أجمع شباب الثورة أن مبادرة الرئاسة ومشروع المائة يوم بعنوان ¢وطن نظيف¢ لنظافة وضبط شوارع وميادين الجمهورية هو واجب ديني ووطني علي المجتمع بأسره وليس مسئولية الحكومة أو مؤسسة الرئاسة فقط.. مؤكدين ضرورة تعاون الجميع لتحقيق الهدف المنشود حتي تتخطي بلدنا الغالية الصعاب التي تواجهها وتلحق بركب التقدم والحضارة الإنسانية. طالبوا بدعم كل جهد يهدف لتنمية المجتمع بغض النظر عن هوية صاحبه لأن المصلحة العليا للوطن ينبغي أن تسود خاصة في المرحلة الراهنة. في البداية يقول ¢زيكو¢ محمد زكريا- بالفرقة الثانية كلية التجارة جامعة عين شمس-: يجب أن ندرك جميعاً أن مبادرة الرئيس د. محمد مرسي ودعوته لمشروع المائة وحملة ¢وطن نظيف¢ لن تنجح لمجرد إنطلاقها من أعلي رأس في البلد وإنما لابد من المشاركة المجتمعية الفعالة وإخلاص كل المواطنين ورغبتهم الحقيقية في جعل وطنهم نظيفا بحق. لأن الرئيس لن ينزل الشارع حاملاً بيده أدوات النظافة ليرفع أكوام القمامة ومخلفات البناء التي ألقي بها أصحاب الضمائر الخربة والذمم الميتة في نهر الشارع. ففي الأول والآخر هذه بلدنا ونظافتها مسئوليتنا جميعا وليست مسئولية حكومة أو مؤسسة رئاسية. ثم إننا نحن الذين ننظف أو ¢نوسخ¢ بيئتنا ومكاننا. تجربة عملية ويخرج محمد زكريا من مجرد الكلام الي الفعل حيث يقول: في منطقة عملنا بالمطرية اجتمعنا كمجموعة شباب وقررنا عمل شيء إيجابي لإنجاح المشروع فكوّنا فيما بيننا مجموعات عمل لنظافة وتجميل الشارع. صحيح أننا واجهنا مصاعب كثيرة في البداية وعدم تعاون لكن الناس في النهاية اقتنعت بما نفعله ثم تفاعلوا معنا عندما وجدونا نعمل لصالح المنطقة ولحمايتها من الأمراض والروائح الكريهة. فنحن لا نريد أن ينزل الجميع الي الشارع للكنس ورفع القمامة ولكن فقط نطلب من كل شخص ألا يلقي القمامة مرة أخري بعد أن نظّفنا المكان فبهذا يساعدنا في تحقيق حملة¢وطن نظيف¢. يستدرك محمد زكريا قائلاً: مشروع المائة يوم يجب ألا يكون مشروع رئاسة أو حكومة بل مشروع كل مواطن. لكن المشكلة أنه يوجد البعض ممن يسعي لتشويه صورة الثورة علي انها مجرد خراب بيوت وأنها ¢باظت¢ وهؤلاء لا يدركون أنها أقل الثورات خسائر إذا قورنت بمثيلاتها في التاريخ كله. فنحن نحمد ربنا علي ذلك وإن كانت في البورصة أو السياحة فهذا مقدور عليه أن نستعيده ثانية ونقوّيه. ويكفينا ما عانيناه من يأس وإحباط في ظل النظام السابق فكل شيئا ¢بالكوسة¢ والشباب لم يكن يري أي بارقة أمل أمامه حتي اندفع يلقي بنفسه في مياه البحر المتوسط في هجرات غير مشروعة آملا إيجاد حياة أفضل في بلاد أخري غير التي وُلد وتربّي فيها. لذلك- كما يؤكد محمد زكريا- لابد من تكاتف جميع المصريين بلا اختلافات أياً كانت لدعم وإنجاح المبادرات الوطنية ليست المائة يوم فقط بل كل مبادرة تسعي وتهدف للنهوض بالبلد. ومن جانبي أقترح مشروعا آخر يتركز في تنمية قدرات وإبداع أصحاب المهن الحرفية بحيث يكون لدينا حرفيون لديهم قدر من الثقافة والعلم من باب حُسن التعامل مع الزبون والأجهزة الحديثة. فنحن لدينا خبرات مهنية عظيمة لكن للأسف تم تشويهها أو هي بالفعل تحتاج لتنمية وتأهيل في بعض الجوانب لتكون أفضل لأنه علي أكتاف وبأيدي هذه الفئة يمكننا تحقيق نهضة غير مسبوقة في مختلف مجالات الحياة العملية والعلمية. البدء بالنفس تلتقط خيط الحديث همس محمد مجدي- بالفرقة الأولي كلية الألسن- مؤكدة علي كلام محمد زكريا ومشيرة الي أن نجاح أي مشروع أو بلد أو إنسان يعتمد علي أن يبدأ كل فرد بتغيير نفسه أولاً ولا ينتظر غيره ماذا يفعل. فالشباب مثلا يسعي لإيجاد فرصة عمل ولا ينتظر من يوجدها له بل ينظر في داخله وما يجده متناسبا مع إمكاناته ورغباته يبدأ في تنميته وعرضه علي الناس ولا يهوّن من أي فكرة فربما تكون هي مفتاح السعادة والانطلاق بالنسبة له ولكنه لا يدري أين ينتظره النجاح. وبالنسبة لمشروع المائة يوم يجب ان يبدأ كل واحد بنفسه وينظف بيته وأمامه وبجواره وهكذا. ويلتزم بقواعد المرور. وترشيد استهلاكه للخدمات المتوفرة بحيث لا نُضيّعها هدراً بلا استفادة أو عائد علي أحد. لأن هذا إهدار للنعم التي منّ الله علينا بها. تضيف ¢همس¢: أنا كفتاة مثلا هوايتي المفضلة الرسم ورغم أنني التحقت بكلية بعيدة عن هوايتي بناء علي رغبة والدتي- وهذا ما يجب أن يتغير مستقبلا بحيث لا يجبر الآباء أبناءهم علي دراسة ما ليسوا مقتنعين به- إلا أنني امارس هوايتي علي هامش مذاكرتي وفي وقت الفراغ وأتمني أن أتفوق فيها ويصبح لي معرض "أتيليه" لأعمالي. ليس هذا فقط بل لدي ميول للعمل في مجال ¢فاشون ديزاين¢ للملابس والإكسسوارات وأدعو كل فتاة للانشغال بعمل قريب من ميولها لتصبح منتجة وليست مستهلكة حتي وإن لم تكن بحاجة مادية لذلك فنحن جميعا مطالبون بالإنتاج والعمل في كل المجالات الحياتية حتي نتقدم ولا نحتاج للاستيراد من الخارج بل نتحوّل الي مصدرين فنحن لسنا بأقل من تلك الدول التي غزتنا اقتصاديا حتي في أدق المنتجات وأقلها شأناً لكنها لازمة لشئون الحياة. وليد الثورة تتدخل نسمة النجار- بالفرقة الثانية كلية العلوم جامعة 6 أكتوبر- مرحبة بالمبادرة الرئاسية وبالروح التعاونية التي أفرزتها الثورة حيث يلتف الغالبية إن لم يكن الجميع لإنجاح المشروعات الوطنية بعد أن شعروا أن البلد بلدهم وأن كل واحد مسئول عن جزء ولو كان صغيرا في نهضته وتقدمه. وتقول: يجب ان نقف جميعا خلف القيادة المنتخبة طالما انها تعمل في صالح الوطن والمواطنين وألا نعرقلها فنحن مأمورون بذلك دينيا كما قال تعالي¢ وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم¢. ومن باب المشاركة والمسئولية تقترح ¢نسمة¢ طرح مشاريع ومبادرات اخري وطنية مثل تطوير التعليم وإزالة الحشو الزائد في المواد التعليمية ودعم قدرات الطالب حسب ميوله وهواياته مع مزيد من الاهتمام بالطالب الحرفي كالصنايع والزراعة فهذه مهن تحتاجها البلد بشكل كبير. أيضاً ليته يتم تنفيذ فكرة التسويق عبر النت من داخل البيت علي أن يكون ذلك بإشراف ورعاية حكومية. فهذا يفتح الباب واسعاً للعمل وخاصة أمام الفتيات. مؤشرات التقدم ويطالب علاء فرج عبد الغني- موظف بشركة ورق ببرج العرب بالاسكندرية- كل مصري يتحمّل مسئوليته تجاه بلده والحفاظ علي مؤسساتها ومرافقها العامة والخاصة لأن البلد تمر بمرحلة فارقة في تاريخها تتطلب تكاتف كل الجهود والطاقات لتخطي الأزمة والتغلب علي التحديات الخطيرة التي تقف في طريق نهضتها وتقدمها. فالنظافة وترشيد استهلاكنا في المياه والكهرباء وانضباطنا في إشارات المرور كل ذلك من علامات ومؤشرات وضع أقدامنا علي أولي خطوات التقدم والتحضر.. مشيرا الي أن الالتزام بالمساعدة والدعم للمشروع القومي هي أيضا اتباع للتوجيه النبوي في التعامل مع كل النعم التي وهبنا الله تعالي إياها فلا نُضيّعها أو نُهدرها حتي لا نُسأل عنها يوم القيامة. فإذا كانت لدينا نعمة الماء العذب من نهر النيل فلنحافظ عليه من الإسراف في إضاعته ولنعلم أن أعداءنا يكيدون ويحيكون لنا المؤامرات لمنعه عنا لتجدب أرضنا ويموت زرعنا وضرعنا وأبناؤنا. وكذلك كل النعم والخدمات والثروات التي منّ الله بها علينا. فإذا كانت الصحة تاجاً علي رءوس الأصحاء لا يدركها غير المرضي. ولاشك فإن المشاركة في حملة ¢وطن نظيف¢ هي واجب وطني وديني بل صحي لنا ولأهلنا جميعا. فعلينا أن ندرك نعمة وقيمة ما بين أيدينا قبل أن نندم علي ضياعها وبأيدينا وقت لا ينفع الندم. مسئولية الحكومة ورغم اتفاق محمد احمد المليجي- بمعهد الألسن بشارع مكرم عبيد- علي الآراء السابقة إلا أنه يطالب الحكومة أولا بالعمل وتحمل المسئولية خاصة في مجال النظافة ورفع القمامة لأنها لم تتوان عن تحصيل قيمة هذا العمل شهرا واحدا حيث تفرضه علي فاتورة الكهرباء. فإذا كانت الحكومة جادّة فعلا فعليها أن تُقدّم مقابل ما حصّلته من اموال فهذا حق كل مواطن تم تغريمه مبالغ مقابل النظافة. ثم بعذ ذلك يأتي دور المواطن في الدعم والمساندة لكن لا يصح أن يُؤخذ منه المال ويُطالب هو بالنظافة خاصة وأن الشركات المستفيدة من ذلك ليست مصرية بالأساس! ويطالب ¢المليجي¢ الحكومة بالعمل سريعا علي إيجاد فرص عمل لتوظيف الشباب وتوزيع الأراضي الزراعية عليهم لأن هذا يخلق مناخاً من الانتماء والوطنية عندهم. وقد فطن الرئيس الأسبق محمد أنور السادات لهذا فعمل جاهداً لتحقيقه. وبلدنا بحمد الله مليئة بالخيرات الوفيرة فعلي المسئولين العمل الجدّي علي احتواء واستثمار طاقة الشباب لخدمة الوطن وتنميته. تشاركهم الرأي فرح زكريا- بالصف الخامس الابتدائي- قائلة: ونحن أيضاً الصغار لنا رأي ودور وقد شاركت أخي في نظافة الشارع ودعوت أصحابي لعدم إلقاء الزبالة في الشارع. وضرورة إطفاء الأنوار وتقليل استهلاكنا للمياه.