منذ ان وصل الدكتور محمد مرسي المحسوب علي تيار الاسلام السياسي الي سدة الحكم في مصر ومن قبلها اكتساح الاخوان والسلفيين للبرلمان المصري بغرفتيه الشعب والشوري. وهناك حملة شرسة علي التيار الاسلامي. مستغلين حالة الخوف لدي غالبية الشعب المصري من سيطرة هذا التيار علي مقاليد الامور في مصر خاصة بعد 30 عاما من الحكم العلماني تم فيهم اجهاض كل ماهو اسلامي. فمن قبل اثاروا الفزع والذعر حين اشاعوا وجود هيئة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبين انه شئ وهمي. والآن نجد دعوة باطلة وجاهلة من شخص يدعي انه داعية اسلامي تشجع علي زواج ملك اليمين الذي انتهي امره بانتهاء الرق والعبودية في الاسلام. والادهي من هذا ان هذا المدعي يقول ان المرأة يمكنها بهذا الزواج ان تخلع حجابها وان ترتدي ملابس قصيرة كما كانت "الامة" ترتدي في الماضي وبالتالي فهي دعوة صريحة لترك الحجاب من خلال مبرر شرعي كما يقول هذا المافون. البداية لمن لايعرف ابعاد القضية كانت عبارة عن شريط فيديو اذاعه وائل الابراشي من خلال برنامجه الحقيقة يعرض فيه لمراسم اول حالة زواج ملك يمين وفي الفيديو نجد المدعو عبد الرءوف عون وهو يطلب من امرأة غير مصرية ان تردد خلفه عبارة ملكتك نفسي بدلا من زوجتك نفسي.ثم يطلب منها ان تخلع غطاء رأسها وعباءتها في صورة فاضحة ووسط تصفيق الحاضرين الذين لم تتضح هويتهم من خلال الفيديو. والمؤسف ان هذا الأفاق نجده يدافع عن نفسه وعن قراره ويأتي له بالاسانيد الباطلة. وهو ماسنناقشه في هذا التحقيق. بداية مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف أراد حسم هذه المسألة من الناحية الشرعية والفقهية فأصدر يوم الخميس الماضي بيانا رسميا حمل توقيع امينه العام الشيخ علي عبد الباقي قال فيه ان ملك اليمين حالة من أحوال النكاح خاصة بنظام الرق والعبودية التي كانت منتشرة في العالم في بداية الإسلام. وقضي عليها الإسلام بالتدريج في التشريع. بل عمل الإسلام علي التخلص من كافة صورها والتي تشكل إحدي صور الاستعباد. وذلك من خلال فرض عتق رقبة في كل الكفارات. وكذلك صدرت القوانين الدولية والمواثيق بتحريم الاسترقاق وتقييد حرية الإنسان» فانتهي بهذا ملك اليمين. وأصبح غير موجود بلا رجعة» فالحديث عنه في هذه الأيام هو ردة وعودة إلي عصر الجاهلية. ودعوة إلي العلاقات الجنسية الآثمة والمحرمة. ولا يسمي زواجًا علي الإطلاق» لفقده الأركان والشروط الواجبة في الزواج. سألت علي اسماعيل محامي الجماعات الاسلامية عن قانونية مثل هذا الزواج وهل يقع تحت اي بند قانوني فقال هذا الزواج لم يرد تحت اي نص من نصوص قانون الاسرة المعمول بها في مصر منذ عام 1926. أضاف قوانين الاسرة المعمول بها في مصر مستمدة من الراجح من مذهب الامام ابي حنيفة ولم يثبت في أنواع الزواج في مذهب أبو حنيفة الاشارة إلي هذا النوع من الزواج. ولايوجد نص شرعي ولا حتي شبهة شرعية تجيز مثل هذا النوع من الزواج. وقد قمت بعمل مداخلة مع وائل الابراشي وحاولت ان ارد وابين الحقائق لم اجد هذا الشخص المدعو عبد الرؤوف عون يقول آية واحدة سليمة ولم يستشهد بحديث وكل ما استشهد به اية واحدة من سورة النساء. فهذا الزواج هو نوع من انواع الزنا وهذه الآية تتحدث عن اليتامي "فان خفتم الا تقسطوا في اليتامي" وان هنا للشك وليس للتأكيد من انه الا يعطيها حقوقها فالقرآن قال فانكحوا ماطاب لكم من النساء الحرائر وعلي اساس ان ولاة الأمور سيتولون اتمام العقد ولكن ان تكون الأمور بهذا الشكل فأتصور انه سيكون لدينا بعد ذلك شبكات ممنهجة للدعارة خاصة اننا نري هذا المجرم وهو ملتح وخربج للازهر وانا اشك في هذا الكلام. وقال الآية القرآنية "والذين هم لفروجهم حافظون الا علي ازواجهم او ماملكت ايمانهم فانهم غير ملومين" هذه الآية مكية وهذه السورة آتت أحكام أخري ونسختها وقالت انه لايوجد شئ اسمه الآن ملك اليمين ولكن هناك عتقاً. فهو هنا يستند علي حكم اتنسخ او اتلغي بحكم اخر .والرسول عليه الصلاة والسلام قال كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها وهنا نسخ للحكم الاول ولايوجد لا في الكتاب ولا في السنة مايبيح هذا الان فهذا نوع من انواع الفاحشة .وهناك من علق علي الفيديو المذاع بالقول ان هناك عائلات كانت حاضرة فهؤلاء احسبهم شبكة دعارة. سألته ثانية هل هذا العقد زواج عرفي فقال هذا العقد ليس زواجا عرفيا والدليل انه قام بنفسه بتحرير وثيقة رسمية وهو يخشي من المسئولية القانونية قبل الشرعية حتي يقول انها زوجته للاعفاء من المسئولية. هذا زواج فاسد حرمه الاسلام .وهو باب من ابواب نشر الرذيلة وهذا رجل ليس لديه نخوة او كرامة ويخيل الي انه مريض ويحتاج طبيباً نفسياً والفتاة التي معه تبدو عليها البلاهة. والذي اتعجب منه كيف تقبل امرأة لنفسها الرق والعبودية بعد ان من علينا الاسلام بالحرية والكرامة؟ حرب علي الإسلام الدكتور ناجح ابراهيم عضو مجلس شوري الجماعة الاسلامية يري انها حرب "عبيطة" علي الاسلام وتسئ لهم. والأفضل لهم الدخول في منافسة جادة وعمل احزاب ومنافسات جادة بدلا من هذه الحرب الساذجة. أضاف اري ان هذا الموضوع لايستحق كل هذه الضجة .وهي ضجة سياسية وليست فقهية فهناك الاف العاهرات لم يسأل عليهن احد لاصلاحهن او محاربتهن. وهذا طبعا ضمن ملف الاساءة للتيار الاسلامي وتشويه صورته. وكان الاولي بهم الدخول في منافسة شريفة وتقديم برامج واصلاح المجتمعات حتي يصلوا إلي قلوب الناس. أضاف قضية ملك اليمين قضية قديمة انتهت تماما بانتهاء الرقيق.والاسلام جاء بمحاربة الرقيق وهناك احكام كثيرة كان فيها عتق الرقبة حتي ينتهي الرقيق تماما. والاسلام انهاه بالتدريج حتي اختفي تماما. واذا نظرنا الي التاريخ سنجد ان معظم تلاميذ ابن عباس كانوا من الموالي وكذلك معظم فقهاء العصر العباسي من الموالي الذين تم تحريرهم واعتاق رقابهم. قال ملك اليمن كان من اسيرات الحرب وهو امر انهاه الاسلام وانهاه كذلك ميثاق الاممالمتحدة ولايجوز في الشريعة الا الزواج برضا وشاهدين وهذه شروط غير موجودة في ملك اليمين.وهذا الشخص يريد اثارة زوبعة والاحكام الفقهية وليدة مجتمعاتها والواقع الشرعي لاينفصل عن الواقع العملي. هناك قاعدة فقهية معروفة اسمها غياب المحل وبالتالي فان هذا الحكم غير موجود اصلا لغياب المحل فاذا كان عتق الرقبة غير موجود بالاساس فان زواج ملك اليمين ايضا غير موجود وكل احكام الرقيق ليس لها واقع في حياتنا فهو يتحدث عن حكم غير موجود وبالتالي فان الكلام فيه يعد لغوا مرفوضا .فمثلا من احكام الجهاد المعروفة والقديمة للفارس ان له ثلاثة اسهم من غنائم الحرب والراجل سهم واحد .هذه الاحكام انتهت لانها كانت وليدة عصرها. فالفارس كان هو الذي يحضر الفرس والسلاح فكان نصيبه من الغنائم اكبر ولكن الان هو لايتحمل اي شئ .وبالتالي هذه الاحكام لايتحدث عنها احد لانها غير موجودة الان .وللاسف وسائل الاعلام تفرغت للرد علي هؤلاء وحتي القنوات الاسلامية تفرغت للرد عليهم وتهيل التراب عليهم كما يهيلون هم التراب علي الاسلاميين وبالتالي غاب الفكر الاقتصادي والاجتماعي وبذلك يتم تسطيح عقلية المشاهد والمجتمع وندخل في دوامة من الانشقاقات. يقول الدكتور محمد نبيل غنايم استاذ الشريعة بجامعة القاهرة هذه جريمة بشعة ويجب النظر اليها من خلال هذا المنظور وليس من خلال اي حكم شرعي فهذا الامر لاوجود له في الاسلام الان وهذا الشئ بهذه الصورة ردة وتخلف.ويجب ان يقدم هؤلاء للمحاكمة حتي يكونوا عبرة لغيرهم. أضاف انا اتعجب من امرأة حرة تشتري الرق والعبودية لنفسها. ان هذا الامر غير المفهوم لا اتصور الا انه مسلسل سخيف لتشويه الاسلام امام الرأي العام الخارجي قبل الداخلي وحتي تجد وسائل الاعلام مادة خصبة للحديث فيها. أضاف أركان الزواج معروفة ومعلومة للجميع وشروط الزواج يعرفها الكل الآن وأي خروج عنها يكون زواجا باطلا وغير صحيح ويكون زنا وفاحشة.وهذا الامر لاجدال ولا نقاش فيه. حرب جديدة يقول الدكتور عبد الرحمن البر عضو مكتب الارشاد بجماعة الإخوان المسلمين وعميد كلية اصول الدين بجامعة الازهر فرع المنصورة ان مسألة زواج ملك اليمين التي فجرها احد البرامج الفضائية ماهي الا حرب جديدة علي الاسلام وعلي التيار الاسلامي بالكامل باعتباره التيار الغالب الآن في المجتمع . فهناك من يسعون لافشال التجربة الاسلامية وهوامر مقصود ومتعمد بهدف بلبلة الناس وجعلها تنصرف عن تأييدها للتيار الاسلامي. وبالتالي فانني انظر لهذه المسألة باعتبارها حربا ذات بعد سياسي وليس بعدا فقهيا كما يتصور البعض فهي ليست سجالا فقهيا بين علماء ولا قضية فيها خلاف حتي تكون الصورة واضحة. أضاف الاسلام عندما جاء انهي مسألة الرق والعبودية تماما وحرر الناس ومن غير المقبول او المتصور ان يكون هناك عودة الي هذا النظام مرة اخري. يقول الدكتور محمد رافت عثمان استاذ اصول الفقه بجامعة الازهر وعضو مجمع البحوث الاسلامية. ظهر الاسلام في القرن السابع الميلادي وكان الرق علي الأرض كلها. وجاء الاسلام والغي كل الابواب التي كان يحصل منها الرق سواء كانوا عبيدا أوجواري وحرم بيع الانسان لنفسه. وكان الدائن يمكن ان يطلب من القاضي فرض الرق علي المدين لحساب الدائن والاسلام حرم كل هذا وابقي علي باب واحد من الرق لانه كان من المستحيل ان يتم الالغاء مرة واحدة مثل ماتم في تحريم الخمر حيث وجدنا ان اهل المدينة اراقوا كل مالديهم من خمور كانت مخزنة لكن لو تم إلغاء الرق مرة واحدة كانت ستحدث مشكلة اجتماعية خطيرة .لانه سيؤدي الي ثورة الجياع لان الرقيق كان عددهم كبيراً. ولو اتي الاسلام بإلغاء الرق مرة واحدة فهؤلاء كانوا ياكلون ويشربون ويعملون عند اسيادهم والغاء الرق معناه الاستغناء عنهم مرة واحدة فيجد هؤلاء انفسهم بلا عمل او مأوي فكان الالغاء بالتدريج وبطريقة فيها حكمة وقننها الاسلام فحبب اولا في مسألة العتق .واغلب كتب الفقه الاسلامي اذا طالعناها- وقد طالعت اكثرها- عندما تتحدث عن الرقيق نجد الباب معنونا بباب العتق وليس باب الرق. فالاسلام كان تواقا لان يحصل هؤلاء علي حريتهم .وبالتالي التشريع الاسلامي حبب في العتق. والرسول عليه الصلاة والسلام في بعض الاحاديث قال ان يعتق رقبة يعتق الله بكل جزء فيها جسده من النار. وكثير من المخالفات الشرعية كانت كفارتها فيها اعتاق الرقيق مثل كفارة اليمين مثلا وكفارة الظهار والقتل الخطأ كل هذه الكفارات بها عتق رقبة .فما الذي يجعل التشريع الاسلامي يفعل هذا؟ لقد اراد الاسلام ان يفتح ابوابا كثيرة للحريات. أضاف كذلك بعض الامور التي لم يظن البعض ان تحدث في الاسلام مثل استمتاع السيد فالاسلام اباح له ان يستمتع جنسيا بجاريته وهذا كلام في غاية الحكمة لان الجارية عندما تحمل من سيدها تكون حرة هي واولادها بعد موته. فيكون الاسلام قد شجع علي اللقاء الجنسي بينهم حتي تحصل علي حريتها هي وأولادها. وقال اما مايحدث الان فهو دجل وهؤلاء اما زج بهم في قضايا تسئ الي سمعة الاسلاميين في هذا الوقت بالذات خصوصا وان في مصر الآن توجه اسلامي وانتشار الدعوة في الدول العربية منتظر وهؤلاء يكرهون المد الاسلامي واما جهلة وماجورون. ولكني لا اتصور ان حتي المجانين يفعلون هذا الشئ. مقاصد الشريعة ويقول الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوي بالأزهر الحرية من أسمي مقاصد الشريعة الإسلامية. وعندما جاء الاسلام وحد الرق ينظاماً سياسياً اجتماعيا قائم في العالم أجمع. والاسلام يريد القضاء علي الرق بشكل نهائي. فسد جميع منافذ الرق عن طريق الكفارات. وجعل العبيد عبء علي سادتهم. وفي نفس الوقت أوضح أن العبيد بشر لهم حقوق الانسانية كاملة وأعطي للعبيد حق المكاتبة للحصول علي الحرية رغم أنف سادتهم. واذا عجز العبد عن ساداة ما اتفق عليه ومكاتبه جاز له أن يتوجه لبيت مال المسلمين ويأخذ من مال الزكاة تحت بند "وفي الرقاب" للحصول علي الحرية وعندما أجمع العالم علي أنها الرق. وأن أسري الحروب لا يعتبروا رقيق وأصبح هناك ميثاق لذلك فأصبح عرفاً عالميا كما كان عرفاً اسلامياً. والأمة الاسلامية تلقت هذا الميثاق العالمي بالترحاب مع ما جاء به الشرع الحنيف. وكان ذلك اجماعا من ولاة الأمور وأهل الحل والعقد. وبذلك يكون الرق قد انتهي إلي غير رجعة. أضاف: أما الخادمة فهي ليست ملكاً لليمين والحرة لا يمكن أن تكون ملكاً لليمين. وكيف تجعل المرأة عبدة لرجل وهي حرة؟! ونحن نطالبهم بالتوبة واصحاح ما قاموا به بالزواج الصحيح. أما ما بدر منها أن تقول ملكتك نفسي فان نفسها ملك لله وليس ملك لها. ولذلك هذا فعل فاضح وتشويه لصورة الاسلام. وما أكثر الحرب الشرسة علي الاسلام الآن سواء في صورته الظاهرة أو الخفية وسواء من يفعل ذلك بقصد أو لا يقصد. فإن المحصلة واحدة. فقد انتقل مصطلح الاسلام قريبا من الخارج إلي الداخل وهذه صورة مرفوضة فاللمرأة كامل حريتها. وهذا اعتداء علي الحريات والإسلام لا يقبله.