولسنا نكتفي بما فيه من إجماع الأمة ، بل ننبه على مستند الإجماع ونقول :
نظام أمر الدين مقصود لصاحب الشرع عليه الصلاة والسلام قطعا . وهذه مقدمة قطعية لا يتصور النزاع فيها . ونضيف إليها مقدمة أخرى : وهي أنه لا يحصل نظام الدين إلا بإمام مطاع
فيحصل من المقدمتين صحة الدعوى : وهو وجوب نصب الإمام )
ثم يبين الإمام الغزالي البرهان على المقدمة الثانية وهو أن نظام الدين لا يحصل إلا بإمام مطاع فيقول : (البرهان عليه أن نظام الدين لا يحصل إلا بنظام الدنيا ، ونظام الدنيا لا يحصل إلا بإمام مطاع. )
ثم يرد اعتراض أشباه العلمانيين من قديم القائلين : بأن الدنيا والدين ضدان والاشتغال بأحدهما خراب للآخر فيقول : ( هذا كلام من لا يفهم ما نريده بالدنيا الآن فإنه لفظ مشترك ، قد يطلق ويراد به فضول التنعم والتلذذ ، والزيادة على الحاجة والضرورة ، وقد يطلق على جميع ما هو محتاج إليه قبل الموت . )
ثم يقول : ( ونظام الدين بالمعرفة والعبادة لا يتوصل إليهما إلا بصحة البدن ، وبقاء الحياة ، وسلامة قدر الحاجات من الكسوة والمسكن والأقوات والأمن ... وليس يأمن الإنسان على روحه وبدنه وماله ومسكنه وقوته في جميع الأحوال ، فلا ينتظم الدين إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات . وإلا فمن كان جميع أوقاته مستغرقا بحراسة نفسه من سيوف الظلمة وطلب قوته من وجه الغلبة متى يتفرغ للعلم والعمل ؟ وهما وسيلتاه إلى سعادة الآخرة ؟ وإذن بان أن نظام الدنيا شرط لنظام الدين )
ثم يسترسل الإمام الغزالي في البرهنة على المقدمة الثانية وهي القول بأن الدنيا والأمن على النفس والأموال لا ينتظم إلا بسلطان مطاع ، فيقول : ( ذلك تشهد له مشاهدة أوقات الفتن بموت السلاطين الأئمة ، وأن ذلك لو دام ولم يتدارك بنصب سلطان آخر مطاع دام الهرج والمرج وعم السيف وشمل القحط وهلكت المواشي ، وبطلت الصناعات ولم يتفرغ أحد للعبادة والعلم ، إن بقي حيا ، والأكثرون يهلكون تحت ظلال السيوف
ولهذا قيل : الدين والسلطان توأمان
ولهذا قيل : الدين أس والسلطان حارس
وما لا أس له فمهدوم ، وما لا حارس له فضائع . ) أنظر الإمام الغزالي في كتابه " الاقتصاد في الاعتقاد " ط مصطفى الحلبي ص 113 – 115
(8) وهل كان الإمام القرطبي رضي الله عنه المتوفى عام 671 ه من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين"وهو يذكر في تفسيره لقوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " المائدة 44 ) : " ان من لم يحكم بما انزل الله ردا للقرآن وجحودا للرسول الكريم فهو كافر "
(9) وهل كان الإمام البيضاوي رضي الله عنه المتوفى عام 685 ه من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين" وهو يذكر في تفسيره للآية " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " المائدة 44 " : ومن لم يحكم بما أنزل الله مستهينا به منكرا له فأولئك هم الكافرون لاستهانتهم به وتمردهم بأن حكموا بغيره ، ولذلك وصفهم بقوله : الكافرون الظالمون الفاسقون ، فكفرهم لإنكاره ، وظلمهم بالحكم بخلافه ، وفسقهم بالخروج عنه.
(9) وهل كان العلامة ابن أبي العز شارح الطحاوية المتوفى عام 792 ه من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين" وهو يقول : ( هنا أمر يجب أن نفطن له : وهو أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفرا ينقل عن الملة ، وقد يكون معصية كبيرة ، أو صغيرة ، ويكون كفرا مجازيا ، وإما كفرا أصغر على القولين المذكورين ،وذلك بحسب حال الحاكم
فإن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب وأنه مخير فيه أو مستهان به مع تيقنه أنه حكم الله فهذا كفرا أكبر
وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله وعلمه في هذه الواقعة وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمى كافرا كفرا مجازيا أو كفرا اصغر
وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأ فهذا مخطئ ، له أجر على اجتهاده ، وخطؤه مغفور )
والفرق بين ما يسمى كفرا أصغر أو مجازيا تابع للخلاف في ما إذا كان للكفر مراتب فالقائلون بذلك يسمون العصيان كفرا أصغر ، وما إذا كان الكفر لا مراتب له وإنما هو حقيقة واحدة كالإيمان فهؤلاء يسمون العصيان كفرا مجازيا . انظر شرح الطحاوية لابن أبي العز ص 228-229-230
(11) وهل كان العلامة ابن خلدون رضي الله عنه المتوفى عام 808 ه من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين" وهو يقرر أن ( نصب الإمام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين ) مقدمة ابن خلدون ، وانظر عمر فروخ في كتابه " تجديد في المسلمين لا في الإسلام " ص 160
(12) وهل كان من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين" صاحب " فواتح الرحموت " عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري في شرحه ل " مسلم الثبوت " في أصول الفقه ، لمحب الدين بن عبد الشكور الهندي المتوفى عام 1119 ه وهو من أواخر ما ألف في أصول الفقه ، وكلمته إذن مطلة على تاريخ الفقه طوال التاريخ الإسلامي يقول : ( لا حكم إلا من الله بإجماع الأمة ، لا كما في كتب بعض المشايخ لأن هذا عندنا – أي أهل السنة – وعند المعتزلة الحاكم العقل ، فإن هذا مما لا يجترئ عليه أحد ممن يدعي الإسلام ) أنظر " فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت " ذيل كتاب " المستصفى " للإمام الغزالي ، طبع المطبعة الأميرية بمصر عام 1324 ه ص 25
(13) وهل كان رفاعة رافع الطهطاوي –أسير التنويريين ، فك الله أسره !! –من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وهو يدون كتابه بعنوان " الدولة الإسلامية : نظامها وعمالاتها " وهو المتمم لكتاب " نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز " بتعليق عبد الرحمن حسن محمود وفاروق حامد بدر ؛ نشر مكتبة الآداب الجماميز عام 1990 م
(14) - وهل كان الشيخ محمد عبده من من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وهو ينفي عن الإسلام ما يسميه الإفرنج " الثيوقراطية " يقول في الوقت نفسه : ( لكن الإسلام دين وشرع ، فقد وضع حدودا ورسم حقوقا ، فليس كل معتقد في ظاهر أمره بحكم يجري عليه في عمله ، فقد يغلب الهوى وتتحكم الشهوة ، فيغمط الحق ، ويتعدى المعتدي الحد ، فلا تكمل الحكمة من تشريع الأحكام إلا إذا وجدت قوة لإقامة الحدود وتنفيذ حكم القاضي بالحق ، وصون الجماعة ، وتلك القوة لا يجوز أن تكون فوضى في عدد كثير فلابد أن تكون في واحد وهو السلطان أو الخليفة )
ثم يحترس عن الثيوقراطية فيقول : ( الخليفة عند المسلمين ليس بمعصوم ، ولا هو مهبط الوحي ، ولا من حقه الاستئثار بتفسير الكتاب والسنة ) أنظر الإسلام دين العلم والمدنية تحقيق طاهر الطناحي ونشر دار الهلال ص 100- 101
(15) وهل كان شيخ الإسلام الشيخ مصطفى صبري من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وهو يؤكد لزوم الشريعة الإسلامية في مواجهة علمانية أتاتورك في كتابه ( النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة )
(16) وهل كان الشيخ رشيد رضا من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وهو يواجه بوادر العلمانية في مصر في كتابه ( الخلافة أو الإمامة العظمى )
(17) وهل كان من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين كل من الأمير شكيب أرسلان ومحب الدين الخطيب والشيخ أحمد شاكر وأبو الحسن الندوي
(18) وهل كان مصطفى صادق الرافعي من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين في كتابه ( بين القديم والجديد ) رادا على طه حسبن في كنابه ( مستقبل الثقافة في مصر )
(19) وهل كان الفقيه الدستوري الأشهر الأستاذ الدكتور عبد الرزاق السنهوري من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وهو يواجه العلمانية في كتابه ( الخلافة ونظام الحكم الإسلامي)
(20) وهل كان فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين في قوله بعد حادث المنصة بأيام : ( إن الدين الذي لا يتناول في مفهومه السياسة ومنهجها في قيادة المجتمعات يظل ناقصا .. ونعوذ بالله وبديننا أن يكون كذلك ) مجلة آخر ساعة نوفمبر 1981
(21) وهل كان الأستاذ الدكتور محمد البهي وزير الأوقاف الأسبق استاذي واستاذ الوزير الأقرب من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين " وهو يقول عن العلمانية في كتابه " العلمانية والإسلام بين الفكر والتطبيق " نشرة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر :ص 7" ليس لها مكان في وجود الإنسان مع الإسلام ، فإما أن يوجد الإسلام ولا علمانية ، أو توجد العلمانية ولا إسلام "
إنه الإسلام بما له من صفة الشمول الجديرة بكل دين صحيح
(22) وهل كان الأزهر من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وهو أي الأزهر مضرب المثل في البعد عما يسمى التطرف – وله موقف ثابت من هذه القضية ، في جميع أحواله ، وبين أيدينا بيان من جماعة علماء الأزهر أصدرته فور عقد معاهدة 1936 ، يدعو إلى الحكم تالشريعة توهما منها بأن الفرصة قد صارت سانحة للحكم بكتاب الله بعد أن انزاح كابوس الاستعمار عن البلاد ، وقد نشرناه في ذيل رسالة لنا عن التطرف ألقيناها بمؤتمر الشرطة ، نشرت ملحقة بمجلة الأزهر في عدد جمادى الأولى 1408 ه ، كما نشرت في ذيل كتاب لنا عن ( حقيقة العلمانية ) أصدرته الأمانة العامة للدعوة بالأزهر بإشراف شيخ الأزهر الشيخ جاد الحق .
(23) وهل كانت هيئة كبار العلماء بالأزهر من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وهي تصدر بيانها – قبل تشكيل مجمع البحوث الإسلامية – بصدد الرد على الشيخ على عبد الرازق وشيعته الذين يستدلون بقوله صلى اله عليه وسلم " لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء " على انسحاب الإسلام من شئون الحياة الدنيا وهم مع ذلك ما يزالون يعتقدون بصحة القرآن الكريم !! إذ يقول البيان :( هل يرى هؤلاء أن تدبير أمور الدنيا وسياسة الناس أهون عند الله من شيء من المال يقول الله في شأنه " ولا تؤتوا السفهاء أموالكم " أو من صاع شعير يقول الله في شأنه : " أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ، وزنوا بالقسطاس المستقيم " ثم يتساءل البيان :
ماذا يعمل هؤلاء في مثل قوله تعالى " إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس بما أراك الله " وقوله تعالى : " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم " وقوله تعالى : "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " وقوله تعالى " لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم "
أنظر كتيب " حكم هيئة كبار العلماء في كتاب الإسلام وأصول الحكم " نشر عام 1344 ه ص 11- 13
(24) وهل صدرت من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين قرارات مجمع البحوث بالأزهر في عهود الأئمة : حسن مأمون وعبد الحليم محمود ، وبيصار ، وجاد الحق : لتصفع خرافة التوافق بين الإسلام والعلمانية على وجهها ، كما تخزق " عين " تهمة التطرف التي تلصق بالداعين إلى تطبيق الشريعة الإسلامية إذ تقول : ( يسجل المؤتمر أن الإسلام عقيدة وشريعة وحضارة ، وترق حضاري يشرع للحياة صورتها المتكاملة ) المؤتمر الثاني
وناشد المؤتمر الثالث للمجمع ( السلطات ذات الاختصاص في مختلف الدول الإسلامية أن تعمل على تنقية تشريعاتها ونظمها من كل ما يخالف حكم الإسلام وأن ترد هذه التشريعات والنظم إلى كتاب الله وسنة رسوله )
كما أوصى في المؤتمر الرابع ( بتأليف لجنة من رجال الفقه والقانون لتضطلع بوضع الدراسات ومشروعات القوانين التي تيسر على المسئولين في البلاد الإسلامية الأخذ بأحكام الشريعة الإسلامية في قوانين بلادها كقوانين العقوبات والقانون التجاري والقانون البحري وغيرها )
(25) وهل كانت بعض المؤسسات الدستورية للدولة – من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وقد استجابت مؤقتا لهذه التوصيات – فأصدرت إدارة الصحافة والنشر بمجلس الشعب عام 1983 كتابا بعنوان " تطبيق الشريعة في مجلس الشعب " وجاء في مقدمة الكتاب : ( تاقت النفوس من أبناء شعب مصر العظيم منذ فترة طويلة إلى تطبيق أحكام الشريعة كما تطلعت إلى اليوم الذي يكون فيه مرد الأمر إلى أحكام الله تبارك وتعالى التي فطرت عليها طبيعة هذا الشعب ، وقد قابل أعضاء المجلس الموقر ذلك بكل الترحيب والتقدير ، ولابد أن نسجل بالتقدير والشكر والعرفان هذه المبادرة الكريمة للأستاذ الدكتور صوفي أبو طالب الذي لم يأل جهدا في حشد جهابذة علماء الشريعة والقانون إنجاز هذا العمل التاريخي العظيم )
فهل كان مجلس الشعب أو رئيسه الدكتور صوفي أبو طالب من فئة ذات أفكار هدامة وهو يرفض العلمانية ويدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية
(26) وقد أرسل شيخ الأزهر الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق خطابا برقم 518 في 1071984 إلى رئيس مجلس الشعب حض فيه المجلس على ضرورة الإسراع في مناقشة قوانين الشريعة ، وأتبعه بخطاب ثان في 22111984 أنظر جريدة النور في 17121986 – 15 ربيع الثاني 1407 - فهل كان شيخ الأزهر من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين وهو يرفض العلمانية ويدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية

إن إسناد الحكم لشريعة الله كان ومازال موضع الإجماع من أهل السنة والمعتزلة وعلماء الأمة في جميع العصور باستثناء من فسد أو سقط تحت سنابك العلمانية في القرن العشرين قرن عار استعمار البلاد الإسلامية بيد الإفرنج .
فهل كان هؤلاء جميعا : ابتداء من القرآن المجيد والرسول الكريم والصحابة الراشدين إلى الطبري إلى الغزالي إلى القرطبي إلى البيضاوي إلى شارح الطحاوية إلى ابن خلدون إلى ابن عبد الشكور إلى علماء الأصول معتزلة وأشعرية وماتريدية إلى محمد عبده إلى مصطفى صبري ، إلى السنهوري إلى حسن مأمون ، إلى عبد الحليم محمود ، إلى بيصار ، إلى جاد الحق إلى أعضاء مجمع البحوث إلى رئيس مجلس الشعب ...إلى إجماع علماء أصول الفقه والعقيدة هل كانوا وباء أو ناشري وباء من فئة ذات أفكار هدامة ناشري "الوباء المعروف بجماعة الإخوان المسلمين ؟‍‍
(27) وهل كان الأستاذ عباس محمود العقاد من فئة ذات أفكار هدامة ناشري الوباء وهو يتحدث عن أهمية صفة الشمول بالنسبة للدين بوجه عام ( الغالب على الأوامر الدينية هو الشمول الذي يحيط بالإرادة والشعور والظاهر والباطن ولا يسمح لجانب من النفس أن يخلو منه )
ثم يتحدث عن الشمول في الإسلام بخاصة فيقول : ( إنه عقيدة شاملة ، وأنه بذلك حقق الصفة الكبرى للعقيدة الدينية على أتم شروطها ، فما كانت سريرة الإنسان لتطمئن كل الاطمئنان إلى اعتقاد يفرقها بددا ، ويقسمها على نفسها ، ويترك جزءا لم تشمله بقوته ويقينه .)
ثم يقول : (. .ومن هنا لم يذهب الإسلام مذهب التفرقة بين ما لله وما لقيصر ، لأن الأمر في الإسلام كله لله "بل لله الأمر جميعا " ، " لله المشرق والمغرب "
وإنما كانت التفرقة بين ما لله وما لقيصر تفرقة الضرورة التي لا يقبلها المتدين وهو قادر على تطويع قيصر لأمر الله .
وهذه العقيدة الشاملة هي التي أفردت الإسلام بمزية لم تعهد في دين آخر من الأديان الكتابية ، فإن تاريخ التحول إلى هذه الأديان لم يسجل لنا قط تحولا إجماعيا إليها من دين كتابي آخر بمحض الرضا والاقتناع ، إذ كان المتحولون إلى المسيحية أو إلى اليهودية قبلها في أول نشأتها أمما وثنية لا تدين بكتاب ، ولم يحدث قط في أمة من الأمم ذات الحضارة العريقة أنها تركت عقيدتها إلى دين كتابي غير الإسلام .
وإنما تفرد الإسلام بهذه المزية بين سائر العقائد الكتابية ، فتحولت إليه الشعوب فيما بين النهرين وفي أرض الهلال الخصيب ،وفي مصر ، وفارس ، وهي أمة عريقة في الحضارة كانت قبل التحول إلى الإسلام تؤمن بكتابها القديم .
وتحول إليه ناس من أهل الأندلس وصقلية كما تحول أناس من أهل النوبة ، ورغبهم جميعا فيه ذلك الشمول الذي يجمع النفس والضمير ويعم بني الإنسان على تعدد الأقوام والأوطان ، ويحقق المقصد الأكبر من العقيدة الدينية فيما امتازت به عقائد الشرائع وعقائد الأخلاق وآداب الاجتماع) أنظر كتابه " الإسلام في القرن العشرين " طبعة دار نهضة مصر بالفجالة ص 16-17 ، 27-29
إنه الإسلام بما له من صفة التوازن والشمول الجديرة بكل دين صحيح
(28) وهل كان المستشرق المسلم ليوبولد فايس " محمد أسد " من ناشري الوباء وهو يقول في كتابه " الإسلام على مفترق الطرق " : ( الإسلام ليس عقيدة صوفية ولا هو فلسفة ، ولكنه نهج من الحياة حسب قوانين الطبيعة التي سنها الله في خلقه ، وما عمله الأسمى سوى التوفيق بين الوجهتين الروحية والمادية في الحياة الإنسانية .)
ثم يقول ( إن الإسلام لا يكتفي بأن يأخذ على عاتقه تحديد الصلات المتعلقة بما وراء الطبيعة ولكنه يعرض أيضا للصلات الدنيوية بين الفرد وبيئته الاجتماعية ) الإسلام على مفترق الطرق ليوبولد فايس ترجمة عمر فروخ ط 1977 ص 22 –0 24
إنه الإسلام بما له من صفة الشمول الجديرة بكل دين صحيح
(29) وهل كان روجيه جارودي من ناشري الوباء وهو يقول عن شمول الإسلام وهيمنته على العمل السياسي : ( إن الإسلام برفضه فصل الثنائية المزعومة بين السياسة والإيمان يمكنه مساعدة الغرب على تجاوز أزمته ، كذلك فإنه يمكن للإسلام بربطه كل شيء بالله .. في الملكية . والسلطة والمعرفة إلخ ... أن يكون خميرة تحرر ونضال ضد كل أشكال التسلط والعبودية المفروضة على الإنسان بحجة أطروحات مزيفة )
أنظر " الإسلام دين المستقبل " لروجه جارودي ترجمة عبد المجيد بارودي نشر دار الإيمان بدمشق وبيروت ط 1983 ص – 70 - 76
نه الإسلام بما له من صفة الشمول الجديرة بكل دين صحيح
فهل من هؤلاء هب علينا الوباء ؟
إ
إن القول " بأن الإسلام لا بد له من السلطة التي تقيمه وتحميه وترمز إليه " لم يكن قط وباء إخوانيا ، أو تطرفا من جماعات ما يسمى الإسلام السياسي ، وهو من مسلمات الفكر الإسلامي طوال أربعة عشر قرنا ؟!
وكيف يكون وباء إخوانيا وهو فرع لتطبيق الشريعة عمليا وإلغاؤها يعني إلغاء الإسلام عمليا ، إنه يعني دخول جحر ضب خرب ، دخله من قبل بولس الذي ألغى الناموس ، رسول العلمانية وحبرها الأقدم ، يحتذونه حذو القذة بالقذة ، ، إنه – حرفيا – يعني إلغاء الإسلام ، ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ، وما الله بغافل عما تعملون ) البقرة 85

ومن نافلة القول : عدم تكفير العلمانيين ما لم يكونوا على علم بفلسفتها وحقيقتها ودخائلها ونتائجها و هذا ما لا يتفق للأغلبية العظمى منن يساقون في طريقها كالأنعام

إنه لو صدق الوزير في مقولته عن " الوباء الإخواني !! " وما يلزمها في اتهام هؤلاء بانهم مصدر الوباء – وقاه الله - إذن فلتنصب المحارق لمؤلفاتهم ومؤتمراتهم على النواصي ولينثر رمادها فوق المقابر
وإذا كان الوباء قد استشرى في المساجد باعتبارها موئلا للمطاريد من حاملي الوباء فلم لم يطهرها الوزير منهم وفي يده مفاتيح السلطة جميعا ولم لم يغلقها إن كان عاجزا عن استئصال الوباء منها ، اليس إغلاقها أفضل من الوباء ، وأليس في الشريعة فسحة وهي تقرر أن لقد جعلت الأرض كلها مسجدا ؟ ؟!!
وأما وصمة الاختطاف التي ألحقها الأستاذ الدكتورأحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر بجامعته باعتبارها مفعولة تحت فعل الإخوان المسلمين - حسب تصريحه لمنى الشاذلي - فهي تهمة خطيرة إن صحت تؤكد الحاجة الملحة إلى إلغاء الجامعة باعتبار أن المخطوفية إنما تلحق بمن لديه القابلية لها كما هو المبدأ في الاستعمار والقابلية لللاستعمار الذي وضعه لنا طيب الذكر ماك بن نبي
وعليه يلغى الأزهر جمعاء ، استباقا لما يبيته البعض لذلك باعتبار ان وجوده واستقواء الدولة به أحيانا يلحق به تهمة إدخال الدين في السياسة ولينطلق التنويريون في مشروعهم في اختطاف الدولة وقد تطهرنا تماما من الدين !!! ، وإن أدى ذلك إلى " تكفير السياسة ، أو تسييس الكفر " ، ونستريح بعد ذلك من تصريحات الطيب والوزير وطنطاوي تلك التي يأتمرون بها والتي هي في حد ذاتها تمثل استغلالا صارخا للدين في السياسة ينافس الوباء الإخواني نفسه !!!
وإذا كنا قد وصلنا منطقيا إلى إلغاء الأزهر نفسه تحقيقا لجدية الدولة المخطوفة علمانيا فلم يعد بنا حاجة أيضا إلى طرح القضية الجدلية التي قرر فيها معالي الوزير أنه يرفض - طبقًا للقانون - ما قال إنها ادعاءات للإخوان بأنهم حاملو لواء الإسلام ، مقررا أن الإسلام لا يعرف احتكار فئة له ، فلم يعد بعد هذا الإلغاء أحد يدعي هذا الادعاء لا الإخوان ولا الوزارة ، ولا الأزهر الذي يرغب في أن يحتكر لنفسه هذا الاحتكار !! طبقا لتصريح الأستاذ الدكتور أحمد الطيب
ويبقى بعد ذلك أن نتساءل : كيف لم يدرك الوزير أو الطيب أن الوباء قد اخترق الأزهر إلا بعد الاستعراض الطلابي المشهور مع أن كليهما قد قضيا من قبل وقتا طويلا في ربوعه في المناصب المؤثرة فيه كيف لم يعلنا عن هذا الوباء وسكتا سكوتا مطبقا عن حقيقة الوباء وأصل الوباء وموطن الوباء وحركية الوباء : أفي الأزهر أم في المرجعية الإخوانية أم في المرجعية المشتركة بينهما في الإسلام !!! ، حتى استيقظا أخيرا على طرقات الأمن ، ومأمة طلابهم الخراف بين أحضان ذئاب الإخوان ! ، وتحرشات البنات – بنات الأزهر المحصنات – بضحاياهن من رجال الأمن !!
وهل يتفق هذا السكوت المطبق مع واجب الأمانة نحو من ائتمنهما على هذا الكيان ، ولم يفعل احدهما أفضل مما فعل شيخهما من فتواه عن البنوك ، ثم اختبآ خلفه ، أما كان الأجدر بهما أو بأحدهما أن يصدع بما ظن أنه الحقيقة وأن يطرد علماء الأوقاف الذين كان لهم دور بارز في تسريب هذا الوباء وأن يصدر البيان تلو البيان تحذيرا من الباقوري والغزالي والقرضاوي وعلماء الأزهر وتراث أقرانهم من الحاملين لفيروس الوباء ، فإن لم يكن بهما همة لذلك أن يستقيلا فإن لم يكن أن يعتذرا ؟
أم تراهم قد وجدوا الحل أخيرا في مصادرة الفكر في الأزهر ومراقبته أمنيا ، وحصره دراسيا فيما يلوكه البعض مما لا يفقهون معناه عن " الوسطية " أو فيما سماه رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب " الفكر الأزهري " !! الذي لا نجد مرجعا له في كل ما درسناه عن الفرق والمذاهب والنظريات ؟ وهل يمكن استيراده دام فضلكم من السوربون أو من برلين ليمكن وضعه بين يدي أبواق ممن يرتضي لنفسه ذلك أو يضطر له من أساتذة الجامعة أو علماء الأوقاف أو الدعوة أو المدرسين ؟
حنى هؤلاء المضطرين كيف يمكن للسيد الأستاذ الدكتور أحمد الطيب أن يراقب ضمائرهم كيلا ينفثون في الفضاء الأزهرى وباءهم الإخواني ؟ هلا يشق عن قلوبهم ؟ وكما يقول الكاتب الطبيب خالد منتصر ( لم أفهم تصريح الدكتور أحمد الطيب لجريدة الأهرام يوم الأربعاء الماضي بأنه سيتخذ التدابير المشددة لمنع اختراق أي فكر متطرف عقول الطلاب والأساتذة والسؤال : هل سيستورد الدكتور الطيب مسحوقا مانعا للاختراق ؟ أم سيؤجر بودي جاردات لتنفيذ عدم الاختراق ؟ أم سيقف على بابا الجامعة ويسأل الطالب : معاك فكر ماتعديش مامعكش عدي ؟ أم سيعمل حسابه في المستقبل و يختار طلبة ضد الاختراق وأساتذة غيرمخروقين ؟؟ ) ثم ينفث الكاتب - مبكرا - نفثة السم المجهزة معمليا للقضاء على كيان الأزهر في الصميم إذ يقول ( همسة في أذن الطيب : انظر إلى المناهج التي تدرسونها في الأزهر وستعرف جيدا من أين يأتي الاختراق ) اه !!صوت الأمة يتاريخ 25122006
أهو دا الكلام ولا بلاش .
ها لقد وصلنا إلى الهدف الثاني من أهداف العلمانية بعد سقوط الدولة الإسلامية
هنا نصل إلى صلب المسألة في القرآن والتراث والفكر الإسلامي في فضاء القضية كلها باتساع الرسالة الإسلامية على مدى التاريخ وقبل أن يولد الوباء الإخواني – على حد تعبير السيد الوزير – بمئات السنين
أما القرآن الكريم فتتكفل به الولايات المتحدة الأمريكية بوحي من الكنيسة
وأما السنة فيتكفل بها " القرآنيون " بوحي من إبليس
وأما الفكر الإسلامي فتتكفل به مناهج مستجدة بوحي من الاستشراق ، و تلاميذه هاهم بين ظهرانينا وفي مكاتبنا في وضع الاستعداد وأصابعهم على الزناد
وأما الأزهر .. فأغلقوا الأزهر
ثم انصبوا لتراثه محرقة
وانثروا على قبره الرماد
وليصرخ في قبره كيفما شاء له أن يصرخ كل من وضع لبنة في مبناه ، بدءا من جوهر الصقلي ومرورا بصلاح الدين الأيوبي ووصولا إلى محمد عبده والمراغي وعبد الحليم محمود ، ولتبك الباكيات ولتولول المولولات
ولكن هيهات
وعظم الله أجركم
والله أعلم

------------------------------------------------------------------------
(3) الفقه الأبسط بشرح أبى الليث ( ص 4) .
(4) الفقه الأبسط ( ص 44 ) .
(5) المصدر السابق .
(1) المصدر السابق ( ص 48 ) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.