طغت أحاديث السياسة والوضع الراهن لمصرنا الغالية علي معظم التجمعات حتي الترفيهية التي تجمع الأسر والأصدقاء في المصايف. فرغم هروب الغالبية من الهموم والزحام الذي تشتهر به القاهرة الي مصايف مصر المنتشرة علي طول سواحلها في البحر المتوسط والبحر الأحمر ليريحوا أنفسهم من عناء المعضلات السياسية والأزمات الاقتصادية. إلا أن السياسة ظلت تلاحقهم. فما من تجمّع إلا ويدور الحديث فيه عن خطة المائة يوم ومشروع النهضة وكيفية تحقيقه؟ ووضع مصر دوليا وإقليمياً. ففي جلسات مسائية عديدة بمنتجع الندي بشاطئ النخيل بالإسكندرية. دارت مناقشات حامية بين المصطافين الذين تباينت مستوياتهم العلمية والاجتماعية والثقافية لكنهم أجمعوا علي حبهم لمصر ورغبتهم الأكيدة في المساهمة وبذل كل جهد وطاقة للخروج بها من أزماتها الراهنة ووضعها علي الطريق الصحيح في اتجاه النهضة والتقدم المنشود. في البداية ألقي الدكتور مجدي المنشاوي- المستشار بمحكمة العدل الدولية بلاهاي- بقنبلة من العيار الثقيل حينما عرض لتقرير منظمة الأممالمتحدة حول الوضع في مصر وناقشه الأعضاء في شهر يونيه الماضي. وقد حمل التقرير الكثير من التخوفات والشكوك حول إمكانية عودة الوضع الآمن علي الأقل في الوقت الراهن الي ما كان عليه قبل الثورة. وطالب د.المنشاوي كل فرد مصري بالعمل علي تنمية نفسه ومجتمعه ولا يلتفت لغيره حتي تنهض البلد وتنال ما تستحق. وتدخل محمد الأصيل- مدير عام شركة ألادينو للسياحة- منتقداً ما يحدث من حزب الحرية والعدالة تحديداً من تدخل في تشكيل الوزارة بل والتغييرات في بعض الوزارات كالداخلية مثلاً- كما جاء علي لسان أحد أعضاء الحزب بذلك- مؤكدا علي ضرورة إعطاء الرئيس المنتخب الفرصة كاملة لإدارة المؤسسة الرئاسية برؤيته ثم نُحاسبه. وطالب ¢الأصيل¢ بضرورة الاستعانة بالشباب في كل المناصب ولكن بالتدرج. من جانبه دعا أحمد شيبوب- مدير المنتجع- كل المصريين للعمل معاً علي تنمية البلد. كل في مجال عمله وتخصصه. التزاماً بالتوجيه النبوي الشريف ¢ابدأ بنفسك ثم بمن تعول¢ فإذا بدأ كل منا بنفسه وأهل بيته وعائلته وجيرانه انصلح حالنا جميعا دون انتظار مساعدة أحد. اتفق معه زكريا النجار- صاحب شركة لادا 2000 لقطع غيار السيارات- مؤكدا ضرورة تكاتف وتعاون كل الأجيال المختلفة من الكبار والشباب فنستفيد من الخبرة والحماس. مع إدراكنا بأن أي تغيير لن يكون بين عشية وضحاها وإنما يأخذ وقتاً. ويكفي أن الله جاء لنا برئيس ¢مؤمن¢ ندعو الله أن يكون تقيا ورعا في إدارته ورئاسته للبلد. فقط علينا الصبر والإيمان والعمل بكل ما نستطيع وألا نتركه بمفرده فمهما كان لن يستطيع عمل شئ بمفرده بل لابد من تكاتف جميع قوي الشعب أمامه وليس خلفه في كل ما يخص البلد ونهضتها. وضرب النجار مثلا بحملة ¢وطن نظيف¢ التي أطلقتها مؤسسة الرئاسة لتنظيف الشوارع والميادين. فتساءل: هل يُعقل أن الناس تجلس في بيوتها وتنتظر أن ينظف لهم المسئولون الشوارع؟ ليس هذا فقط بل يُلقون بالقمامة في الأماكن التي يتم نظافتها! فهل ينتظرون أن ينزل الرئيس أو المسئول وفي يده المكنسة والمقطاف ليحمل ¢الزبالة¢ من أما بيوتهم؟! أيدهم في الرأي حمدي عبد السميع سليمان- مدير مبيعات بشركة للغازات الطبية- مستبشراً خيراً في المستقبل قائلا: البلد ستكون أفضل في المستقبل القريب إن شاء الله رغم كل الصور اليائسة التي تحاول إحباطنا. مشيرا الي أن أي بلد لابد أن يأخذ وقتاً للنهوض فمثلاً ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية تم بناؤها في 10 سنوات لكن بالجهد والعرق من كل فرد دون تكاسل أو تخاذل. لكن خالد فؤاد- مدير التسويق بالشركة الخليجية للغازات الطبية- يربط كل تقدم أو نهوض بضرورة إيجاد الاحترام فيما بين الناس بعضهم البعض أولاً ونشر الأخلاق في كل تعاملاتنا وسلوكياتنا. نفس الرأي يؤكده أحمد حمزة- صاحب شركة للغازات الطبية- مشيرا الي أن الإخلاص والتفاني في العمل هما أساس تقدم أي مجتمع فما بالك ونحن مجتمع ينطلق من أرضية إيمانية ويكفي قوله تعالي:¢ وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون¢. يتفق معهم المهندس مصطفي شيبوب- رئيس مجلس إدارة المنتجع- مؤكداً أن ديننا الحنيف طالبنا بالعمل وأن نُغيّر ما بأنفسنا أولاً حتي يغيرنا الله للأفضل. وأن نتعلم ونعمل فاستنكر ان يتساوي من يعمل مع من لا يعمل. ومن يعلم مع من لا يعلم. حتي انه سبحانه جعل العلم والقراءة أول أمر يتنزل به الوحي فقال:¢اقرأ باسم ربك الذي خلق¢ ويتدخل محمد غريب الشاذلي- مشرف الأمن- مؤيداً رأيه قائلاً: لابد أن نصلح أنفسنا اولاً حتي يعيننا الله تعالي لإصلاح المجتمع ككل لأن الثورة لن تفعل شيئاً. وقرآننا الكريم يأمرنا بالتعاون فيقول:¢ وتعاونوا علي البر والتقوي¢ وأكثر من هذا فقد نهانا عن التعاون علي الإثم والعدوان في الآية التالية مباشرة فيقول:¢ ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان ومعصية الرسول¢.